المشهد اليمني الأول/

كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن حقلا نفطيا إماراتيا في مياه الخليج تعرض للهجوم قبل ايام من الهجمات الغامضة التي استهدفت سفنا على سواحل الفجيرة، لكن أبوظبي أو أي من أجهزة الأمن الاماراتية لم تعلن عن ذلك الهجوم أو تعترف به.

المشكلة الحقيقية في الإمارات، وفقا لاستنتاج الكاتب، كانت في الصمت والإنكار، إذ نفت الإمارات في البداية أن تكون هجمات الفجيرة قد حدثت، تماما مثلما تظاهرت في السابق بعدم حدوث غارات الجيش واللجان الشعبية بطائرات بدون طيار على مطار أبوظبي ودبي في الصيف الماضي، وقال المكتب الإعلامي لهيئة الطيران إن التقارير بشأن الهجمات غير صحيحة، ولكن اليمن بثت مقاطع فيديو تظهر، بما لا يدعو للشك، لطائرات تابعة لها تحلق فوق المبنى رقم واحد، وهي تسقط قنابل لتنتج “كرات نارية” في المكان.

ونقل الموقع عن مصدر إماراتي مطلع قوله إن “حقل نفط إماراتي في مياه الخليج تعرض لهجوم قبل أيام قليلة من الهجوم الذي استهدف أربع سفن بالقرب من موانئ الفجيرة”، ولم تعلن الامارات حينها بطبيعة الحال عن هذا الهجوم.

وأضاف المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته: “الأضرار كانت محدودة وكان الهدف منها مثل الهجوم على السفن الأربعة هو إرسال رسالة الى الامارات فقط”.

محاولات بن زايد لوضع إمارته الصغيرة كركيزة اساسية لسياسة تجاه الجمهورية الإسلامية جاءت بنتائج معاكسة، حسب رأي الكاتب ديفيد هيرست، الذي أوضح أن ثلاث هجمات ضد منشآت نفطية وخط أنابيب سعودي قد كشفت عن هشاشة أبو ظبي في وجه أي هجوم في الخليج في حال نشوب حرب ثالثة في المنطقة.

وتعرضت الإمارات لهجمات عديدة، بما في ذلك وضع الألغام البحرية في أربع صهاريج نفط قبالة ميناء الفجيرة، وكان من الواضح أن الهجوم لم يصمم لاحداث اضرار كبيرة وإنما لبعث رسالة لحكام الإمارات.

يقول هيرست إن القمم السعودية الطارئة فشلت في التوصل إلى رد متماسك بشأن هذه الهجمات، ولكن الرسالة الصلبة جاءت ثانية من المعسكر الآخر، إذ حذر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، من أن المنطقة بأكملها ستحترق إذا بدأت الولايات المتحدة حربًا/ مما رفع سعر برميل النفط إلى 300 دولار.

الرسالة الإيرانية، كما يضيف هيرست، كانت واضحة جدا تجاه الإمارات، وهي أنه لا يمكنها اللعب في لعبة التصعيد لانها ستكون الخاسرة رقم واحد، كما حرصت الرسالة على تذكير بن زايد بأن “الفوضى القادمة في دولته الصغيرة الواقعة في خط المواجهة قد صنعها بنفسه”.

الإعلان عن الهجمات، كما جاء في تقرير ” ميدل إيست آي”، يعني إلقاء اللوم على إيران بشكل رسمي مما يعني بداية حرب لم يستعد أحد لها، خاصة من الإماراتيين، والاعتراف يعني، أيضا، زيادة هائلة في أقساط التأمين على حركة النقل البحري في موانئ الإمارات، وخاصة الفجيرة، الذي يعد ثاني أكبر مركز للتزود بالوقود، ومن المفارقة، أيضا، أن الإمارات تؤذي نفسها بدعم العقوبات ضد إيران، إذ بلغت قيمة التجارة الإيرانية غير النفطية مع الإمارات 16.83 مليار دولار، معظمها يتم عبر دبي، ونتيجة للجولة الأخيرة من العقوبات، فقد خرجت العديد من الشركات الإيرانية إلى عُمان وقطر وتركيا، وهذا بدوره أدى إلى توترات بين دبي وأبو ظبي.