المشهد اليمني الأول/

حينما اطلق الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي صرخته في وجه المستكبرين بعباراتها الخمس المعروفة (الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] ،وحينما دعا الى أن يترافق مع ذلك موقفا عمليا يبدأ بمقاطعة البضائع الأمريكية والاسرائيلية فإن العدو الأمريكي الصهيوني كان السباق الى معرفة أهمية وخطورة تلك الصرخة والمقاطعة على مشروعه ومؤامراته وخداعه في اليمن والمنطقة ولو لم يكن الا التحرك الامريكي وانزعاجه من البداية تجاه الصرخة ومشروعها لكان لوحده أقوى شاهد على أهمية وأبعاد ما دعا اليه السيد حسين بدر الدين الحوثي من صرخة ومقاطعة وما قدمه من مشروع ثقافي قرأني في مواجهة خطر المشروع الصهيوني الأمريكي على الامة شعوبا وأنظمة وموقعا ومقدسات.

اليوم تتجلى أمامنا حقيقة هامة مفادها كم كان اليمن وشعبه ومازال وسيبقى وكم كانت شعوب الامة ومازالت وستبقى في حاجة لمثل هذه المنهجية القرآنية الحكيمة …كم نحن أبناء الشعوب الأمة محتاجين وباستمرارالى العودة الى أن نفهم ونعي مثل هذا الخطاب القرآني الهادي للسيد الشهيد حسين بدر الدين حين قال في ملزمة لتحذون حذو بني اسرائيل (دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم ،هي الحكمة. ألسنا نقول: أن الإيمان يماني، والحكمة يمانية؟ أين هي الحكمة؟ إن من يعرف اليهود والنصارى، إن من يعرف أن كل مصالحهم في بلادنا، لو وقف اليمن ليصرخ صرخة في أسبوع واحد لحولت أمريكا كل منطقها، ولعدّلت كل منطقها، ولأعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيين،وحينما أكد لنا بانه عندما يكون هناك عمل في متناول الناس أن يعملوه، وهم يروا أعداءهم يتأثروا منه، يصبح واجب، يصبح واجب.

ولأن قضية الولاء والعداء قضية أساسية في الدين أكد عليها القرآن الكريم في أغلب سوره فان الصرخة بعباراتها الخمس تأتي في هذا الاطار الديني القرآني وبالتالي لها اثرها الكبير والمحوري والمستمر ،ففي ملزمة الصرخة في وجه المستكبرين يؤكد الشهيد القائد ،قائلا ( القرآن الكريم كان يريد منا أن نكون هكذا عندما حدثنا أنهم أعداء، يريد منا أن نحمل نظرة عداوة شديدة في نفوسنا نحوهم، لكنا كنا أغبياء لم نعتمد على القرآن الكريم، كنا أغبياء، فجاءوا هم ليحاولوا أن يمسحوا هذه العداوة، أن يمسحوا هذا السخط. …

ويردف الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ،قائلا (ولنعرف حقيقة واحدة من خلال هذا، أن اليهود أن الأمريكيين على الرغم مما بحوزتهم من أسلحة تكفي لتدمير هذا الأمة عدة مرات حريصون جداً جداً على أن لا يكون في أنفسنا سخط عليهم، حريصون جداً جداً على أن لا نتفوه بكلمة واحدة تنبئ عن سخط أو تزرع سخطاً ضدهم في أي قرية ولو في قرية في أطرف بقعة من هذا العالم الإسلامي، هل تعرفون أنهم حريصون على هذا؟.

لقد كشف السيد حسين بدر الدين الحوثي عن حقيقة هامة جدا وهي أن اليهود والامريكان برغم بخلهم وبرغم حرصهم على المال الا انهم. لا يترددون بأن يدفعوا المليارات من أجل أن يتفادوا السخط ويمسحوه من نفوسنا، ذلك لآنهم يعرفون كم سيكون هذا السخط مكلفاً، كم سيكون هذا السخط مخيفاً لهم, كم سيكون هذا السخط عاملاً مهماً في جمع كلمة المسلمين ضدهم, كم سيكون هذا السخط عاملاً مهماً في بناء الأمة اقتصادياً وثقافياً وعلمياً، هم ليسوا أغبياء كمثلنا يقولون ماذا نعمل؟. هم يعرفون كل شيء.

