المشهد اليمني الأول/

 

ما بين فبراير الثورة 11 فبراير2011م، وفبراير ما بعد جمعة الكرامة بالقناصين الصهاينة المُتستر عليهم من الفرقة أولى مدرع حتى تاريخه، وجريمة جامع النهدين بالطائرات الصهيونية، وخصي الثورة بالمبادرة الخليجية ومؤامرة التقسيم ودستور الأقاليم، وإغتيال وتدمير الجيش بمسمى “الهيكلة”، ونهب اليمن بمسمى “الإصلاحات الإقتصادية”، ووضع البلاد تحت رحمة الفصل السابع، قصة وحكاية بل مؤامرة القرن الواحد والعشرين وتمرير المشروع الصهيوني الإستعماري للوطن العربي والأمة الإسلامية وبواجهة الثورات الملونة وديمقراطية الطوائف والمناطق وبأحصنة ثورة القبور ومحاربة البدع والشرك للمتعهد بني سعود وإخوان تركيا وقطر ولإخراج إسرائيل الكبرى من النيل للفرات وبمحيط عربي هزيل وضعيف وبـ 66 دويلة وإمارة وسلطنة ومشيخة وأقاليم مشبوهة، وامريكا الراعي للمشروع، والمحصلة تدمير الجيوش وتقسيم الجغرافيا وتدفق النفط للغرب الإستعماري بثمن بخس ولينعم الكيان الصهيوني بالأمن والأمان، والعرب للقتل والتهجير والتشريد وثوار نبش القبور.. وكان ماكان، بإنتظار ساعة الصفر لتمزيق جغرافيا الجمهورية اليمنية وليختفي إسم اليمن من الخارطة الجغرافية والسياسية والتداول العام وبأقاليم مشبوهة، وثورة 11 فبراير للإعتدال وثورة 21 سبتمبر2014م تقلب الطاولة على الأعداء بالوطنية اليمنية الكاملة، وثورة ومن قرح يقرح، وليست ثورة إن لم تقف بمفردها في وجه عالم النفاق والصهيونية لتحقق سيادة الدولة وإستقلالها وتحفظ ثروات أبنائها وتصون كرامة وعزّة شعبها، وهي كذلك حتى النصر، بمشيئة الله تعالى.

 

وعلى عينك كانوا حلفاء في حرب 94م، وأصبحوا أعداء في ثورة الربيع، وأمسوا مجدداً حلفاء بعد فتنة السبت 2 ديسمبر2017م، والجميع والكل تحت الوصاية والجزمة السعودية والإماراتية وبقيادة أمريكا وبريطانيا.. الجنرال الأحمر ينضم إلى ساحة الإعتصام لحماية الثورة من قوات النظام الحرس العائلي صنعاء مارس2011م، والجنرال الأحمر يتحالف مع طارق وعمار وأحمد عفاش قادة الحرس العائلي عدن فبراير 2018م وحتى تاريخه. أدوات وأدوات صهيونية ومتصهينة يمتطون الشرعية العمياء والصماء والبكماء لسفك الدم اليمني.

 

وكانت سلمية سلمية.. وأصبحت بالأحلاف الدولية والقنابل العنقودية والنيترونية على الشعب ومقدراته.

 

وياشهيد إرتاح إرتاح إحنا نواصل الكفاح.. والكفاح والليالي الملاح في إسطنبول وشارع الهرم مشترك وإصلاح.

 

وياللعار ياللعار سلمية تضرب بالنار.. وكل أنواع التدمير والدمار وأبشع أشكال الظلم والحصار لشعب بأسره.

 

ولا حزبية ولا أحزاب.. وفصل سابع وقوات غازية عجم وأعراب ومرتزقة من جميع قارات العالم ودواعش التكفير والإرهاب.

 

كانوا ضد رش الشعب بالماء الساخن.. واليوم مع رش الشعب بمختلف أنواع الصواريخ والقنابل الحارقة والفتاكة.

 

كانوا معتصمين في مخيمات لإسقاط الفاسدين.. وأضحوا في فنادق إسطنبول والرياض والقاهرة معتصمين لإسقاط الشعب.

 

كانوا مع نجران وعسير وجيزان يمنية.. واليوم يدافعون عن نجران وعسير وجيزان مع بني سعود ضد المجاهدين من الجيش اليمني واللجان الشعبية.

 

كانوا مع ميناء عدن يمني حر ضد تأجيره للإمارات.. واليوم تحت الجزمة الإماراتية ممنوعين من دخول الميناء وفوقها سقطرى والمهرة وحضرموت.

