المشهد اليمني الأول/

قال ناشط حقوقي في سلسلة تغريدات له، أن ولي عهد السعودية ، سيرتكب مجزرة كبيرة بحق العلماء و الدعاة ومعتقلي الرأي قريبا لتثبيت حكمه و لإثبات إنه القاتل الاوحد لا شريك له في الحكم.
و في تطور جديد للأنباء المتواترة عن نوايا النظام السعودي في تصفية علماء الدين المعتقلين داخل بلاد الحرمين؛ قال الناشط و المحامي “سلطان العبدلي” إن هناك معلومات وردته عن أن ابن سلمان يسعى لتنفيذ عملية إعدام جماعي لعشرات من العلماء و الدعاة و المتدينين المعتقلين، و من هؤلاء ذكر العبدلي ستة أسماء جديدة كإضافة للأسماء الثلاثة التي ذكرها موقع “ميدل إيست إي” قبل أيام.
جاء ذلك ضمن سلسلة تغريدات نشرها سلطان العبدلي في حسابه على تويتر ، مضيفًا أن ولي العهد محمد ابن سلمان يتحدث في مجالسه الخاصة أنه “لابد من مجزرة كمجزرة عام 1400″ في إشارة للمجزرة التي اقترفها الملك فهد في ذلك العام”.
الجديد، بحسب تغريدات العبدلي نقلاً عن مصادره، فإن ولي العهد “يريد أن يتجاوز قضية اللجوء للمحاكمات الصورية” كإشارة إلى رغبة ابن سلمان بأن تكون قرارات إعدام المعتقلين صادرة من مكتبه رأسًا إلى الجلاد دونما حاجة لإخراجها ضمن ديكور قضائي أو إجراءات شكلية تؤخر التنفيذ، بحيث يتم اختزال مسار الضحايا من مكان الاعتقال إلى ساحة الإعدام، و يتحدد مصيرهم ما بين إشارة من يد ابن سلمان و القطع بيد السياف فورًا.
فكرة الاستغناء عن الديكور القضائي -إن صَحَّت- قد يمكن تفسيرها بكون ابن سلمان يسعى إلى الانتقال بنفسه نحو مرحلة جديدة هي أعلى من الطغيان و أشد تفجرًا بجنون العظمة و هوس الظهور في هيئة مالك القوة المطلقة الذي لا أحد يسأله عمّا يفعل و لا قانون يؤجل مشيئته، كخطوة أخرى على مسار تضخيم الرعب و تعزيز صورته الدموية في عيون الناس، إذ يظهر نفسه لهم دون مواربة و بوضوح تام باعتباره القاتل المباشر دونما حاجة لوسيط أو لمسوغات أخرى غير مشيئته.
هنا تبدو الدرجة الأخطر من جنون العظمة في نفسية ولي العهد الذي يبحث عن التمظهر بهيئة المالك الوحيد لقرار الموت الفوري بإشارة واحدة.
و إذن، ها نحن إزاء شخصية عجيبة مثل ابن سلمان، ننتقل من السؤال عمّا إن كان سيتم إعدام العلماء و الدعاة بحسب التسريبات، إلى التساؤل عما إن كان سينفذ رغبته بالاستغناء عن الديكور القضائي الذي تمر به قرارات إعدام المعتقلين أو المعارضين كما فعل ذلك في حالة إعدام خاشقجي؟
على الأرجح أن مسؤولي البيت الأبيض و غيرهم من داعمي ابن سلمان في الدول الغربية سيضغطون عليه لإثنائه عن تنفيذ هذه الرغبة كونها ستزيد من إحراجهم أمام شعوبهم و تضاعف فضيحتهم أمام المنظمات الحقوقية، كما ستزيد من الصعوبة التي يلاقونها و التكلفة السياسية التي يتكبدونها في سبيل حماية ابن سلمان و التغطية على جرائمه.
لذا فإن وجهة النظر العقلانية تقول إن ابن سلمان سيضطر للتخلي عن رغبته المجنونة تحت ضغط علاقات الواقع الدولي، لكن و من ناحية أخرى فإن المتشائمين لديهم وجهة نظر مختلفة؛ فما رأيناه من سيرة جنون المنشار على مدى السنوات الماضية تجعل التفاؤل نوعًا من الغفلة إن لم يكن هروب استسلاميًا بدفن الرؤوس في الرمال لتغطية العجز أو الخوف من مواجهة الواقع الذي يقرره معتوه يفوق بجنونه حدود الخيال.
فها هو المنشار الحاكم يسعى لترقية نفسه من مرتبة الطاغية الدموي إلى ما يشبه مرتبة الإله المتفرد بمشيئته، منتشيًا باحتكار صورته لمشهد الرعب كقاتل قاهر وحده لا شريك.