المشهد اليمني الأول/

 

ليست مهمتي وغيري الدفاع عن جماعة ما، او نصرة تيار بعينه، لكننا ونحن نسعى للحقيقة ترتمي امامنا الحقائق مجردة.

 

وانه من نافلة القول الحديث، على اني وغيري كثيرين وهم الاغلبية، لا نبتغي الا حق اليمن، ونصرتها، وقوتها، وحريتها، ومنذ اللحظة الاولى لم نكن محايدين، حتى ندعي الحياد الان.

 

لكننا كنا مترفعين عن نصرة اي فصيل، لاننا راينا ان الجميع يساهم في اغتيال اليمن، واذكاء الصراع، وتعميق الفتن.

 

فكان الحوثيون جزء من معادلة الصراع الداخلي، وكانت الامور ملتبسة، والحقائق غامضة، والمعرفة غائبة.

لكنه لم يكن في العين، والقلب، والراس، الا اليمن، وحين تمر الاعوام والايام،وتجد ان بلدك يسلب حق الحياة، وقضيته هي قضية وجود لا حدود، وان مستقبله مهدد، وان قيمته تننزع وقراره يسلب، وان من يفترض بهم الدفاع عنه، باعوه، ومن تم تصويرهم بانهم ناهبوه حفظوه، فانه لا بد للبس ان يزول.

 

فمرور الاعوام كانت فقط لصالح من كان يعمل لصالح اليمن، ويدافع عن اليمن، ويدفع ثمنا لها اغلى ما يملك ويجود بالغالي والنفيس

نعم ، ورغما عنك وعني، انصار الله الحوثيون هم وحدهم من دافعوا ويدافعون عن اليمن، وكانوا على قدر الحرب الكبيرة، وعلى قدر العزم، والتحدي. ولاول مرة يقف اليمن، ندا لند، لاول مرة يحارب راس براس، ويسالم يد بيد، ويعطي سلاما مشروطا بان العلاقات ندية، واننا لسنا الحديقة الخلفية

 

انا وغيري ملايين عشنا عمرنا نحلم بهذه الندية في السلم والحرب، لم تقلها حكومة او معارضة، وكلنا يعرف تاريخ الوصاية السعودية

 

اننا اليوم نحارب، ونمد يد السلام بدون خنوع، ونغير المعادلة،لاول مرة مع السعودية، التي كانت كل مشكلتها انها منذ مقتل الحمدي لم تجد سلطة او حزب او حاكم او معارضة محترمة، تحترم نفسها وبلدها قبل ان تحترمها السعودية

 

انظروا الى ذل الاحزاب والشرعية والاصلاح، والسعودية تهينهم وتذلهم وتقتلهم، وتدفن رؤوسهم في الطين، ورغم ذلك صامتين، اي صورة مهينة قدموها لليمن.

 

هذا الاحزاب اليسارية والقومية التي اشتراها حميد الاحمر فكيف تصعب على السعودية. اما المناضلين الحداثيين المتحررين فان الحرية تعني لهم ممارسة الحرية الفردية في الالحاد او شرب الويسكي، ولكنها لا تنعكس على حرية وكرامة بلدهم، فليموت اليمن واعيش انا حرا

 

لم يعرف اليمن، اكثر من كذب وزيف طبقة المثقفين الحداثيين، اما من شيطنوهم فلقد اثبتوا انهم رجال، وانهم راية اليمن، وعزها، حاولوا تشويه الصورة ليسقط الجميع، لكن لم يسقطوا الا هم، فلم يلتفق الحوثيون للدعايات السخيفة، ولا ردوا عليها، وهذا اكثر شيء اذهلني.

 

لقد فشلت وسقطت كل الدعاية السلبية عن الحوثيين،فهم بكل عيوبهم افضل من الشرعية واحزابها وتحالفاتها، ويكفي انتصارهم لليمن، ورفعهم راس اليمني.

 

اثبتوا انهم اكثر من التزم باخلاقيات الحرب، وحفظ المعاهدات، وادبيات الحوار. وقيم السلام، اكدوا انهم قادرين على تصحيح اخطائهم وتحسين ادائهم ومحاربة فسادهم، استمعوا لنصيحة الاعداء قبل الاصدقاء. انفتحوا على الداخل قبل الخارج، فندوا دعايات العنصرية والسلالية والحق الالهي بالانتصار لدولة قانون ومساواة واقروا مشروع الدولة المدنية والمسودة الوطنية، ووضعوا لهم خارطة طريق، وسدو الفراغ السياسي

 

اثبتوا انهم اذكى سياسيا من خصومهم، واكثر علما وثقافة، وكان من الدعايات انهم ليسوا متعلمين، فلم يتباهوا بشهاداتهم، واقل قائد فيهم يحمل شهادة جامعية عليا، فاثبتوا لنا ان التعليم منهج ووعي وليس شهادة فقط، وان الشهادة لا تضيف لك ان كنت بلا وعي ومرتزق وعميل، فماذا فعل المتعلمين بتوع المدارس لليمن؟

 

 

اليوم اليمني لا يفاخر الا بالحوثيين، حتى الاصلاح الخصم التاريخي ليس لديه ما يفتخر به امام اعدائه والامارات خصوصا الا قوة وصواريخ الحوثيين.

 

 

ان من دافعوا عن اليمن، دافعت عنهم، وجمعت لهم افضل ما فيها من رجال ونساء وخير وذخيره، اليمن اليوم تتحدث عن ابنائها لانهم فضلوا الدفاع عنها، على الدفاع عن انفسهم، ‘رد الاعتداء عليها، على رد التهم عنها
فانشغلوا بها لا بانفسهم..فهنيئا لهم نصرة اليمن واهلها، ونقولها للمرة الالف،على انصار الله اليوم التعبير وتمثيل اليمن كله، والذوبان في مشروع جامع، لانه ليس هناك في اليمن وامام العالم من اصدقاء واعداء الا هم ..

 

بقلم/ منى صفوان