المشهد اليمني الأول/

مرت 3 أعوام على أسر «حمار نهم»، وهذا كان آخر إنجاز تحققه قوات ما تسمى الشرعية المدعومة من التحالف الأمريكي السعودي في الجبهة الاستراتيجية المطلة على العاصمة صنعاء، الجبهة التي عول عليها العدوان كثيراً، وكان يحلم أنها ستكون بوابته المفتوحة لاحتلال العاصمة، ولكنها كانت بفضل المجاهدين «الأبطال» في الجيش واللجان الشعبية بوابة مفتوحة إلى جهنم وبئس المصير، خسر فيها المرتزقة مئات المقاتلين، وانتهى بهم المطاف «بالانسحاب التكتيكي»، وهو ليس بجديد عليهم، ففي كل جبهة يقاتلون فيها تغيب مصطلحات الميمنة والميسرة والتقدم والزحف، ولا يحضر سوى مصطلح الانسحاب التكتيكي، علماً أنه انسحاب الهزيمة وفرار بمن تبقى من جنود وعتاد.

لن يتوقف الأمر عند إعلان وزير دفاع المرتزقة المقدشي الانسحاب من «جبهة نهم»، فالأيام القادمة ستشهد تكتيكات للفرار والهزيمة أمام ضربات الجيش اليمني من كل الجبهات حتى تتطهر كل الأراضي اليمنية شمالاً وجنوباً. وتذكروا هذا الكلام جيداً.

إن الانسحاب من جبهة «نهم» أو «الفرضة» لا يعتبر الأول للمرتزقة وشرعيتهم المزعومة وتحالفهم المهزوم، فالإمارات سبق أن عنونت فضيحة خروجها من الجبهات بالانسحاب التكتيكي، وفي جبهة الملاحيظ الحدودية أعلن جيش المرتزقة في أكتوبر 2019 الانسحاب التكتيكي، وترك عدد من المواقع القتالية خوفاً من سقوط المزيد من الأسرى بأيدي الجيش واللجان الشعبية، مبررين ذلك بتعرضهم لخيانات من بعض قادتهم العائدين إلى صنعاء.

قبل ذلك، وفي سبتمبر 2019، شاهد العالم أجمع الانسحاب غير التكتيكي لقوات السعودية ومرتزقتها في محور نجران بعملية «نصر من الله» التي لم يترك فيها الجيش واللجان مجالاً «للتكتيك»، وكان المئات من المقاتلين المهزومين يساقون إلى «الأسر» أمام عدسات الكاميرات.

وفي أبريل من العام الماضي أيضاً أعلنت مليشيا المرتزقة التابعة للمجلس الانتقالي الموالي للإمارات، الانسحاب التكتيكي من مواقعها في جبهة مريس بمحافظة الضالع بعد تعرضهم لما وصفوه بالخيانة التي تسببت بمقتل وإصابة العشرات منهم، ما دفعهم للانسحاب.

وفي جبهة الخوخة بالساحل الغربي، وأمام الضربات المتتالية على معسكرات المرتزقة، أعلنت وسائل إعلام العدوان عن الانسحاب التكتيكي لقوات المرتزقة عن طريق البحر، وذلك لإعادة ترتيب الصفوف والتنسيق التام مع التحالف، وفي الساحل الغربي أيضاً أعلنت قوات ما تسمى المقاومة الجنوبية بمنطقة موزع الانسحاب من معسكر «خالد» بعد مقتل العشرات من أفرادها بالألغام في محيط المعسكر، وقبلها في حيس والجراحي والجاح والتحيتا والمخا والوازعية كلها معارك خاسرة للمرتزقة انتهت بالانسحاب، ولم تخل من الاتهامات المتبادلة بين المرتزقة الذين يرمون فشلهم تارة إلى التحالف الذي لم يغط تحركهم بالطيران، وتارة أخرى يتهمون بعضهم بالخيانات، وكلهم خونة للوطن وشرفه وسيادته.

في هذا العمود لن أستطيع أن أسرد لكم كل انسحابات الفشل والهزيمة لقوات التحالف ومرتزقته، فالأمر يحتاج إلى كتب ومجلدات، ولكني أتساءل اليوم عن حالة «مرتزقة الفنادق» ومرحلة الإحباط التي وصلوا إليها بعد فشل كل رهاناتهم، وفي القريب العاجل سنشاهد جميعاً خسائرهم في جبهات نهم ومأرب والجوف موثقة بالصوت والصورة.

بقلم/ عبد الحافظ معجب