مقالات مشابهة

ماذا بعد سقوط خلايا الانقلاب ..؟

المشهد اليمني الأول/

عبدالفتاح حيدرة

أعلنت وزارة الداخلية سقوط خلايا الانقلاب العفاشي ، وانكشف المستور ، الذي تديره شخصيات وأحزاب شاركها انصار الله الحكم والسلطة ، وهي تعمل في مشاريع تثوير الشعب اليمني من الداخل ضد من سامحهم وآواهم واحتواهم ودافع عنهم ومكنهم ، وما كان إلا أن يأبى الله، فأحبط أعمالهم، وانكشفوا تباعا لجهاز المخابرات والأمن..
وحتى لا نغرق ،علينا أن نعي جيداً أن مشاريع خلايا الانقلاب هذه لا تستهدف حركة انصار الله فقط، بل تستهدف كل ما هو يمني ، تستهدف تفكيك هوية الشعب اليمني وتدمير الجيش اليمني وتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم ، لهذا سقطت خلايا وشخصيات الانقلاب التي عملت في مشاريع تتبناها وتدعمها وتخطط لها (أمريكا وإسرائيل وبريطانيا) وتمولها (السعودية والإمارات)..
مشاريع الانقلاب هذه، ليست وليدة اللحظة ، إنها نتاج تخطيط ممنهج ومدروس، توسعت وكبرت في الحرب على اليمن، نتيجة الصمود والثبات اليمني، لقد بدأت هذه الخلايا الانقلابية بحروب تجويع إيران وتطييف لبنان وتقسيم السودان وتدمير العراق ودعشنة سوريا وامتلاك ليبيا ، ولنا أن نتخيل اذا كانت كل هذه الدول قد نفذت في كل دولة مشروعاً واحداً على حدة ، فإن كل تلك المشاريع مجتمعة كانت من نصيب اليمن حربا وتجويعا وتطييفا وتقسيما وتدميرا ودعشنة وامتلاكا منذ خمسة أعوام..

لنعِ جيدا بعد اليوم أن مواجهة كل مشاريع هذا الشر الانقلابية ، لم تعد من واجب ومسؤولية الأجهزة الأمنية فقط ، بل أصبحت من واجب ومسؤولية كل مواطن يمني ، ولا يمكن هزيمة خلايا الانقلاب هذه إلا بوحدة الصف الشعبي اليمني وتماسكه بهويته اليمنية الإيمانية والوطنية ، ولا يمكن توحيد الصف الشعبي اليمني وتعزيز هويته الإيمانية والوطنية إلا بوجود العدالة ، فالعدالة هي الأرض الصلبة التي تبني عليها الشعوب وحدتها وتماسك صف هويتها ، والكفاءة هي الطريقة الوحيدة التي تستطيع أن تدير تلك عملية العدالة..

إن العدالة هي جوهر الهوية اليمنية الإيمانية، والكفاءة هي سيف ودرع الصمود والثبات اليمني ، العدالة حالمة رحيمة ، والكفاءة قاسية متوحشة ، ومع هذا، ففي كلتيهما روح من الأخرى ، فإن لم تنتصر العدالة لدماء وتضحيات وبطولات الشعب اليمني ، انتقمت لها الكفاءة ، وهذا هو سر الصمود اليمني تجاه كل مشاريع الخلايا الانقلابية القذرة..
اليوم بتنا نعلم جيدا أن كل مشاريع التبعية والارتهان ومشاريع الانقلابات ومشاريع الشر في المنطقة هزمت وولت إلى زوال ، ولهذا لجأت كل دول الشر المهزومة لتحريك هذه الخلايا، لدفع المجتمعات للتظاهر والغضب تحت حجج ومطالب حق يراد بها باطل ، وكلنا شهدنا في العراق ولبنان وايران ، كيف بدأ يتحرك المجتمع ضد نفسه، وذلك لسببين ، استغلال انعدام العدالة ، وتغييب الكفاءة ، بهذين السببين يمكن لأعدائك أن يحركوا الشارع ضدك في أي وقت ، ولك ان تتخيل عدد مشاريع خلايا الشر الانقلابية لتحريك الشعب اليمني ضدك وأنت في حالة حرب وعدوان وحصار ..

يا سادتي أن من أكبر الخطايا السياسية وأخطرها ، هي المراوحة في نفس المكان ، ألا نتقدم إلى الأمام ، وأن نتراجع للخلف دوما ، وهذا هو هدف زراعة ودعم الخلايا الانقلابية، صناعة حالة الجمود ضد حركة التاريخ ، وأن لا تؤدي إلى أي تغيير ، ودفعة للمساهمة بشكل أو بآخر في دعم صناعة تيارات التبعية والارتهان وتقوية عضد أحزاب الخيانة والعمالة ، وإنشاء قادة الحروب وجيوش الاحتراب الداخلي ، وتؤسس للهزيمة الدائمة والبؤس الشعبي والاجتماعي ، وتقف عائقا أمام كل احتمالات النصر..

من اليوم لنبحث عن أصل المشكلة ، ونتخلص منها من جذورها، بإطلاق مشروع العدالة ، وتمكين الكفاءات من إدارة مؤسسات الدولة ، وكفوا عن إطلاق الأحكام المطلقة التي لا تعبر عن جوهر الحقيقة ، بل تعبر عن القدر النسبي من المعلومات التي تتوفر بالتحليل والاستنتاج المبني أصلا على أحكام زرعتها ودستها لكم هذه الخلايا الانقلابية ، ولا تركنوا لعشاق الديمقراطيات الزائفة ، ولا لمدى موضوعيتهم في استخدام أدوات المحاصصات والمشاركات السياسية لتسيير قراراتكم، والتي تصوركم دوما في صورة من وحل الاستبداد والفساد ، ولكم في محافظة (إب) خير دليل على انتشار كافة مشاريع خلايا الانقلاب هذه ، والله شاهد علينا وعليكم وهو المستعان والناصر.