المشهد اليمني الأول/

 

أن يخص سيد الثورة الإمارات في معرض تحذيراته مرتين بالذكر في خطاب المستجدات (رمضان الفائت) وفي الخطاب الأخير، فهذا يعني أن تكتيك المدير التنفيذي الأمريكي والبريطاني بات عتيقاً وساذجاً وأعجز من أن يحقق عبره ما يتوخاه من مكاسب التفافية في الميدان وفي السياسة.

 

يعتمد تكتيك المدير التنفيذي – برأيي- على تعدد أدوار ومهام دول العدوان في المسرح اليمني بما يتيح له استفراغ ثقل الخيبات والهزائم خارج تقديم تنازلات جادة للطرف الوطني في العسكرة والسياسة كما ويتيح له تكويم الريوع الإيجابية للعدوان في يده حصرياً لا في قبضة ذراع من أذرعته التنفيذية وهكذا فإن الإمارات تبدو اللاعب بالانفراد فلا هي محصورة تحت مايسمى (الشرعية) كيافطة ذرائعية للتحالف ولا هي محصورة كيافطة عسكرية في نطاق الجنوب المحتل كما أن مجاميعها من مرتزقة الجنوب وغيرهم هم خليط بلا هوية سياسية لا جنوبية انفصالية ولا شمالية إقليمية بل تكوينات داعشية مفتوحة على أي مسرح يشير إليه المدير التنفيذي كوجهة لنشاطها وباختصار هم القوام الذي يعول عليه في مشروع الفوضى الخلاقة التي لا مناص منها في حساباته لشرذمة الجنوب والأراضي المحتلة من جهة وتضييق الخناق على الجغرافيا الوطنية والقوى الثورية فيها لاحقاً كما وتجزئة العملية التفاوضية في الراهن بحيث تتحوصل في نطاق الاشتباكات المباشرة بما يجعل الجنوب خارج طائلة صنعاء كأمر واقع ودعوى مضادة لها على طاولة السياسة.

 

حين تريد السعودية كمثال التفاوض على حدودها التي باتت مسرحاً للجيش واللجان وعملياته النوعية فإن صنعاء لن تقبل بأقل من خروج القوات الأجنبية من كامل التراب اليمني وفي مقدمته تراب جنوب اليمن المحتل غير أن المملكة ستبدو كمن لا قدرة له على مقايضة كهذه في جغرافيا تنفرد الإمارات بالسيطرة عليها وهذا هو أحد ريوع تكتيك تعدد الأدوار الذي يعول المدير التنفيذي عليه في إرباك المشهد العسكري والسياسي وإعدام فرص الطرف الوطني في تحقيق مكاسب مستحقة شاملة وحاسمة.

 

على مستوى الساحل فإن الالتفاف على الاتفاق المبرم برعاية أممية ودولية هو دور موكول للإمارات التي تعتقد أن يدها باتت في الماء أكثر من ذي قبل لاسيما عقب اتفاق السويد حيث اطمأنت إلى أن سماء (أبوظبي ودبي) محمية بمخرجات وقواعد الاشتباك المنبثقة عن الاتفاق الآنف وأنه صار بوسعها أن تتصرف كلاعب انفرادي آمن خارج الخسارة وأوفر ربحاً.

 

تحذيرات سيد الثورة السيد عبدالملك الحوثي من المتوقع أن تنسف هذا التكتيك وتقلب حساباته رأساً على أخمص فإذا كان دور الإمارات كلاعب انفرادي يمنحها فسحة المراوغة والتفلت من كل التزام بحسب ما تعتقده فإنه كذلك يجعلها عرضة لرد يمني موضعي نوعي تنوء بأكلافه وحدها دون أن يكون بوسع المدير التنفيذي استنقاذها من حتميته بموجب الاتفاق المبرم وقواعد الاشتباك الملزمة فيه.

 

عاصمة ومدن آل نهيان وناقلاته التجارية ستكون متاحة لرد وارد وجدي في حال استمرت الإمارات في تصعيدها كدور خارج طائلة المحاسبة وحينها فإن أبرز مكاسب المجتمع الدولي من اتفاق السويد ستكون مهددة بالتلاشي لجهة ارتفاع منسوب مخاوفه واحتمالات إصابة مصالحه الكونية بجلطة ناجمة عن شظايا الرد الموضعي الذي تملك القيادة الثورية فقط قرار القيام به وتحديد مكانه وأوانه في حل من كل التزام لناحية الإمارات أمام العالم.

 

هذا برأيي هو أفق تحذيرات السيد القائد لدويلة الإمارات بعينها ولرهانات المدير التنفيذي الأمريكي البريطاني عليها ومن ورائها ولاريب أن الرسالة قد وصلت ويتعين أن يأخذها على محمل الجد.

#هكذاتكلمسيد_الثورة
ــــــــــــــــــــــ
صلاح الدكاك