 

دموع التماسيح على “وطن منتهك السيادة، واقتصاد المساعدات والقروض، وقانون حماية الفساد، وجيش تحت رحمة سكاكين الإرهاب التكفيري، وعروبة وإسلام بالفلك الصهيوني”.

 

دموع التماسيح تذرف على الشعب، ومليارات الثائر “حميد الأحمر” تستثمر في جيبوتي واسطنبول، مليارات وثورجية لم تنقذ أطفال اليمن، وتدير ظهرها للطفلين اليمنيين التوأم السيامي “عبدالخالق وعبدالرحيم”.

 

دموع التماسيح وغيرة الخنازير على شباب ثورة 11 فبراير.. ولا دموع ولا غيرة على أوجاع وأنين ودماء وأشلاء الأطفال والنساء في الأسواق والمنازل والمشافي والطرقات وصالات الأفراح والعزاء، وفقر ومرض وجوع وحصار إقتصادي ومالي الشامل”.

 

ولا يُميِّزون بين المتمردين، وبين الثائرين والثوري القائد للدولة والمجتمع، والمتمرد هو من يعيش بعيداً عن سيطرة العاصمة ولا يدير دولة ومجتمع ومؤسسات، بل مطارد من منطقة إلى أخرى وينتهي به المطاف لأحضان أعداء الأمة العربية والإسلامية أمريكا واسرائيل وبن سعود، وهذا ماينطبق تماماً على شرعية الفنادق.. أما الثوري القائد هو من يسيطر على العاصمة ويوفر الأمن والإستقرار لكل الوطن ويكفل كل الحقوق للمواطن والموظف، ويضبط إيقاع المجتمع بقرارات محاكمة وإعفاءات للصقل والتهذيب وبكل ماتحمله الكلمة من معاني المسئولية، بل وثالثة الأثافي يدافع عن اليمن من العدوان الماسوني الصهيوني ومشاريع النهب والتقسيم.

 

في الذكرى الثامنة لثورة 11 فبراير، عن الإنقلاب والثورة نتحدث ويتحدث المنطق الثوري والفطري وكل مفردات الأخلاق والقيم والمبادئ والوطنية والقومية والدين والإنسانية، فأي كرامة وسيادة واستقلال تحت رحمة الفصل السابع بالأحلاف الصهيونية والإستعمارية والرجعية للبر والبحر والسماء، وأي حرية وأي ديمقراطية تحت وطأة مملكة المنشار وإمارات العصي والأصابع والإغتصابات الجنسية في السجون السرية بضباط أمريكان وأعراب الدكتاتورية والعمالة والنفاق، أي رخاء إقتصادي وحلفائك الإمارات والسعودية أعداء ميناء عدن والنفط اليمني الواعد، وأي جيش وطني وأيُّ مقاومة شعبية تقاتل في صفوف الغزاة المحتلين والإرهاب التكفيري ضد أبناء البلد، وأي وطنية وعروبة وإسلام لحلفاء أصدقاء نتنياهو وترامب، وأي وحدة وجمهورية يمنية بكيانات وجماعات وعصابات وميليشيات وأقاليم عنصرية، أي دولة مؤسسات وأمن وأمان وهوامير الفساد وتنظيمات التكفير تسرح وتمرح بالشعب والمقدرات والقانون، أي شرعية ودستور ذلك الذي يفتك بالشعب بكل أنواع الأسلحة الجوية والبرية والبحرية المحرمة والفتاكة وتفرض على شعب بأسره الحصار القاتل والمميت.

 

نعم، سيقولون ميليشيات يرفضها الشعب.. شعب يخرج بمسيرات مليونية تستعدي جيش من اللجان التنظيمية لتأمينهم وتسهيل مرورهم وسط سيول بشرية تتدفق من كل قرية وعزلة وناحية ومدينة وحارة ومنزل وعشة وخيمة إلى ساحات التجمهر.

 

سيقولون ميليشيات إنقلابية تحتل المدن.. إنقلاب على خائن، إنقلاب على سلطة العاجز عن العودة في المناطق الواقعة تحت سيطرته، العاجز عن الهبوط بطائرته في مطار عدن، المدن التي تنبذ أبنائها لإرضاء الإحتلال الإماراتي.

