المشهد اليمني الأول/

في وقت كانت فيه طهران تعلن رفضها الوقوع في تجربة الحوار تحت الضغط، عاد التوتّر الأمني في منطقة الخليج إلى مستوى خطير أمس، على اثر استهداف ناقلات نفط في بحر عمان. عملية سارعت واشنطن إلى التفاعل معها وتوجيه أصابع الاتهام إلى طهران، متحدّثة عن ردّ تعكف عليه لحماية الملاحة والتجارة العالمية لا يصل لمستوى المواجهة.

وأعلنت السلطات البحرية النروجية أن ناقلة النفط “فرونت ألتير” المملوكة لمجموعة “فرونتلاين” النروجية تعرّضت لـ”هجوم”، وفي سنغافورة أعلنت شركة “بي أس أم” لإدارة السفن أن واحدة من ناقلاتها وتحمل اسم “كوكوكا كوريجوس” كانت هدفا لـ”حادثة أمنية” ألحقت بها أضرارا.

وقالت إيران أنها قدمت المساعدة ل”ناقلتي نفط أجنبيتين”. وأنها أغاثت 44 بحارا من المياه نقلوا إلى ميناء بندر جاسك”، مشيرةً إلى أن الحادث الأول وقع الساعة 8,50 (4,20 ت غ) على ناقلة ترفع علم “جزر مارشال” وتنقل حمولة من الميثانول من قطر إلى تايوان.. و”بعد ساعة من حادث السفينة الأولى، تعرضت ناقلة أخرى لحريق”. وكانت ترفع علم “بنما” ومتجهة من أحّد الموانئ السعودية الى سنغافورة، وتحمل شحنة من الميثانول.

وأعلنت وزارة التجارة اليابانية، أن ناقلتي النفط اللتين تعرضتا لهجوم بالقرب من مضيق هرمز، كانتا تحملان شحنات تتعلق باليابان.

ردود الأفعال العالمية

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن العالم لا يحتمل مواجهة في منطقة الخليج، كما أدان الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان.

فيما دعا الاتحاد الأوروبي، إلى «التزام أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التصعيد»، مضيفاً بالقول «إن المنطقة لا تحتاج إلى مزيد من أسباب زعزعة الاستقرار وزيادة التوتر».

كذلك، دعت فرنسا جميع الأطراف ذات الصلة إلى «ضبط النفس من أجل نزع فتيل التوتر»، مضيفة: «نكرر أيضاً ذكر تمسكنا بحرية الملاحة التي يتعين حتماً الحفاظ عليها».

فيما دعت موسكو جميع الأطراف لخفض التوتر، معتبرةً أن «الحادثة تعكس الوضع المتوتر». مشيرةً إلى أن هناك «حاجة إلى إجراءات وقبل كل شيء تسوية الوضع حول إيران».

بدوره، قال البيت الأبيض «نحن على علم بالتقارير عن هجوم على السفن في خليج عمان». وقال مسؤولان كبيران في إدارة ترامب إن الولايات المتحدة تبحث مع حلفائها عدة خيارات بشأن كيفية حماية الملاحة الدولية في خليج عمان، وبعد الهجوم على ناقلتين ألقت واشنطن مسؤوليته على إيران.

ولاحقاً نشر الجيش الأمريكي تسجيلا مصورا قال إنه يظهر الحرس الثوري الإيراني يزيل لغما لم ينفجر من جانب إحدى ناقلتي نفط تعرضتا لهجمات فضلا عن صورة تظهر لغما فيما يبدو قبل إزالته.

السعودية قالت أنها تتفق مع الولايات المتحدة في أن إيران تقف وراء الهجوم.

من جانبها، قالت الحكومة البريطانية أنها ”تأخذ الأمر على محمل الجد” وأن “رسالتها إلى إيران أنها إذا كانت متورطة، فهذا تصعيد غير حكيم للغاية يشكل خطرا حقيقيا على آفاق السلام والاستقرار في المنطقة“.

طهران تصف الهجوم بالمشبوه

وصفت إيران الهجوم بأنه «عمل مشبوه». وقالت إن «الحادثة المشبوهة في ما يخصّ ناقلات النفط اليابانية، بالتزامن مع لقاء رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مع قائد الثورة الإسلامية في إيران تبعث بالقلق».. وتابعت بالقول: «تأتي هذه الحادثة على عكس التوجهات الإقليمية وتوجّهات المنطقة والعالم لخفض التوتر وإعادة الهدوء إلى المنطقة»، مؤكدةً أن «إيران تدعم التعاون والحوار في المنطقة».

إرتفاع أسعار النفط

وأدّت الهجمات إلى رفع أسعار النفط بنسبة وصلت إلى 4 % ووصل سعر برميل نفط برنت بحر الشمال إلى 61,74 دولارا. وتقع المنطقة التي وقعت فيها الحادثة خارج مضيق هرمز الذي تعبر منه يوميا نحو 35 بالمئة من إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرا والتي تقدر بنحو 15 مليون برميل.

ثاني حادثة مشبوهة خلال شهر

وهذه ثاني حادثة “غامضة” ضد ناقلات نفط في غضون شهر في المنطقة، بعد تعرّض أربع سفن قبالة إمارة الفجيرة بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات “تخريبية” قبالة الإمارات في 12 مايو وقالت واشنطن حينها إنّ طهران تقف خلفها.

حينها قالت الإمارات إنّ النّتائج الأوّلية للتحقيق تُشير إلى وقوف دولة وراء تلك العمليّات، من دون أن تؤكد وجود دليل حتّى الآن على تورّط إيران.. ونفت في ذلك الوقت طهران تنفيذ أي هجمات كما نفتها الآن.