مقالات مشابهة

صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تروج لمشروع الأقاليم كأفضل حل للحفاظ على وحدة اليمن!

المشهد اليمني الأول/

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن مجموعة من الأسباب تجعل الأزمة في جنوب اليمن خطيرة، داعية إلى إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية سواء في الحديدة أو عدن وغيرهما، مؤكدة أن التركيز على واحدة فقط لن يجلب الاستقرار للبلد الذي يشهد صراعاً دموياً على السلطة دخل عامه الخامس.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها أن أزمة عدن تهدد بتقسيم اليمن بشكل دائم نظراً إلى أن لها جذوراً استمرت عقوداً من الاحتكاك بين الشمال والجنوب.

ووفقاً للصحيفة يُنسب إلى محللين قولهم إن النظام الفيدرالي الذي تنقسم فيه البلاد إلى مناطق تتمتع بالحكم الذاتي هو أفضل ما يمكن لأي شخص أن يأمل فيه باليمن.

وأفادت الصحيفة أن من أسباب أهمية هذه الأزمة كذلك، هو إمكانية تسببها في حدوث خلاف بين القوتين العربيتين الإقليميتين: السعودية والإمارات. فالإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي لها يحذرون من تحالف الفار هادي مع حزب الإصلاح الذي تعتبره الإمارات مهدداً لها لصلاته بالإخوان المسلمين، في حين ترى السعودية أن الإصلاح يلعب دوراً أساسياً في حرب اليمن والسياسة المستقبلية.

وأشار التقرير إلى أن المصادمات بعدن أدت إلى إضعاف وحدة تحالف العدوان الذي تقوده السعودية وحليفتها الإمارات، إذ قصفت الطائرات السعودية من قبل مواقع لقوات الانتقالي، بينما قصفت المقاتلات الإماراتية هذا الأسبوع قوات هادي وحزب الإصلاح.

وتابعت الصحيفة “والسؤال الذي يدور حالياً في هذا الشأن هو ما إذا كانت انقسامات اليمن ستؤثر على العلاقة بين السعودية والإمارات في المسائل الإقليمية الأخرى؟”.

أما السبب الثالث لأهمية أزمة عدن حسبما ترى واشنطن بوست، هو إمكانية استفادة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية من الاضطرابات، إذ إنهما كانا ولا يزالان يتمتعان بوجود قوي هناك.

ومن الأسباب التي تضمنها التقرير أيضاً هو تأثير القتال بها على حركة النقل البحري العالمي نظراً للموقع الإستراتيجي للمدينة وقربها من البحر الأحمر ومضيق هرمز ومضيق باب المندب، وهي من أكثر ممرات النقل البحري الحيوية في العالم، التي تستخدمها الناقلات من أوروبا وآسيا بشكل يومي.

وتقول واشنطن بوست إنه إذا استمرت الاضطرابات، فقد تؤثر على إمدادات النفط وأسعار الوقود العالمية، إذ إن جميع الأطراف المقاتلة في اليمن، بما في ذلك جماعة الحوثيين، لديهم القدرة على مهاجمة السفن وهو أمر حدث بالفعل أثناء الحرب.

وذكرت الصحيفة أن القتال في عدن قد يؤدي إلى تعطيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى معظم أنحاء اليمن.

ونقلت الصحيفة عن كبيرة الباحثين في الدراسات العربية والإسلامية بجامعة أوكسفورد أليزابيث كيندال، القلق الشديد لمجتمع المنظمات الإنسانية من انعدام الأمن في عدن، وتوقف تشغيل ميناءها ومطارها لأنهما يُعتبران شريان الحياة الحيوي للمعونات التي تحتاجها نسبة كبيرة من اليمنيين في الشمال والجنوب.

وأكدت كيندال، أن الاشتباكات في عدن أظهرت الحاجة لمقاربة أوسع وأكثر شمولاً، وبالتالي أكثر تعقيداً، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي كان يسارع لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة على أمل أن تتم معالجة النزاعات التي تجري بمناطق أخرى في البلاد، وقد أكدت أزمة عدن أن تلك المقاربة قاصرة، على حد قولها.