 

سيقولون قذائف الحوثي تقتل المدنيين في الحديدة وتعز.. وهل شاهدنا أرتالهم العسكرية بالصدور العارية، بل لديهم ترسانة أسلحة محرمة وحارقة، أحرقوا بها ما أحرقوا، ودمروا بها مادمروا.

 

سيقولون ميليشيات وقطاع طرق.. ويوجد ثلاث طرق رئيسية مؤدية لمدينة الحديدة من الشمال والشرق والجنوب، لا ولم ولن يستخدم المواطنين منها سوى الطريق التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية.

 

سيقولون ميليشيات الإعتقالات والقمع.. والميليشيات تفرج في كل مناسبة دينية ووطنية عن عشرات الأسرى والمغرر بهم، ميليشيات أطلقت سراح آلاف الأسرى والمحتجزين والمعسرين منذ بدء العدوان بل قامت بتأهيل وتخريج الأسرى بشهادات علمية في مختلف المجالات.. وأسرانا حدث ولاحرج، منع صفقات التبادل وعرقلتها، رمي بالرصاص، قذف من أعالي الجبال، الدفن أحياء، صلب، سحل، حرق، وكل مفردات الوحشية والإجرام.

 

سيقولون ميليشيات العنف والدمار.. ولن تجد كيان في التاريخ بإستثناء الكيان الإسرائيلي والكيان السعودي والكيان الأمريكي وموالاتهم يستهدفون الأسواق والمشافي والمدارس والمساجد والمصانع وصالات الأفراح والعزاء حتى دار المكفوفين للأطفال والمسعفين والسجناء والعمال والمزارع وسنابل القمح وفواكة المانجو والتفاح والبرتقال ومغاسل الخضار، وأبدعوا إبداعاً لامثيل له تجاوز الأحياء إلى الأموات واستهدفوا المقابر والأضرحة وأحرقوا عظام الموتى، نعم أحرقوا عظام الموتى وهي رميم.

 

سيقولون ميليشيات إمامية سلالية.. والميليشيات تتصدى لمخطط إغتيال الجمهورية اليمنية واختزالها بستة كيانات وأقاليم متناحرة.

 

سيقولون ميليشيات إمامية كهنوتية.. ولديهم 70% من أراضي الجمهورية اليمنية لايستطيعون فيها تقديم أدنى نموذج جمهوري متعايش.. بل نموذج واحد فقط مستورد من قصور إمارات ومشيخات النظام الملكي السلالي الكهنوتي الرجعي وأنظمة لولاها لكانت إسرائيل في أكبر ورطة.

 

سيقولون ميليشيات لاحل معها سوى الحل العسكري.. والميليشيات مطلبها الشراكة في سلطة يمنية وقرار وطني سيادي خالص مصدره الشعب لاتتدخل فيه سفارات ومقاولين مبادرة النهب والتقسيم.. ولاحلول عسكرية مع مغتصبي النساء والرجال والأرض والثروة في الجنوب اليمني المحتل.

 

سيقولون ميليشيات سرقت الرواتب ونهبت البلاد.. وبالأمس الميليشيات صرفت مرتبات عسكري وموظف صنعاء ومجند وعامل عدن لمدة عام ونصف كامل بعد إعلان السابقين عدم القدرة على دفع الرواتب من الشهر القادم.. والجميع يقر ويشهد بأن 90% من إيرادات الدولة منهوبة في جيوب الإحتلال واللصوص، ولديهم البنك والعملة المطبوعة الجديدة ولايتم صرف المرتبات إلا بالعنصرية والولاء.

 

سيقولون ميليشيات طائفية.. ولن تجد الزيود والشوافع يقيمون الصلاة جنباً إلى جنب سوى في المناطق التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية.

 

سيقولون ميليشيات غير متعايشة.. والمواطن اليمني المسلم الزيدي سيتم نحره وسحله بالشوارع إذا إرتدى “الجنبية” رمز الأصالة اليمنية وصلى “مسربلاً” وسط أي مدينة محتلة بالوهابية التكفيرية، الخوخة، عدن، تعز.

 

سيقولون إيران المجوسية الشيعية سبب دمار ديار العرب.. وليبيا وعراق ومصر “صدام حسين والقذافي وجمال عبدالناصر السني” والموصل وحلب “السنية”، وهاهي عدن وتعز “السنية”، حتى أئمة مساجد السلفية السنية والإخوانية السنية بالمسواك والثوب القصير والحبة السوداء، ينالون ماينالون من تفجيرات واغتيالات وذبح حتى إغتصاب ولواط، نعم لواط!

