المشهد اليمني الأول/

يبدو أن الإمارات ادخرت عميلها طارق عفاش ومرتزقته لمهمتين كبيرتين، هما: استلام القيادة العسكرية للجنوب، والقضاء على مليشيات الإصلاح في عدن وتعز.

منذ وصول طارق عفاش إلى عدن في يناير 2018، بعد فراره من صنعاء إثر إحباط مخطط الفتنة الذي شرع فيه وأفشلته القوى الوطنية، والإمارات تعمل على تمكينه من الحكم العسكري على عدن ومحافظات الجنوب المحتلة.

الأطماع الإماراتية كان لا بد لها من عملاء ترتديهم كقفازات سوداء لتنفذ كل أعمالها البشعة في اليمن وبحق كل اليمنيين، وقد ارتضت عدد من القيادات العسكرية اليمنية لعب هذا الدور القذر؛ ومن بينهم طارق عفاش الذي تثق به الإمارات جداً.

وقبل قرابة العام، سلمت قوات الاحتلال الإماراتي مناطق الساحل الغربي الواقعة تحت سيطرتها لطارق عفاش. ثم لاحقاً ومع إعلان انسحابها المزعوم من اليمن، هيأت الإمارات طارق لقيادة مجاميع المرتزقة المنضوين تحت ما يسمى حراس الجمهورية وما يسمى مقاومة تهامة وألوية العمالقة.

لم تأبه الإمارات لوجود قيادات عسكرية جنوبية كبيرة تعمل في صفوفها، وقد أهانتها بإرغامها التسليم المطلق لعدوها اللدود طارق عفاش، وقد كان ذلك مذلاً لهم، بحسب تسريبات تناقلتها عدد من وسائل الإعلام آنذاك.

وعملت القوات الإماراتية على نشر مسلحين مرتزقة من أبين جنوباً، وصولاً إلى الساحل الغربي غربا، وطرد المسلحين الموالين لهادي من تلك المناطق، وفرضت سيطرة طارق عفاش، الذي تمكن من اقتحام معسكر العمري منتصف اغسطس الفائت.

وعلى الرغم من المواجهات والمعارك العنيفة التي شهدتها محافظة عدن المحتلة، ثم شبوة، وداخل تعز وسط المدينة وفي مدينة التربة، بين قوات محسوبة على هادي وأغلبها من مليشيا الإصلاح، وأخرى تابعة لمليشيا “الانتقالي” المدعوم إماراتياً، إلا أن الإمارات لم تأذن لطارق عفاش بالمشاركة إلا من خلال إرسال تعزيزات بسيطة كتلك التي قامت بنقلها في 23 أغسطس الفائت إلى شبوة لإسناد مليشيا “الانتقالي” هناك.

وفي 25 أغسطس، أبدى عفاش صراحة تضامنه الكامل مع قوات الاحتلال الإماراتي والمليشيات المدعومة منها، تزامن ذلك مع ظهور عديد أطقم عسكرية تابعة له وتحمل صورته وصورة أحمد علي وهي تجوب شوارع مدينة التربة التي كانت تشهد توتراً شديداً ومواجهات بين مليشيات الإصلاح و”أبو العباس”.

وكان متوقعاً مشاركة طارق عفاش في معارك الإمارات ضد قوات هادي والإصلاح، لكن يبدو أنها لم تحتج إليه حتى الآن، وفضلت ادخار جهوده لمعارك مقبلة.

ولا يستبعد مراقبون مشاركة طارق عفاش في معارك تستعد لها الإمارات من خلال حشد المليشيات المدعومة منها، حيث سيشارك عفاش بدوافع انتقامية ضد الإصلاح ومدينة تعز بشكل عام.

وفي تصريح أطلقه السياسي الجنوبي أحمد عمر بن فريد نهاية مارس 2018، اعترف فيه بأن الإمارات خدعت الجنوبيين وخاصة المجلس الانتقالي، وذلك حتى تكمل تجهيز قوة طارق عفاش في الجنوب.

وقال بن فريد: “لطالما حذرت الانتقالي من قبول معسكرات طارق فلم يسمعوا، يبدو أننا خدعنا ولا عزاء للأغبياء”. وأكد بن فريد في تصريحه، الذي لم يتعاط معه أي مكون سياسي جنوبي، أن “الإمارات حين تستكمل تجهيز قوة طارق عفاش في الجنوب لن يكون بمقدور أي جنوبي الاعتراض على أي قرار أو موقف لها، لأنها ستقمعه بقوات طارق”.

وأرغمت قوات الاحتلال الإماراتي قيادات ما يسمى ألوية العمالقة القبول بطارق عفاش، الذي يعتبره الجنوبيين عدواً، ما زالوا يحملون تجاهه البغض ونوايا مبيتة بالثأر منه ومن عائلته التي قادت حرباً على الجنوب صيف العام 94.

وفي مرات عديدة، اندلعت اشتباكات بين مسلحين تابعين لعفاش وآخرين من الجنوبيين في الساحل الغربي، وقد وجهت القيادات العسكرية الجنوبية المتواجدة في جبهة الساحل الغربي اتهامات لطارق بالخيانة والوقوف وراء عمليات اغتيالات استهدفت بعضهم.

تقرير: عبدالملك هادي