المشهد اليمني الأول/

يبدو أن الإمارات رضيت بالأمر الواقع ،واقتنعت بأن جهودها وصولاتها وجولاتها لحشد تأييد أميركي وإقليمي يتبنى سيناريو الضربة العسكرية لإيران لم تؤت ثمارها،بعد أن أدارت واشنطن ظهرها لطموحات أبو ظبي ،وأحجم رئيسها دونالد ترمب عن شن حرب عسكرية بالدقائق الأخيرة مكتفيا بتشديد العقوبات على طهران.

وسرعان ما بدأت ملامح الخيبة الإماراتية تتكشف ،فانقلبت مواقفها من التهديد والوعيد الذي أطلقته في كل حد وصوب ،وتغيرت المواقف من تحميل طهران مسؤولية الهجمات على ناقلات نفط يوم 13 يونيو/حزيران الجاري بخليج عمان إلى تصريحات وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان اليوم الأربعاء التي قال فيها أنه لا يمكن أن تُحمَل أي دولة مسؤوليتها لعدم كفاية المعلومات.

وكأن أبو ظبي استفاقت على واقع أن لا حرب أميركية بالوكالة عنها ستشن في المنطقة ،فحدثت خطاب أكثر استكانة وهو ما أظهره وزير الخارجية الإماراتي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي في موسكو، عندما قال نحن في منطقة مضطربة ومهمة للعالم، ولا نريد مزيدا من الاضطرابات ولا نريد مزيدا من القلق، نريد مزيدا من الاستقرار”.

موقف جاء بعد أن كان التحالف السعودي الإماراتي الذي يحارب الحوثيين في اليمن قد اعتبر الهجوم بخليج عمان “تصعيدا كبيرا” مشيرا إلى أنه بالإمكان ربطه بهجوم سابق بمضيق باب المندب في 12 مايو/أيار نُسب إلى الحوثيين.

لكن الوزير الإماراتي عاد اليوم ليصرح إلى أنه سيتم العمل مع الأمم المتحدة للوصول لحل سياسي للحرب الدائرة في اليمن ،وبذات لهجة الاستكانة أضاف أن هناك مناقشات أولية لتشكيل تحالف دولي بشأن الأمن البحري بمنطقة الخليج، في إشارة على ما يبدو لما أعلن عنه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبل أيام من سعي واشنطن وحلفائها في المنطقة لبناء تحالف لمراقبة حركة الملاحة بالخليج.

وكانت الإمارات قدمت إلى الأمم المتحدة نتائج التحقيق بشأن تفجيرات استهدفت أربع سفن قبالة سواحلها في مايو/أيار الماضي، من بينها ناقلتا نفط سعوديتان. وخلص التقرير إلى أن دولة ما تقف وراء العملية دون أن لم تذكرها بالاسم.

لكن الوزير صاحب التصريحات الحالية هو نفسه من وجه أصابع الاتهام مباشرة الى طهران عبر تغريدة على حسابه الشخصي على تويتر قال فيها إن بصمات إيران واضحة على الهجمات التي استهدفت ناقلات ليعود ويحذف التغريدة،وها هو اليوم يتراجع ليس فقط عن تغريدته بل أيضا عن موقف بلاده بعد إيقان أبو ظبي أن الظهر الأميركي لم يسند موقفها ،وفشلت في تحقيق مساعيها بحرب أميركية إيرانية كارثية يسعى المجتمع الدولي والمنطقة بأكملها تفاديها.