المشهد اليمني الأول/

خلافاً لتصريحات التهدئة التي أطلقتها السلطات السعودية بعد استهداف شركة “أرامكو” النفطية، أكد موقع “ذا انترنشونال انترست” الأمريكي أن الشركة النفطية ستحتاج 8 أشهر على الأقل حتى تستعيد طاقتها الإنتاجية كاملة.

الموقع أوضح في تقرير أن “السعودية” تخسر في اليوم الواحد أكثر من 300 مليون دولار، وبالتالي ستبلغ قيمة الخسارة 75 مليار دولار على مدى ثمانية أشهر من الإنتاج الضائع وحده، ذلك أن المصانع المتطورة التي ضُربت وفق الموقع، تحتاج إلى أجزاء ومعدّات مكلفة وسوف يستغرق المقاولون شهوراً لإعادة إصلاحها.

الخسائر المالية التي ستتراكم على السلطات طيلة الشهور الثمانية، ستؤدي أيضاً إلى انحناء خطير في الخزينة السعودية وبالتالي عدم الوفاء بالتزامات الرياض تجاه البرامج الاجتماعية المحلية، وفق التقرير.

وهنا لفت الموقع إلى أن ضعف البنية التحتية “للسعودية” لا يشمل فقط صناعة الطاقة، إنما يشمل 50 في المائة، حيث “تعتمد السعودية على محطات تحلية المياه، منها محطة تحلية مياه كبيرة على الخليج والتي لو قصفت فسيؤثر ذلك على إمدادات المياه لـ 7.7 مليون شخص”.

الموقع أورد أنه من المرجح أن “تتم عملية بيع أسهم شركة أرامكو من خلال طرح عام أولي حيث سيتعين على المشترين المحتملين أن يعالجوا ضعف البنية التحتية النظامية والمخاطر الجيوسياسية، بعد هجمات أرامكو التي كشفت ضعف شديد في البنية التحتية في المملكة”.

وخلص التقرير إلى أنه لا حل أمام “السعودية” سوى الدخول مع حوار مع أنصار الله ومع إيران، وإلا سيكون لذلك عواقب وخيمة على “السعودية” والمنطقة وعلى استقرار أسواق الطاقة والاقتصاد في العالم، مشيراً إلى أن “خيارات المملكة على المدى القصير جداً، وهي تحتاج إلى سنوات من أجل تقوية بنيتها التحتية”.

يذكر أن وكالة “رويترز” للأنباء أعلنت في الأيام القليلة الماضية تسريبات سعودية حول رغبة الرياض بالخروج من اليمن وذلك استجابةً للمبادرة اليمنية التي أطلقها رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مهدي المشاط عقب استهداف منشآت النفط في شركة “أرامكو”.

ونقلت عن مصدر عسكري مقرّب من أنصار الله، أن “السعودية” “فتحت اتصالاً” مع مهدي المشاط عبر طرف ثالث لكن لم يتم التوصل لاتفاق إذ أن هذا العرض تضمن وقفاً جزئياً لإطلاق النار في وهو الأمر الذي رفضه أنصار الله الذين يرغبون بوقف كامل لإطلاق النار.

وأكّـد موقع “لوبلوج” الأمريكي أن الهجمات اليمنية التي تستهدف منشآت إقتصادية في مناطق مختلف في “السعودية”، غيّرت موازين المعركة بين الطرفين، مبيناً أن الحوثيين يردّون على جرائم التحالف السعودي بحق الشعب اليمني، لكنهم مع ذلك يراعون عدم سقوط ضحايا.