لقد كان ذلك الاثر واضحا من البداية وقد وجدنا أنه لم يمر عام واحد على انطلاقة الصرخة والتي لم تكن أيضا تردد الا في عدد من المناطق داخل صعدة لم تمر تلك الفترة القصيرة حتى أرسلت أمريكا سفيرها إلى صعدة ليحرك بدوره المحافظ , الذي قام بسجن مجموعة من الاشخاص لأنهم كتبوا الشعار،كما أرسل بعض الجنود ليقلعوا الشعار ويخدشوه في أماكنه, اذا فمن البداية كان للصرخة اثرها الذي حرك امريكا لتحرك سفيرها الذي خرج الى صعدة ليعكس انزعاج أمريكا من خلال دفعه بأولئك ليمسحوه , ويقلّعوا الأوراق, وليسجنوا أشخاص في شاهد على أن هذا الشعار على ان هذه الصرخة كانت ومازالت وستبقى مؤثرة على الأمريكيين واليهود وليس مثلما يقول البعض: ما منه شيء، هي كلمات ما منها فائدة!. …

اليوم في هذه المرحلة التي نعيشها تصور كم هو الاثر حينما يصرخ الملايين من أبناء الشعب اليمني عداء وموتا لأمريكا واسرائيل اليس في ذلك الاثر الاكبر …الم يخرج شعبنا بصرخته أمريكا بكل أوكارها وقواعدها صاغرة من اليمن .

في النتيجة أليس من الحكمة أن تستمر الصرخة وأن تعم كل ربوع اليمن؟ اليس الاجدى والأنجا لأخوتنا في الجنوب هو أن يتخذوا من الصرخة في وجه المستكبرين سلاحا وموقفا في وجه الاحتلال الامريكي الصهيوني وادواته؟،وحينها سيرون كم سيكون لها من أثر ،كيف ستكون من أقوى وأرسخ عوامل التوحد والقوة في مواجهة الغزاة وادواتهم بكل اشكالهم وصولا الى اخراجهم صاغرين من جنوب اليمن .

من جهة أخرى كشفت الصرخة وبجلاء العملاء المنافقين واسقطت كل اقنعتهم ومن اول يوم ،وكم كان ومازال تشخيص الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي القرآني دقيقا حينما شخص موقف المنافقين العملاء من الصرخة فقال ( أتعرفون؟ المنافقون المرجفون هم المرآة التي تعكس لك فاعلية عملك ضد اليهود والنصارى؛ لأن المنافقين هم إخوان اليهود والنصارى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ ) وهكذا اكد السيد قائلا (فحتى تعرفون أنتم، وتسمعون أنتم أثر صرختكم ستسمعون المنافقين هنا وهناك عندما تغضبهم هذه الصرخة، يتساءلون لماذا؟ أو ينطلقون ليخوفوكم من أن ترددوها.

لقد كشفت الصرخة المنافقين والعملاء بكل مستوياتهم وتوجهاتهم وعلى رأسهم اصحاب عباءة الدين الوهابيين حيث كشفتهم الصرخة وعطلت وشلت حركة دورهم الفتنوي الا أنه بالرغم من تكشف كل الحقائق وتساقط كل الاقنعة لم يزل اليوم للاسف اتجاه آخر ومسار أخر يسلك مسار التحرك الخاسر نفسه فيقدم نفسه كعدو معادي للصرخة في جه المستكبرين ومشروعها ..وليس فقط انهم غيرمقتنعين فالتزموا الصمت وحتى وهم في حال الصمت ليس هناك مبرر لهم ،ومع ذلك فهم لم يكتفوا حتى بالصمت بل هم من يتحرك ويقدم نفسه كمحارب للصرخة ومشروعها بل وللشعب ومشروعه الثوري والتحرري في مواجهة العدوان!!

