المشهد اليمني الأول/

مع استمرار معاناة الملايين من الشعب اليمني بسبب حرب تحالف السعودية والحصار الجائر المخالف لمواثيق الامم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي في ظل صمت مريب يصل في بعض الاحيان إلى تواطئ بل ومشاركة في ذلك من قبل دول لطالما اعتبرها الشعب اليمني مساندة لحقوق الإنسان وقضاياه العادلة لكنه يتألم حين يرى هذه الدول  تغمض عيناها أمام الالاف من ضحايا الشعب اليمني اطفلاً ونساءً ومدنيين.

في المقابل يصبح هذا الصمت  صراخا عند قيام الشعب اليمني وجيشه البطل بالدفاع عن نفسه ضد رأس تحالف الحرب عليه بقيادة السعودية والامارات ، حينما  يستهدف بصواريخه أو طائراته المسيرة اهدافا مشروعة كمرابض الطائرات الحربية في بعض المطارات وأبراجها كحق كفلته كل المواثيق الدولية والدينية والانسانية فإذا بهذه الدول الصامتة لسنوات تشجب وتندب مقابل ما تقبضه ثمناً لدماء الابرياء في اليمن من ما ل ونفط هاتين الدولتين بما جعلها تنظر بسعادة  لتدمير مطارات اليمن واغلاقها نهائياً وعلى رأسها مطار العاصمة ( صنعاء الدولي)  ،، وحرمان الملايين من الاستخدام الآمن لمطاراتها منذ سنوات وما لذلك من تبعات كارثية انسانية ترصدها المنظمات الانسانية المحايدة …

أما آن الأوان للضمير الإنساني في الغرب والشرق أن يصحوا من غفوته وينتصر لمبادئه وقيمة.

الوضع الاقتصادي

– استمرار عدم صرف رواتب موظفي الدولة منذ نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن في سبتمبر 2016م ، زاد من تدهور الوضع الإنساني وارتفاع معدل الفقر.

– استمرار استهداف وإغلاق المطارات والموانئ اليمنية من قبل تحالف الحرب على اليمن بقيادة السعودية أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة ، حيث بلغت الخسائر التقديرية على قطاع الطيران المدني والأرصاد بحوالي مبلغ ثلاث مليار دولار.

-كما  تضررت كثير من الجهات الرسمية والشركات العامة والخاصة  بأضرار وخسائر فادحة ، بالإضافة إلى فقدان آلاف العاملين لوظائفهم الأمر الذي زاد من معاناة اسرهم.

-استمرار عرقلة وإفشاء تنفيذ اتفاقية استوكهولهم والخاصة باتفاق الحديدة  من قبل دول تحالف الحرب على اليمن ،بعد أن قدم مكتب مبعوث الامم المتحدة بعض الأفكار ولآليات حول موضوع إيرادات الحديدة وأوجه استخدامات تلك الإيرادات.

الوضع الإنساني

– إن استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي منذ 9 اغسطس 2016 وحتى يومنا ،رغم  جاهزيته  يُعد انتهاكاً صارخا ًلكافة القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية و قد تسبب في خلق مأساة انسانية كبيرة حيث تشير احصائيات وزارة الصحة عن وفاة اكثر من 34,000 حاله مرضية ممن كانوا بحاجة ماسه للسفر للعلاج بالخارج، وأن أكثر من 250.000 من حالات الأمراض المستعصية بحاجه ماسه للسفر الى الخارج لتلقي العناية الطبية والعلاج وينتظرهم مصير مجهول في حالة استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي.

– تشير الاحصائيات الى ان 7,000 مريض بالفشل الكلوي بحاجة لإجراء عمليات زرع كلى بالخارج كما أن إنعدام محاليل الغسيل اسفر عنها إغلاق سبعة مراكز للغسيل الكلوي واصبح الألاف من مرضى الفشل الكلوي مهددون بالموت . و ان هناك اكثر من 878,000 مهددون بالموت نتيجة انعدام العديد من ادوية الامراض المزمنة. كما تشير وزارة الصحة ان 32,000 من مرضى الاورام السرطانية مهددون بالموت نتيجة استمرار اغلاق المطارات المدنية وعدم مقدرتهم على السفر او وصول الادوية اللازمة لعلاج تلك الحالات والتي لا يمكن استيرادها ونقلها إلا عبر الجو.

– كما أوضحت احصائيات وزارة الصحة الى انعدام اكثر من120صنف من الادوية والمحاليل الطبية والتي كانت تصل عبر مطار صنعاء يستفيد منها مرضى الفشل الكلوي، الأورام السرطانية ،الامراض المزمنة أصبحوا مهددين بالموت المحقق نتيجة النقص الحاد في المخزون الدوائي في اليمن.

– تشير الإحصائيات بان1 من كل10 مرضى يتوفى في الطريق ما بين صنعاء وعدن او صنعاء وسيئون ممن يغامرون بالسفر برآ الى تلك المطارات أملاً في انقاذ حياتهم من الموت المحقق.

– اغلاق المطار الرئيسي في اليمن منع  اكثر من  4,000,000 اربعة مليون مغترب حرموا من  العودة  الأمنة أو زيارة ذويهم، كما ان ألاف الطلاب فقدوا المنح الدراسية بسبب عدم تمكنهم من السفر للالتحاق بمؤسساتهم التعليمية في الخارج نتيجة اغلاق المطار.

