المشهد اليمني الأول/

“تداعيات استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة على روسيا وحلفائها”، عنوان مقال دميتري يفستافيف، في “أوراسيا إكسبرت”، عن ضرورة الاستعداد لمواجهة التهديدات الأمريكية الجديدة.

وجاء في مقال البروفيسور في “المدرسة العليا للاقتصاد: تجري في الولايات المتحدة إعادة النظر في قيم التفاعل مع روسيا والأنشطة في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي.

فقد أبدت موسكو صلابة في مقاومة الضغط الخارجي في الفترة 2013-2018. ولكن، يمكن أن يكون لزيادة الضغط والتصعيد حول مناطق النفوذ والمصالح الأمريكية الحرجة عواقب مؤلمة للغاية، يصعب التنبؤ بها. بما في ذلك بالنسبة للولايات المتحدة نفسها، التي اقتربت، في العام 2017، في نهجها المناهض لروسيا، من “خط العلاقات الآمنة” في سياسة العقوبات.

يمكن اعتبار أساس الاستراتيجية المقترحة “ردعا تدخليا”، أي تقييد قدرة موسكو على تعزيز نفوذها في المناطق الحساسة بالنسبة للولايات المتحدة، من خلال جر روسيا إلى نزاعات هامشية، بالإضافة إلى استغلال مواطن الضعف الداخلية لدى روسيا، وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي، والمستوى المنخفض نسبياً من الكفاءة في إدارة الدولة والشركات.

في نواح كثيرة، يكرر هذا النهج الاستراتيجية التي سبق أن طبقت ضد الاتحاد السوفيتي خلال حكم رونالد ريغان.الهدف من هذه السياسة، حرمان موسكو من الإمكانات التشغيلية والاستثمارية المستقلة لدمج حيز اقتصادي قابل للسيطرة حولها وتشكيل أنظمة جيواقتصادية توفر على الأقل مستوى أساسيا من النمو الاقتصادي.

بطبيعة الحال، في هذه الظروف، يصبح فضاء أوراسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي ساحة المنافسة الرئيسية، وذلك ما لا يخفيه المحللون السياسيون الأمريكيون عموما. وبالتالي، فيمكن أن يشتد ويغدو متعدد الاتجاهات نشر الفوضى في أوراسيا، باعتبارها منطقة منافسة أمريكية، ليس فقط لروسيا إنما والصين وإيران ودول أخرى.

أحد العوامل الحاسمة لتعطيل الاستراتيجية الأمريكية، وعي النخب الوطنية بخطورة الموقف واستحالة استمرار اعتمادها على الضمانات الخارجية للبقاء. وهذا يعني، التركيز، كأداة احتياطية، على المصادر الداخلية للمقاومة الاجتماعية والاقتصادية. وهذا بدوره، يعيدنا إلى الحاجة إلى إضفاء طابع مؤسسي جديد على عمليات التكامل.