مقالات مشابهة

خلافاً للعالم… تحتفل المرأة الموريتانية بطلاقها!!

المشهد اليمني الأول/

خلافاً للمرأة في دول العالم، تحتفل المرأة الموريتانية بطلاقها وتقام لها الاحتفالات والولائم وتُرفع الزغاريد وتُقرع الطبول، إيذاناً بعودتها إلى بيت أهلها الذي ترى فيه قصر كرامتها المنيف، وحيزها الجغرافي الذي تلجأ إليه كلما غادرها الزوج.

وتبدأ مرحلة جديدة لا يعتريها فيها نقص ولا وجل ولا أثر تجربة فاشلة، ولا يحاسبها المجتمع على ذلك، وتتساوى حينها مع النساء اللواتي لم يتزوجن.

حفلات المطلقات

لحظة إشعارها بالطلاق من طرف زوجها تنتقل المرأة الموريتانية من بيته إلى بيت أهلها برفقة أبنائها وبناتها، فتستقبلها أمها وأخواتها بالزغاريد وتضرب لها الدفوف وتقرع لها الطبول، فرحاً بعودتها وخلاصاً لها من الارتباط الأسري بذلك الزوج الذي يتحول إلى مائدة دسمة للنقد والسب أحياناً، على الرغم من أنه كان بالأمس القريب محط احترام وتقدير وإشادة بحسن إكرامه لها والإحسان إليها.

وتنظّم صديقات المطلقة حفلاً على أنغام الموسيقى، يحضره بعض الشعراء ويتغنوا بمحاسنها وجمالها، وتُتناقل أشعارهم لتصل إلى أكبر عدد من المرشحين المحتملين للزواج بها.

وفي بعض المناطق الموريتانية يتوجب على أحد العزاب الرجال تنظيم حفل الطلاق لها، وهو ما يسمى لهجياً بـ”التحريش”، لإغاظة طليقها علّ الغيرة تدفعه للرجوع عن قراره.

ويتعهد العازب الذي ينظم الحفل بالتظاهر بحبها والتغزل بجمالها وأخلاقها ووصف زوجها بالغباء وانعدام الحظ، فكيف له أن يُزيّن بيته بهذه الزهرة الندية ثم يطلقها.

ولفهم صورة المرأة المطلقة في المجتمع الموريتاني، لا بد من التوقف عند صورة المرأة بغض النظر عن كونها مطلقة أو عزباء، فالرجل الموريتاني ينظر إليها نظرة موحدة.

وغالباً ما تثير المرأة المطلقة قريحة الشعراء، فينشدون فيها الأشعار الفصيحة الجزلة والأشعار الشعبية، ولا يشكل ذلك إلا جزءاً من صورة المرأة الموريتانية في ذهن الرجل.