 – طريق العبر مارب بطول  400كيلومتر وعرض 7امتار تحصد أرواح المسافرين خاصة المغتربين اليمنيين الذين يسلكون هذا الطريق كونه الطريق البري الوحيد الذي يربط اليمن بالعالم الخارجي بعد إغلاق المنافذ البريه والجوية  من قبل دول تحالف الحرب على اليمن بقيادة السعودية وحكومة ما يسمى بالشرعية التي استهترت بأرواح المغتربين ،حيث أدى ذلك الطريق إلى وفاة عشرات المسافرين يوميا نتيجة عدم صلاحيته بالإضافة الى التقطع والنهب الذي يتعرض له المغتربين والمسافرين عبر هذا الطريق.

من أبرز المعاناة والكوارث الإنسانية والنفسية والصحية الناتجة جراء اغلاق المطار:

– حرمان المواطنين من حقهم القانوني في السفر والتنقل بحرية .

– حرمان المرضى وكبار السن من السفر لتلقي العلاج في الخارج .

– حال دون قدرة الأطباء والجراحين من اليمنيين والأجانب المتخصصين من القدوم إلى اليمن لتقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى المدنيين .

– منع وصول الأدوية والمساعدات و غذاء الأطفال والرضع .

– فقدان أعداد كبيرة من الموظفين لمصدر دخلهم هم ومن يعولون .

– تدمير بعض المنازل المجاورة للمطار وإرهاب الأهالي في الأحياء المجاورة للمطار، – نتيجة للقصف المستمر من قبل طائرات تحالف دول الحرب بقيادة السعودية .

– نتج عنه  حالة من الهلع والرعب في نفوس العاملين والمسافرين جراء القصف أثناء تواجد المسافرين داخل المطار.

-منع العالقين في الداخل والخارج من السفر و زيادة معاناتهم .

الجرائم والانتهاكات

– استمرار دول تحالف الحرب على اليمن بقيادة السعودية في خرق اتفاقية السويد والقيام باستهداف منازل المدنيين والأعيان المدنية دون مراعاة للالتزامات المنصوص عليها في اتفاقيات القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، فضلاً عن اتفاقية السويد.

– استمرار دول تحالف الحرب على اليمن بقيادة السعودية في فرض قيود تعسفية ومنع دخول السفن والبواخر المحملة بالمواد الاساسية لحياة اليمنين من دخولها إلى ميناء الحديدة وفي مقدمتها المشتقات النفطية.

قصة الشهر

حياتي في خطر … من حقي أن أسافر

ع أ م   يعاني من مرض السرطان في الكلى  زادت معاناته وحالته سوءا ونصحه الاطباء بالسفر للعلاج خارج البلاد ونتيجة لإغلاق مطار صنعاء من قبل تحالف الحرب بقيادة السعودي على اليمن  قامت السلطات الصحية  في صنعاء بالتواصل مع المنظمات الدولية لتسهيل سفرة جوا او برا واتت موافقة مبدئية من هذه المنظمات لكنها اشترطت موافقة التحالف وتم عرض موضوع سفر  ع م أ على التحالف وان حالته انسانية ومرضه خطير ويجب سفره للخارج الا ان التحالف للأسف رفض الطلب غير ان ع م ا لم يستسلم وقرر السفر براً رغم المخاطر والوقت الطويل الى عدن للسفر  عبر مطار عدن ومن هناك يغادر الى القاهرة لإنقاذ جسده المنهك من مرض السرطان الخبيث وعند اول نقطة تابعه لقوات الحزام الامني التابعة للأمارات إحدى دول  تحالف الحرب على اليمن  طلبوا منه هويته وسألوه من اي منطقة انت وعندما قال انه من محافظة عمران تم حجزه ، وسألهم لماذا تحتجزوني أجابوه انت من منطقة تقع تحت سلطات صنعاء  وتم أخذه الى السجن ،واحتجازه لعدة أيام حتى ساءت حالته الصحية ، وخوف القائمين على احتجازه في أن يموت في السجن ، أخرجوه ولكن ليس إلى المطار كي يسافر لتلقي العلاج في الخارج  و إنما إلى حيث أتى من مدينته المحاصرة ، عند ذلك بكت زوجته كثيرا وصاحت ما ذنب زوجي المريض الذي لا دخل له أو علاقه سياسيه أو عسكريه باي سلطة في صنعاء او عدن دعونا نسافر دعونا نسافر لعلاج زوجي غير ان محاولتها بائت بالفشل فلم يعد هناك في قلوب هذه القوات ذره من انسانية وعاد  مع   زوجته منكسراً  ليلاقي مصيره.

وهذه القصة ليست سوى واحدة من الالاف القصص الواقعية التي يعانيها ويعيشها اليمنيين نتيجة لإغلاق مطار صنعاء من قبل تحالف الحرب بقيادة السعودية على اليمن وبتواطئ وسكوت من قبل المجتمع الدولي.

المصدر: الفريق الوطني للتواصل الخارجي (الواقع تحت اشراف وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية اليمنية)