المشهد اليمني الأول/

 

لا أفق لإتفاق السويد المبرم نهاية العام الماضي بشأن الملفات الإنسانية في محافظة الحديدة، والقاضية بفتح المعابر وإنهاء المظاهر المسلحة وتسليم الرواتب بآلية مراقبة إيرادات ميناء الحديدة عبر الأمم المتحدة.

 

وفي الوقت الذي قدم فيه الوفد الوطني المفاوض التنازلات الكبيرة في هذا الملف ومن جانب واحد أبدى إستعداده للبدء بتنفيذ خطوات الإتفاق كونه ملف إنساني بحت لصالح المواطنين، يتعنت الطرف الآخر بعرقلة الإتفاق مستمراً بخروقات عسكرية وميدانية أدت لتساقط الشهداء ومضاعفة معاناة المواطنين في الحديدة.

 

اليوم الجمعة 5 إبريل أصيب طفلان بجروح، جراء انفجار قنبلة من مخلفات العدوان في إحدى المزارع بمنطقة المنقم في مديرية الدريهمي والتي تعاني من حصار طال لأشهر عده على المئات من المواطنين بينهم المرض وأوضاع صحية واقتصادية متردية.

 

القنابل العنقودية ألحقت ضررا كبيرا بالمواطنين سيما المزارعين حيث استشهد مواطن وأصيب ثلاثة آخرون في السابع من مارس الماضي إثر انفجار قنبلة من مخلفات العدوان في منطقة المجاملة بمديرية بيت الفقيه بالمحافظة.

 

أمس الخميس أقدم مرتزقة العدوان على إختطاف زوجة المواطن “عبده خادم مسبح” و 2 من اولادهما من قرية البقعة عزلة المتينة بمديرية التحيتا عقب تدمير منزلهم بالكامل، وهي حرب من نوع آخر يشنها تحالف العدوان ومرتزقته على أبناء الحديدة.

 

جرائم كثيرة إرتكبها تحالف العدوان ومنافقيه الإسبوع المنصرم أدت لإستشهاد وإصابة عشرات المواطنين بينهم أطفال ونساء في محافظة الحديدة، حتى مندوب الأمم المتحدة نالته شظايا الإستهداف في الإسبوع الماضي عقب لقائه بأطراف الوفد الوطني في محافظة الحديدة.

 

وبالمحصلة بلغ إجمالي عدد الخروقات منذ سريان اتفاق وقف اطلاق النار 16322 خرقاً توزعت على 802 خرق في شهر ديسمبر و3819 خرقا في شهر يناير و4404 خرقا في شهر فبراير و7292 خرقا في شهر مارس.

 

وبحسب المتحدث بإسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع فقد أطلق العدو منذ سريان الاتفاق على مزارع المواطنين والأحياء السكنية في الحديدة والطرقات 716 صاروخ و8972 قذيفة مدفعية، وتؤكد المعلومات الاستخباراتية لدى الجيش واللجان الشعبية استمرار قوى تحالف العدوان على الأرض في استقدام المزيد من التعزيزات ومن ضمن هذه التعزيزات مدرعات وآليات وصواريخ.

 

العميد سريع إعتبر العدد الكبير من الخروقات “يجعلنا أمام تصعيد مستمر واعتداءات المرتزقة على أبناء الحديدة تجعلنا أمام جرائم حرب لا تندرج ضمن الخروقات أو لا ينطبق عليها وصف الخروقات بما في ذلك المحاولات الهجومية على قواتنا”.

 

وبين مصير الحديدة بين إتفاق السويد وخروقات العدوان والمرتزقة أكدت القوات المسلحة لكافة أبناء الشعب اليمني العزيز أنها مع السلام وحرصها كل الحرص على تنفيذ وقف إطلاق النار واستكمال المراحل المتبقية، كما أكدت أن الخضوع لمنطق السلام ليس ضعفاً بل من موقع القوة، مؤكدةً أن المخططات التآمرية على الحديدة لن يكتب لها النجاح وأن أبناء تهامة يتصدرون اليوم جبهات القتال دفاعاً عن الوطن ورفضاً للاحتلال والغزو.

 

وهذا مايجعلنا أمام واقع لا مغاير له، وهو ان القوى الوطنية في اليمن قررت عدم السماح لتحالف العدوان بإحتلال الحديدة وجعلها وكراً لسجون الإغتصابات والوضع الكارثي أمنيا واقتصاديا في المناطق اليمنية المحتلة، وأن كل أنواع الضغط والحروب منها الأخلاقية والإنسانية والإقتصادية لن تنجح بتغيير كلمة واحدة في مجمل إتفاق ستوكهولم وإرادة اليمنيين.