المشهد اليمني الأول/

لقد حملت العمليات العسكرية الواسعة التي نفذتها قوات الجيش واللجان الشعبية خلال الايام الماضية في محافظتي الضالع  والبيضاء لكثير من الدلالات والحقائق المحورية التي لها واقعها الجيواستراتيجي في قلب ميزان القوة و تغييرقواعد الاشتباك في مختلف جبهات ومحاور القتال.

فالعمليات تعتبر كبيرة وواسعة  الى درجة تجعلها احد اكبر العمليات الهجومية التكتيكية التي قامت بها قوات الجيش واللجان واكثرها تميزا وفداحة بقوات العدوان ومرتزقته منذ بداية الحرب، فمن حيث الكم والتوقيت والاسترتيجيات المتبعة والنتائج الميدانية التي حققتها عسكريا واستراتيجيا تجعلها عملية استباقية ذات تحولات مفصلية هامة تعطي لقوات الجيش واللجان مكاسب القوة المطلوبة لكسر قواعد الاشتباك القائمة في الجبهات الوسطى بالكامل وايضا الافضلية الهجومية والقدرة والمبادرة على الحسم وخلخلة وتحطيم سيطرة العدوان ومرتزقة خصوصا في ماتبقى من مناطق ومديريات الضالع بالكامل.

ان الابعاد العسكريةو الاستراتيجية للعمليات كانت مذهلة وصادمة بالنسبة للعدوان السعودي الاماراتي فهي بطابعها العملياتي والتكتيكي خاطفة خرجت عن المهام التقليدية المتعارف عليها بالحرب.

قد اعطت انجازات وارقام ميدانية غير مسبوقة في مستوى نطاق السيطرة الجغرافية والاستراتيجية، فالحديث مثلا عن قيام الجيش واللجان في السيطرة على عشرات المواقع وتأمين مناطق وقرى هامة جدا تتربع على مساحات جغرافية تصل الى مابين 100 كلومتر مربع الى 250 كلومتر مربع دفعة واحدة بظرف ثلاثة ايام او اربعه هو حديث يعكس عن حجم العمليات الهجومية للجيش واللجان من حيث الطاقة القتالية والاداء والتنفيذ العملياتي الدقيق والفعال جدا وامتلاك الافضلية في محاور الاشتباك، بالمقابل يعكس حرفيا تفاصيل الواقع الحقيقي لتحالف العدوان ومرتزقته منها الركاكة الكبيرة والضعف المستطير على قواته وخطوطه الدفاعية على الارض وفقدانهم التوازن والتماسك الاستراتيجي والعسكري الذي وصل الى حد بات يدفعهم نحو الانهيار وفقدان الوضع بالكامل في جبهات الضالع والبيضاء الجبهات الوسطى.

ان مايثر الدهشةوالذهول  ان قوات الجيش واللجان الشعبية التي عادة ما تعتمد في عملياتها على اضفاء طابع  التكتيكات والخطط العملياتية الغير نظامية [حرب العصابات] في كل مسارات المعارك التي تخوضها ، لكن عملياتها بالضالع والبيضاء كانت خلاف ذلك فقد اتسمت بتكتيكات جديدة لم يسبق ان حصلت من قبل حيث مزجت بين تكتيكات الحرب النظامية والغير نظامية رغم التفوق الجوي للعدو وتفوقه العددي وهذا هو فن عسكري جديد. فعال جدا على الواقع الميداني فمن جهة يعزز من سطوة السيطرة والاجتياح للجيش واللجان الشعبية ومن جهه اخرى يعطيهم المثالية الدفاعية في الحفاظ على الانجازات والمكاسب التي تم تحقيقها.

بالتالي نستطيع القول بان مسارات العمليات للجيش واللجان لن تتقيد بحدود معينه انما ستواصل التقدم وفرض السيطرة الى حدود تحرير مناطق جديدة بالبيضاء وتحرير محافظة الضالع بالكامل وهذه هي الحقيقة التي يمكن ان تستنتج من تفاصيل وطبيعه العمليات.

فالواقع العسكري بالضالع يشير الى ان قوات الجيش واللجان بعد عمليات التحرير الواسعة مؤخرا صارت تتربع على معظم جغرافيا الضالع ولم يتبقى سوى مركز المحافظة ومناطق قليلة جدا اي انها شبه محسومة ومحررة بالكامل، اما البيضاء فبعد تحرير مديرية ذي ناعم باتت اليد العليا للجيش واللجان فتحرير هذه المديرية لها بعدا عسكريا محوريا كونها نقطة وصل مع جبهة الزاهر المتاخمة لها ونقطة انطلاق مركزية هامة لعمليات اجتياح جديدة ستصل الى يافع ابين وغيرها من المناطق التي لها واقع اهمية كبرى ستفقد قوات تحالف العدوان ومرتزقته المبادرة والتحكم بالجبهات الوسطى بالكامل.

وللعلم اخيرا ان عمليات الجيش واللجان الشعبية مدروسة ومنسقة عسكريا واستراتيجيا قائمة على عوامل القوة المطلوبة لتحقيق اشد واعظم الانتصارات واكثرها تٲثيرا في قلب موازين القوى قواعد الاشتباك، اما  تحالف العدوان ومرتزقته كما هو حال لسان الواقع فهو من انكسار استراتيجي الى انهيار ميداني وسيصل الى مستوى الهزيمة والاندحار تحت قوة سحق ابطال الجيش واللجان الشعبية.

زين العابدين عثمان – محلل بالشٲن الامني والعسكري