في هذا الصدد كان من الملفت أن أحد تصريحات رئيس وزراء العدو الصهيوني قد عكست انزعاجا اكثر من الصرخة ضاعف ذلك من امتلاك اليمن بقيادة أنصار الله، القدرات العسكرية المتطورة والبرادعى و مهارات قتالية غير مسبوقة،فقال في أحد تصريحاته منزعجا ،أن من أسماهم الحوثيون لا يطلقون رصاصة ولا يضربون بقذيفة ولا يقتحمون موقعا الا ويصرخون بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل بل وقال انهم يكتبون الشعار على ملابسهم .

هذا الانزعاج اليهودي الصهيوني المعلن واضح ..وانما من المؤسف أن يلتقي الصهيوني في انزعاجه مع دعوات من قبل قيادات فريق ما فتئ يقدم نفسه أنه في خندق الشعب في مواجهة العدوان ،بينما اصوات قياداته ترتفع كلما ارتفع صوت الصهيوني المنزعج من الصرخة ،فسمعنا باعتراضاتهم ليس على أن الشعب يردد الصرخة فحسب ،بل ليقدموا انفسهم بديلا عن الصهيوني فانطلقوا ليعترضوا على ترديد أبطال الجيش واللجان الشعبية للصرخة بعد كل ضربة أو اقتحام أو أي انجاز ميداني في مواجهة العدوان ،ويبرهنون على ذلك انه حينما تصل اليهم والى وسائل اعلامهم توثيقات الاعلام الحربي فانهم يبادرون بكل حرص على حذف الصرخة من الفديو فانظروا ما أسوء الحال الذي وصل اليه مثل هذا الفريق ،وان مثل هذا الفريق هذا مشروعه وسيرته لهو فريق يسلك مسار الخاسرين قبله مسار من تاجروا بالدين والوطن قبله ،فكانت عاقبة امرهم خسرا وخزيا في الدنيا قبل الآخرة ..فما بالكم بمن يتاجر بدماء الشهداء وبسيادة وكرامة اليمن وشعبه من أجل استرضاء العدو الامريكي الصهيوني.

كشف الشهيد القائد وبشكل عجيب أهداف وغايات ونفسيات مثل هذا الفريق حين قال في ملزمة الشعارسلاح وموقف (احتمال الشيء الآخر أنه قد يكونوا مثلاً يحاولوا أن لا يحصل من جانبهم ما يجرح مشاعر أمريكا, ربما يحتاجوا أمريكا, سيحتاجونها في الوصول إلى السلطة, وأشياء من هذه, فلا يحاولوا يجرحوا مشاعرها, مؤكدا ان مثل هؤلاء ممكن ان يضحوا بالدين والوطن والشعب والسيادة ودماء الشهداء وكل شيء من أجل مقاصدهم ,الخاصة السلطوية وغيرها لكن حربهم ومواقفهم هذه كفيلة بان تسلك بهم مسلك التلاشي والسقوط تماما كما سقط من سبقهم.

مماسبق نخلص الى حقيقة قرانية واقعية حية مفادها بان الصرخة في وجه المستكبرين بعباراتها الخمس بمنهجيتها وقيادتها ومشروعها القرآني بمسيرتها ب ومشروعها وانصارها وشعبها كانت وما زالت وستبقى هي الحكمة التي كشف الله بها لنا كل الحقائق واسقط بها كل الاقنعة فالمطلوب أن يستمر شعبنا في صرخته وأن يتخذ من مشروعها ومنهجها الثقافي سفينة نجاة فبالصرخة نستطيع اليوم ليس فقط ان نؤثر على عدة جهات، بل ونسقط مؤامراتها ونفشل كل مخططاتها ونوصلها الى حالة التلاشي والسقوط والزوال النهائي بعون الله.

#الذكرىالسنويةللصرخة في وجه المستكبرين.
ـــــــــــــــــــــــــ
محمد فايع