مقالات مشابهة

تصاعد الرعب الصهيوني من الرد الموجع المرتقب لحزب الله

المشهد اليمني الأول/

تسود حالة من التوتر والترقب الشديدين المستوطنات الاسرائيلية الشمالية على الحدود اللبنانية، بعد ايام من اعتداء الاحتلال على الضاحية الجنوبية لبيروت باستخدام طائرتين مسيرتين وخاصة بعد ما توعد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالرد، واصفاً ما حصل بالأمر الخطير جدا، وشدد على أنه “لن يمر مرور الكرام”. فالكيان الاسرائيلي يعرف جيدا أن السيد نصر الله يفعل ما يقول.

كيان الاحتلال بات يعيد حساباته بعد تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أكد بأن الاعتداء الإسرائيلي الأخير بالطائرات المسيرة التي سقطت في لبنان لن تمر “مرور الكرام” وأنه سيكون هناك رد على ذلك، وتأكيد نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، الثلاثاء الماضي، أن حزب الله سيرد على العدوان الإسرائيلي بضربة مفاجئة.

التهديد اللبناني قابله رفع في الجهوزية والاستنفار الامني والعسكري لدى الاحتلال الاسرائيلي، حيث نقل موقع “ديبكا” الاستخباراتي عن مصادر عسكرية اسرائيلية ان الجيش اغلق يوم الاربعاء الماضي المجال الجوي على طول الحدود مع لبنان امام الرحلات الجوية.

ونشر جيش الاحتلال الاسرائيلي عدة بطاريات لمنظومة القبة الحديدية قرب الحدود وسط تقارير عن ان قيادة الشمال في جيش الاحتلال ماتزال في حالة تأهب قصوى وانها نشرت كتائبها في المنطقة، فيما نقلت القناة الثانية عشرة في التلفزة الاسرائيلية تقريرا سريا جاء فيه ان وزارة الخارجية اوعزت لممثلياتها في الخارج باتخاذ الحيطة والحذر من اي هجمات محتملة.

وتحولت الأوضاع في المستوطنات الاسرائيلية الشمالية للحدود مع لبنان الى مدن أشباح بانتظار رد المقاومة، فيما جميع الطرق التي تربط مستعمرة “المطلة” خالية من جنود الاحتلال وأي دورية له وأن الآليات الاسرائيلية التي كانت تعمل على الحدود مع لبنان اختفت منذ أيام .

يأتي هذا فيما سلّم حزب الله الطائرتين المسيرتين الإسرائيليتين اللتين سقطتا قبل أيام في الضاحية الجنوبية الى مخابرات الجيش اللبناني.

كذلك، قرر جيش الاحتلال الاسرائيلي، إلغاء الإجازات في بعض الوحدات القتالية في الجبهتين اللبنانية والسورية؛ وذلك في ظل التوتر الأمني على الحدود الشمالية، بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة. وقال الجيش الاسرائيلي في بيان له إن “القوات في العديد من الألوية القتالية المتمركزة على الحدود الشمالية سوف تظل في مواقعها حتى إشعار آخر” .

وفي وقت سابق، كان قد فرض الإحتلال، قيودا على حركة المركبات في الشوارع القريبة من الحدود مع لبنان، وذلك بدافع الخشية من رد حزب الله على الهجمات الإسرائيلية في لبنان وسوريا.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلي (كان)، أن قرار جيش الإحتلال جاء في أعقاب “تقدير موقف” أجراه الجيش، والذي أظهر أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تأخذ تهديدات حزب الله بالرد بمنتهى الجدية، ولفتت القناة إلى أن قرار إلغاء الإجازات سار حتى إشعار آخر.

كما أصدر جيش الإحتلال تعليمات للمزارعين الصهاينة في المناطق القريبة من المناطق الحدودية مع الأراضي اللبنانية، بعدم الاقتراب إلى الجدار الفاصل الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي على طول الخط الأزرق (خط الانسحاب الإسرائيلي عام 2000).

