المشهد اليمني الأول/

قبل ثلاثة أشهر صدر قرار بإيقاف رواتب قوات شرعية هادي عسكر وأمن ومقاومة جنوبية وأسر الضحايا والجرحى وبلون تشطيري جنوبي، وبعدد 250 ألف فرد، فكلما صدر قرار جملكي من الرياض بإقالة مسؤول جنوبي وتعيين آخر من الجنوب مكانه قام هذا الشخص المقال بالانضمام للمجلس الانتقالي الانفصالي واستنزال علم الجمهورية اليمنية ورفع علم التشطير في مكان عمله المدني أو العسكري، وكان أول المقالين محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي الذي أسس المجلس الانتقالي ولن يكون الأخير مدير أمن سقطرى المقال العميد علي أحمد الرجدهي الذي انضم للانتقالي فور إقالته.

ومراكز أبحاث أمريكية تتهم معسكرات هادي في عدن بإيواء الإرهاب، والمجلس الإنتقالي يطرد شرعية هادي والإخوان من عدن ولحج والضالع وأبين حتى شبوة، والسعودية تدعم قوات هادي بهجوم معاكس لطرد الإنتقالي حتى مشارف عدن، والطيران الإماراتي يسحقهم، ثم الخارجية الأمريكية بالبيان الصريح الفصيح “من حق الإمارات الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب في أي مكان في العالم”.

والمحافظات الجنوبية متداخلة النفوذ والسيطرة، بالظاهر جنوبي جنوبي وبالباطن سعودي إماراتي، ومابعد الباطن أمريكا وإسرائيل بالسيطرة على خطوط الملاحة البحرية في السلم والحرب ومابينهما الجزر والقواعد العسكرية، وخطوط التماس ساخنة على خط أبين شبوة سقطرى وسلماً المهرة وحضرموت، والصراع حتماً محسوم بنماذج محميات إستعمارية جديدة قديمة وبشرعية هادي حتى حين مؤجل بخنجر التقسيم البريطاني غريفيث الشرعية الدولية بعد حمام دم جنوبي جنوبي.

فالإمارات تحشد مرتزقة مقاتلين ومدرعات وعتاد إلى المخأ وعدن وسقطرى، وألوية العمالقة تنسحب إلى عدن، ولم يتبقى في الساحل الغربي سوى ثلاثة ألوية فقط، ومعسكرات علي محسن ومليشيات إخوان قطر وتركيا تنسحب من مأرب إلى شبوة وأبين ومن تعز إلى الحدود الشطرية لحج والضالع، وكتائب أبو العباس الداعشي الموالي للإمارات ينتشر ويقطع الطريق الوحيد بين تعز وعدن في القريشة مع انتشار مكثف لقوات علي محسن والإصلاح في مدينة التربة المدينة الثانية بعد تعز من حيث الكثافة السكانية.

والجميع والكل بانتظار ساعة صفر فوران البركان الجنوبي، ولتنطلق حفلة المجازر المتوحشة المتأبطة فتوى علماء الإخوان بأن الجنوب متمرد على ولي الأمر هادي، مجازر متوحشة متأبطة فتوى البيت الأبيض بأن معسكرات الشرعية تأوي إرهابيين، وليتنافس المتنافسين على وقع تحليلات هنا وهناك تفيد بحتمية تشييع شرعية هادي إلى مثواها الأخير في أواخر هذ العام حسب محلل كويتي، وحسب الكاتب والمحلل السعودي شاهر النهاري وخلال برنامج “عالم سبوتنيك” قال بأن السعودية ستكون عند كلمتها بوقف إطلاق النار من خلال تفاهمات سعودية أمريكية ثم التفاهم مع أنصار الله بيافطات المساعدات الإنسانية إلى المستحقين كما قال شاهر الذي أوضح بإمكانية حصول تفاوض بين السعودية وأنصار الله، ومعظم المحليين والمراقبين يتحدثون بالقول أن الحرب اليمنية انتهت، ولعل تصريح الرئيس الفرنسي كان أكثر وضوحاً وقوله بعد هجمات بقيق أن موازين القوى تغيرت.

والمخدوعين والخونة بالداخل والخارج نحو كعكة الجنوب وبكل شراهة وكل مخدوع يحمل سكين سامة وقاتلة لتقسيم الكعكة، وهذه الكعكة ستلسعهم من حيث لايتوقعون فهذا يمن الجنوب، وكما نعرف فإن عدونا غدار ويشبه بني صهيون العدو الإسرائيلي الذي يقذف بأقذر ورقة دموية للميدان في آخر دقائق وساعات ماقبل سريان وقف إطلاق النار.

فالجنوب يراد له إنفجار بركان وحمم ودمار ومجازر لاتبقي حجر على حجر، أما في الشمال فيراد تدوير بقايا العفافيش الموالية لأبناء العم طارق والسفير أحمد بإحداث إضطرابات أمنية إجتماعية في الشمال عامة والساحل الغربي خاصة بالتزامن مع هجوم جوي بحري على الحديدة والساحل، هجوم بل الرقصة الأخيرة للديك قبل الإنتحار، والنحر في الساحل الغربي سيشاهد العالم مشاهد مكملة لبقيق في أبوظبي ودبي مشاهد مكملة لمحور نجران والجبال في محور “امساحل التهامي”.

ولن نقول للخونة البحر من خلفكم والمجاهدين من أمامكم، بل سيقول الميدان الجيش من أمامكم واللجان الشعبية من خلفكم والطيران المسير من فوقكم ورجال البحرية من أسفلكم، ومقابر الغزاة وعملاء الغزاة في هذ الكرنفال الجهادي اليماني الإيماني ستكون في البحر الأحمر، فسيول الجبال ستجرف كل الجيف إلى البحر، والبحر كذلك سيلفظ الجيف للشواطئ، والمصير الموعود مرصود بعدسة الإعلام الحربي، اليمن مقبرة الغزاة، وسجل يا تاريخ مقابر الغزاة في البر والجبل اليماني تتجدد في البحر الإيماني، فقط وفقط إنتظروا مفاجئات رجال البحرية التي لا ولن تقل عن مفاجئات نسور الجو اليمني الأصيل، إنها اليمن يا ه‍َؤلاء، ومن كذَّب جرَّب.

ــــــــــــــــــــــــــــ

جميل أنعم العبسي