 

سيقولون بالسيادة والإستقلال.. وجميع المنافقين يتشاركون نفس مشاعر الصهيوني نتنياهو بالقلق من سيطرة الحوثيين على باب المندب.. ويتقاسمون نفس مشاعر الإنتكاس والغضب على العاصمة المحتلة صنعاء.. فيما كل مشاعر الرضا والقناعة على تحرير المارينز الأمريكي سقطرى وحضرموت.. إبن البلد محتل والغزاة أبطال تحرير ومقاومة.

 

نعم، ونعم، سيقولون ويقولون، هم الثوار هم الوطنية والعروبة والإسلام، هم الشعب والدولة والقانون، ويكيلون مافتح ومارزق من مفردات التخوين والتدليس والكذب على ثوار الوطنية اليمنية الكاملة بالشعب والجيش واللجان الشعبية لتبرير الخيانة والعمالة والإرتداد بموالاة حلف النصارى واليهود المتصهينين، سيتحدثون عن الوطنية والجمهورية والمدنية والعدالة وهم الأقبح والأحقر والأوضع وبلا منازع، “قلوبنا مع علي وسيوفنا مع معاوية؛ قلوبنا مع الوطن وسيوفنا مع السعودية؛ قلوبنا مع الشعب وسيوفنا لقتله وحصاره وتجويعه وخيانته ونهب وبيع مقدراته”.

 

في ذكرى ثورة فبراير وحتى سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ووحدة مايو وقبل ذلك الإستقلال الوطني الأول من الإحتلال العثماني التركي عام 1917م، مناسبات وطنية خالدة تبقى فيها الأهداف واحدة إستقلال وحرية وكرامة، معركة حق وباطل، وثورة تواجه الطغاة والمستكبرين الذين يحتفلون رمزياً بإيقاد شعلة الثورة، ويا للصفاقة والبجاحة والوقاحة وخلال إحتفال ثوار تعز بالمناطقية والعنصرية والإعتدال بالذكرى الثامنة لثورة فبراير هتفوا “الشعب يريد تحرير تعز من الدواعش”، بعد إنكار وجودها عندما جاء الجيش واللجان الشعبية لتحريرها من القاعدة وداعش وكان قولهم “أيش إحنا دواعش عندكم”.. إنتهازيين إنهزاميين أنتجوا مسرحيات تعايشت مع الموت والذل والوصاية والعبودية والإنبطاح، مسرحيات وعنتريات ومصطلحات مصطنعة إستعارت روائح التغيير بحروب شدت أزر الثورة وزادت شعلتها توهجاً حتى قذفت بهم إلى فنادق أعداء الشعب وهاهم اليوم في أحضان التكفير والإرهاب والإحتلال، شعلة وقودها دماء الشهداء ونيرانها تشب من بنادق ومدافع رجال الله في ساحات النزال.

 

والثوار يواصلون معركة الصمود والإنتصار حتى تاريخه، وفي اليمن هذا غير وارد، وخيارنا الصمود، وقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حماه الله ونصره- قال عن الإستسلام (هذا هو المستحيل الذي لايكون ولن يكون.. والرئيس الشهيد صالح الصماد قال (لم يعد لدينا مانخسره سوى كرامتنا وهي التي لايمكن أن نساوم عليها)، والظروف اليوم مواتية لتحقيق الإستقلال الكامل والعوامل الداخلية والخارجية مواتية لذلك، مهما بلغت قدرات العدو، بل نقول أن شعلة الثورة اليوم أكثر توهجاً واتقاداً من أي وقت مضى تقارع محاولات الإخضاع والإعتدال بكل ثبات، وهي كذلك حتى الإنتصار طالما هناك تحرك واستشعار للمسؤولية من المخلصين والشرفاء الأوفياء.

 

عاشت كل الثورات اليمنية الخالدة ضد الإستعمار والصهيونية والرجعية السعودية.. المجد والخلود لشهداء اليمن كل اليمن في كل زمان ومكان بالوطنية والقومية وإسلام القرآن والعترة والفطرة الإنسانية.. الخزي والعار والذل والهوان والخسران للحرامية واللصوص والسرق وادعياء الإسلام بالوصاية الخارجية ما ظهر منها وما بطن.. وغداً لنا موعد مع الإنتصار التاريخي القادم بعون ومشيئة الله القوى العزيز، وما النصر إلا صبر ساعة، فالساعات التي تسبق طلوع الفجر هي الأشد ظلمةً، وإن غداً لناظره قريب، والله المستعان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي