المشهد اليمني الأول/

 

في مؤشر لتزايد مهام البريطانيين في اليمن فقد كشفت صحيفة ديلي اكسبرس البريطانية عن اصابة جنديين من القوات السرية البريطانية “sas” في محافظة البيضاء القريبة من محافظة مارب ، وكان موقع مارب بريس الاخباري قد نقل عن هذه الصحيفة بان االجندين المصابين فجرت شاحنتهم بلغم ارضي وتم نقلهم الى القاعدة الامريكية في جيبوتي ،وكانوا من ظمن فريق مكون من 12جندي من قوات “القبعات الخضر ” الامريكية وقوات “ساس البريطانية ، فماذا كانوا يعملون هناك بدون علم حكومة المرتزقة أو تحالف العدوان كما تقول هذه المصادر.

 

الجنود كانوا يلبسون الزي اليمني حتى لا يعرفهم احد، وفي مهمة سرية، طبعا لم تعلن الصحيفة عن مهام هذه القوات، لكنها نقلت عن مصادر ادعت ان مهامها تحديد اماكن الانزالات الجوية للمواد الانسانية للمحتاجين، وهي ادعائات غير صحيحية بنظري ومنفية من مصادر اخرى، كما انها لاتتناسب مع المهام القتالية لهذه القوات التي صممت على القيام باعمال التفجيرات والاختطافات، والاغتيالات، وحرب العصابات داخل و خلف خطوط العدو.

 

في اعتقادي ان هذه القوات تؤدي مهام سرية قذرة في اليمن وتهدف الى خلط الاوراق بين الاطراف اليمنية، فقد يكون مهام هذه القوات القيام بعمليات اغتيال لمشايخ او لضباط او عمليات خطف النساء لإحداث الوقيعة بينهم وأشعال نار الحروب الاهلية والمناطقية والمذهبية او القيام بقتل وبحرق وتفجير منازل تنتمي لفئات هاشمية او قبلية تؤجج الصراع بين هذه الاطراف اكثر واكثر ولكي تزيد من تمزق النسيج الاجتماعي لليمنين وبما ينسجم مع خططها في زيادة التفتت والتشردم وفق سياسة فرق تسد.

 

ويجب ان نحذر و نذكر جميع اليمنين بالتاريخ الاسود لهذه القوات في العراق ، عندما كانت تقوم متخفية بالزي العراقي باعمال التفجيرات في مناطق ” الشيعة” تاره، ثم تقوم بنفس هذه الاعمال البشعة في مناطق ” السنة” تاره اخرى وبالتالي نجحت في احداث حرب واعمال انتقامية بين الطرفين وادخلتهم في جحيم اعمال العنف المتبادلة ولازال العراق يدفع الى الان الثمن من امنه واستقرار ه ووحدته نتيجة لهذه السياسات السرية البريطانية الامريكية.

 

هذا التحذير الذي نطلقه هنا يجب ان يؤخذ على محمل الجد من قبل كل القوى اليمنية سواء كانت في صنعاء او في تعز او في المهرة او في حضرموت وفي كل محافظة يمنية ، وخاصة وقد نجحوا البريطانين والامريكين وادواتهم في المنطقة من تكوين مليشيات وجيوش متناقضة طائفية ومنطقية ومذهبية في كل محافظة ومنطقة تقريبا في اليمن والتي تعد تربة خصبة للاعمال القذرة التي تقوم بها هذه القوات السرية الامريكية والبريطانية .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
صلاح القرشي