مقالات مشابهة

‘إيران الصفوية’ مع وحدة اليمن و ‘الأشقاء العرب’ مع تقسيمه

المشهد اليمني الأول/

الزيارة التي قام بها رئيس الوفد الوطني والمتحدث باسم حركة انصار الله اليمنية السيد محمد عبد السلام الى ايران، ولقائه بكبار المسؤولين فيها، اكتست اهمية بالغة في ظل التطورات الخطيرة التي يشهدها اليمن.

اللافت في زيارة المتحدث باسم حركة انصار الله، كان اللقاء الذي خصه به قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد على خامنئي، الذي اشاد بصمود ومقاومة الشعب اليمني امام العدوان السعودي الاماراتي المدعوم غربيا، وكذلك اشاد بحكمة وشجاعة قائد حركة انصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حيث دعا الوفد اليمني نقل تحياته إلى السيد الحوثي وكذلك الشعب اليمني المؤمن والمقاوم.

نظرة الاكبار والاجلال التي ينظر اليها قائد الثورة الاسلامية الى الشعب اليمني، فرضتها معرفة سماحته الدقيقة لشيم الشعب اليمني، فهو شعب صاحب حضارة عريقة، وابي الضيم لا يسكت على الذل، شديد الكبرياء ، طيب المحتد ، يفيض رجولة ونخوة، وما غزاهم معتد الا واذلوه واذاقوه ذل الهزيمة وهوانها.

الاحترام الكبير الذي اولاه سماحته للوفد اليمني الزائر، واشادته بأسرة السيد بدرالدين الحوثي المجاهدة، وتخليده ذكرى الشهيد حسين بدرالدين، وتقديمه العزاء باستشهاد إبراهيم بدرالدين شقيق السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، هو ديدن السياسة الايرانية المبنية على احترام ارادة الشعوب وقواها المخلصة المدافعة عن سيادتها واستقلالها وحريتها ضد المستكبرين والمعتدين.

ايران، كانت ومازالت تتعامل مع اصدقائها وحلفائها في محور المقاومة بشكل خاص ، ودول المنطقة والعالم بشكل عام، انطلاقا من الاحترام المتبادل، الذي تفرضه المبادىء والقيم المشتركة ، وفي مقدمتها رفض التبعية ، ومناهضة الهيمنة، والدفاع عن الحقوق المشروعة لشعوب المنطقة.

التأكيد اللافت لسماحته على ان السعودية والامارات تعملان على تقسيم اليمن، وضرورة الوقوف بقوة أمام هذه المؤامرة ودعم اليمن الموحد والمتحد بكامل سيادته، ومن مقومات هذا الوقوف هو اجراء حوار يمني يمني لا يستثني اي طرف يمني كان.

تحذيرات قائد الثورة لما يحاك لليمن واليمنيين ، تصبح اكثر وقعا على صوت تقطيع السكين السعودي الاماراتي للجسد اليمني، بعد ان تم انهاك هذا الجسد خلال السنوات الخمس الماضية، بذريعة الدفاع عن “شرعية” مزيفة، بينما كانت اهداف العدوان الحقيقية ، الهيمنة على موانىء اليمن ، إماراتيا، والهيمنة على المهرة وحضرت موت لايجاد منفذ على بحر عمان، سعوديا، والتخلص من “كابوس” اليمن الموحد والقوي والديمقراطي، امارتيا وسعوديا.

ان ما حدث في عدن من جريمة كبرى، نفذها مرتزقة الامارات والسعودية، بحق اليمن والشعب اليمني، كشف المزيد من فظاعة المخطط الامريكي الصهيوني العربي الرجعي، الذي البسوه ثوبا طائفيا بهدف تمريره ، ضد بلدان المنطقة وشعوبها، فإذا بـ”ايران الصفوية والراوفض” ضد تقسيم اليمن ومن قبله ضد تقسيم العراق وضد تقسيم سوريا ، بينما “الاشقاء العرب الاصلاء والمجاهدين السنة” ليس فقط مع تقسيم اليمن العراق وسوريا فحسب، بل من اهم منفذي هذه الجرائم النكراء بحق هذه الدول وشعوبها.

اخيرا، وانا اشاهد قائد الثورة الاسلامية وهو يستمع باهتمام واحترام كبيرين لكلام المتحدث باسم حركة انصار الله اليمنية، قفزت الى ذهني صور رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وهو يلقي خطاب استقالته من الرياض بعد لقاء قيل عنه الكثير مع سعود القحطاني ، وصور الرئيس اليمني المستقيل والهارب عبد ربه منصور هادي وهو يُستدعى للقاء الملك السعودي من دون ان يُسمح له حتى باصدار بيان مقتضب حول ما جرى في عدن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير: ماجد حاتمي