وذكرت القناة 13 العبرية، مساء أمس الجمعة، أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حزب الله قد بدأ فعليا التحضير لهجوم انتقامي ردا على هجوم الجمعة في بيروت.

وبحسب مراسل الشؤون العربية في القناة 13 العبرية، حيزي سيمانتوف، فإن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حزب الله ينوي تصوير هجوم الثأر وبثه على قناة المنار. وتابع قائلًا “من أجل تجنب التدهور إلى حرب شاملة، من المتوقع أن يضرب الحزب أهدافًا عسكرية وغير مدنية”، حسب قوله.

وأكمل “لذلك، قام الجيش الإسرائيلي بتقليص نشاطه في منطقة السياج، وفي الوقت نفسه على جانبي السياج – قوات اليونيفيل والجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي أصبحوا في حالة تأهب وتوتر قصوى”.

هذه الاجراءات العسكرية والوقائية تشير الى مدى تخوف قادة الاحتلال من رد حزب الله المفاجئ، وتحسبهم منها ليلا ونهارا.

وأصبح نتنياهو اليوم يشعر بالقلق من تعاظم قوة محور المقاومة، خاصة في ظل الانتصارات الكبيرة التي حققتها وتحققها، في سوريا. ولماذا هذا التأهب وهذه الاجراءات الاحترازية لو لم يكن قادة الاحتلال خائفين من ضربة حزب الله الانتقامية؟ فقام نتنياهو المسكين بتوجيه “النصح” للسيد حسن نصر الله ودعوته لـ “الهدوء”، بعد أن سمع خطاب السيد.

وكان يؤاف غالانت، عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، قال في مقابلة إذاعية بثت الاسبوع الماضي، وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إنني آخذ على محمل الجد تهديدات حزب الله.

وفي السياق ذاته، يقول نبيل عمرو في “اللواء” اللبنانية إن السؤال الأساسي بعد استهداف الاحتلال للضاحية الجنوبية هو: “كيف سيكون ردّ السيد حسن نصر الله؟ ومتى؟ وأين؟ ينتج عن هذا السؤال، سؤال ربما يكون أكثر أهمية: ماذا ستفعل إسرائيل بعد دقائق من قيام السيد نصر الله بالرد؟… ما يصدر عن طرفي المعادلة، نصر الله ونتنياهو، لا يقدم إجابات شافية عن السؤالين، إلا أن الجانب الإسرائيلي وكعادته اتخذ إجراءات احترازية وفق توصيات المستوى الاستخباري، كما أن الرد المتوقع من السيد نصر الله سيذهب إلى الحد الأقصى”.

وتقول نادية عصام حرحش في “رأي اليوم” اللندنية: والله يكفي أنه (السيد نصرالله) لوّح بيده محذرا لنقول إن الرجل انتصر عليهم وأرهبهم. كم نحتاج في هذا الوطن المستباح إلى قائد يصدق قوله، ويفهم لعبة السياسة، ويعرف كيف يتكلم لغة الحروب والدبلوماسية. كم نحتاج إلى قائد يهدد ويهول ويحذر، ولا تمسك به حمية اللحظة من تصفيق وتمجيد لأن يتصرف باعتباط وبلا تكتيك”.

ويقول عبدالله السناوي في “الأخبار” اللبنانية: “الإسرائيليون أخذوا تهديدات السيد حسن نصر الله على محمل الجد، أُخليت حواجز في مزارع شبعا واتخذت إجراءات أمنية مشددة في أماكن عديدة تحسبا لرد ما لا يعرفون متى وكيف وأين؟”

في الحقيقة، لا يستطيع نتنياهو وقادة كيانه المحتل أن يناموا الليل بهدوء وراحة بال، ما دام السيد نصرالله وعد كيانه بالرد، فإنهم يعلمون جيدا مدى صدقية هذا الرجل العظيم وأنه يفعل ما يقول وينفذ ما يعد به.