مقالات مشابهة

أمريكا والرهان على العملاء

المشهد اليمني الأول/

تصر أمريكا (الشيطان الأكبر) على أن تقحم نفسها ، وتحشر أنفها في شؤون الدول وتسعى للهيمنة وفرض نفوذها عليها بقوة السلاح الذي تمتلكه ، وبواسطة الأيادي والأذرع العميلة المرتهنة والموالية لها داخل هذه الدول أو عبر تلك الأنظمة التي تمثل مستعمرات خاضعة لها ، مقابل قيام أمريكا بحمايتها ودعم تسلطها على رقاب شعوبها المستضعفة التي لا حول لها ولا قوة ، المحكومة بالحديد والنار ، والتي تتعرض لصنوف التعسف والاستبداد والاستعباد والتسلط.

حيث تراهن أمريكا في منطقة الخليج على أنظمة البترودولار لتنفيذ أجندتها الاستعمارية الاستغلالية والتي تستهدف سيادة المنطقة وثرواتها ومقدراتها ، حيث نجحت في إقامة العديد من القواعد العسكرية في دول الخليج لتكون منطلقا لمؤامراتها ومخططاتها العدائية التآمرية ، حيث لعبت هذه القواعد دورا محوريا في احتلال العراق والاعتداء على سوريا والمشاركة في العدوان على بلادنا ، كما عملت أيضا على استخدامها كأوراق ضغط وإرهاب لدول المنطقة.

أمريكا تريد أن تكون متزعمة للعالم ومهيمنة عليه ومتسلطة على رقاب الشعوب ، ولذلك تعمد إلى شراء الذمم وكسب الولاءات وصناعة العملاء والخونة وتمكينهم من التسلط على رقاب الشعوب بحيث تكون لها الكلمة ، ولكنها رغم كل ذلك ، تفشل في تحقيق كل أهدافها بفضل الله وتأييده ، ومن ثم نتيجة وعي وصحوة الشعوب الحرة المقاومة التي تعشق الحرية وتعاف حياة العبودية والارتهان للخارج ، حيث تمثل هذه الصحوة التي تنعم بها شعوب محور المقاومة مصدر قلق وإزعاج للمشروع الأمريكي في المنطقة ، ولذلك نجد أمريكا مصرة على أن يكون لها الحضور اللافت فيها من خلال دعمها وإسنادها للعملاء والخونة ووقوفها إلى صفهم ، وتبنيها لمطالبهم ومشاريعهم التآمرية التدميرية التي تصب في خدمة توجهاتها ، ولكن الإخفاق والفشل يظلا محصلة كل ذلك نظرا لوعي وبصيرة هذه الشعوب الحرة ، وفهمها العميق للأهداف والمخططات الأمريكية ، ووقوفها على طبيعة المؤامرات التي تحاك ضدها.

في العراق وعقب الاحتلال ظنت أمريكا بأنها باقية هناك ولكن الحراك الشعبي الثوري المقاوم سيدفعها للرحيل عنوة وخصوصا بعد ارتكابها جريمة اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما ، وما هو حاصل اليوم في العراق يؤكد على أن رهان أمريكا على العملاء رهان خاسر ، والحال من بعضه في سوريا ولبنان وفلسطين وتونس وليبيا واليمن ، حيث راهنت أمريكا على الخونة العملاء في تلكم البلدان بالإضافة إلى العملاء الخليجيين لتحقيق أهدافها وتعزيز نفوذها وتسلطها وهيمنتها والحصول على المزيد من المكاسب المادية والمصالح الاستراتيجية ولكنها قوبلت بحالة وعي غير مسبوقة ، أسهمت في إجهاض كافة مخططاتها ومشاريعها بعد أن وصل الوعي القومي الإسلامي القرآني إلى أعلى مستوياته.

بالمختصر المفيد، المقاومة الإسلامية الحرة غير المؤدلجة التي تؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها والذود عن حماها وحماية مقدساتها ، هي من تؤرق مضاجع الأمريكان والصهاينة ، لأنهم يدركون بأن هذه الشعوب هي من ستجتثهم وستفشل كافة مخططاتهم ، وستكبح جماح الخونة والعملاء وستحاصرهم في زاوية ضيقة جدا ، بالوعي والبصيرة وبالثقافة القرآنية المحمدية الإيمانية ، ثقافة المقاومة والتحرر ، ثقافة السيادة والاستقلال ، ثقافة الثورة على كافة أشكال الوصاية والاستعباد ، ثقافة التمسك بالثوابت الوطنية والقومية الإسلامية وقضاياها المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، التي تسعى أمريكا لنسفها بالتنسيق مع الخونة العرب من آل سعود وآل نهيان ومن دار في فلكهم ، والتي يقف محور المقاومة ضدها ويسعى لعدم تمكينها من تمرير ما يسمى بصفقة القرن بشتى الوسائل والأدوات والأساليب الممكنة ، وهو ما يؤكد على الحقيقة التي لا شك فيها بأن رهان أمريكا على العملاء والخونة رهان فاشل فاشل فاشل، هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالفتاح علي البنوس