المشهد اليمني الأول/

وسط تكتم شديد تجري الرياض حواراً مباشراً مع صنعاء في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، بغية (وقف نهائي للحرب) على بعد أشهر من انصرام العام الخامس لاندلاعها.

ولم ترشح حتى اللحظة تصريحات رسمية عن صنعاء أو الرياض تؤكد أو تنفي خبر الحوار الذي ترعاه باكستان بين الطرفين.

إلا أن مصادر سياسية محلية مقربة أكدت حصول لقاء مباشر بين وفد سعودي سياسي عسكري مخول، من جهة ووفد أنصار الله من جهة مقابلة وبثت قناة الجزيرة القطرية يوم الثلاثاء تسريباً عن اتفاق بين الوفدين رشح عنه تشكيل ما قالت القناة إنها (لجنة عسكرية سياسية مشتركة سعودية حوثية) تتولى الإشراف على وقف إطلاق النار، وامتنع عضو (سياسي أنصار الله) عن الإدلاء بما يؤكد أو ينفي حصول اللقاء في معرض إجابته على سؤال الجزيرة حول التسريب، إلا أنه قال إن صنعاء لا تمانع كمبدأ من إجراء حوار مباشر  ينهي العدوان مع من وصفهم بـ(أصحاب القرار في الرياض وأبوظبي)…

في سياق متصل كانت السعودية قد لجأت إلى باكستان للتوسط بينها وبين إيران مطلع الشهر الجاري، وكانت (وول ستريت جورنال) نشرت خبراً نهاية الشهر الفائت عن (دفع أمريكي للرياض إلى حوار مباشر مع الحوثيين) لاسيما عقب هجمات أرامكو التي شنتها القوات الجوية والصاروخية اليمنية على منشأتي (بقيق وخريص) وأدت إلى تعطيلهما و خفض إنتاجية المملكة من النفط إلىالنصف بمقدار ما يربو على خمسة ملايين برميل بحسب تصريحات سعودية رسمية…

وإذ أطلقت صنعاء مبادرة أحادية لهدنة عسكرية داعية الرياض للرد بالمثل، تكشفت عمليات الجيش اليمني واللجان الشعبية عن انتصارات كبرى على جبهات الحدود مع السعودية أدت إلى انهيار شبه كلي لخطوط ومحاور الدفاع والهجوم المختلطة للجيش السعودي بات على إثرها الطريق ممهداً أمام قوات الجيش واللجان إلى عمق مدن الجنوب السعودي الكبرى في نجران وعسير وجيزان، الأمر الذي تضافر مع هجمات أرامكو في جعل الرياض أنضج من ذي قبل للشروع في حوار مباشر وعاجل ينهي الحرب فالبديل عن ذلك هو انهيار جنوبها واقتصادها بالكامل وبالنتيجة إصابة دورة الاقتصاد العالمي بجلطة مميتة.

وبالعودة إلى تسريب الحوار الجاري في إسلام أباد بين الرياض وصنعاء قالت المصادر إنه يتمفصل إلى مراحل تبدأ بوقف نهائي للعمليات العسكرية على الجانبين تدرجاً إلى حوار حل سياسي تمكن الرياض أدواتها من الانخراط فيه بمنأى عن تبديد الوقت والمماطلة عبر وضع شروط تعجيزية والتفاوض عن أجندات خارجية لا تمت بصلة لطبيعة الخلاف بين مكونات العمل السياسي اليمني.

في سياق لصيق، شرعت قوات الإحتلال الإماراتي في الانسحاب من عدن المحتلة ووصف مراقبون هذا الانسحاب بالجدي بالنظر إلى انعدام إمكانية أبوظبي لسبيل تتلافى به ضربات قاتلة لعمقها ومدنها الكبرى سوى أن تصدق في انسحابها.