مقالات مشابهة

68 مبادرة مجتمعية أنتجت 68 مشروعاً خدمياً في مجال الطرقات في حجة تُجسَّد الصمود في مواجهة تحديات العدوان

المشهد اليمني الأول/

كسر اليمنيون رهانات العدوان ومواجهة تداعيات الأزمة الصعبة علی البلد، ببوادر أمل تسهم في تجاوز التحديات وتشكِّل نقطة ضوء للمضي في إصلاح واقعهم الراهن.

بدأ أفراد المجتمع بوعي يواجهون التحديات تخطيطاً وتنفيذاً بمشاريع صغيرة تسد فجوة الانتظار وقطار الإحباط ومواجهة ما يفرضه استمرار العدوان من معاناة وصعوبات جمة بمبادرات طوعية أنموذجية.

ونجحت مناطق عديدة بتلاحم أبنائها في تنفيذ مشاريع حيوية في شق ومسح طرقات وبناء حواجز مائية وجدران ساندة للعبور إلی مسالك خدمية لتلبية الاحتياجات في ظل صعوبات المرحلة الاستثنائية.

وتمثل محافظة حجة أنموذجاً للمبادرات المجتمعية وعنوانا لتجسيد الصمود كغيرها من المحافظات التي تتشكل فيها ملامح متنوعة ومظاهر خاصة لمواجهة العدوان السافر.
نموذج الالتفاف والاصطفاف وتقاسم المعاناة خلق في النفوس روح المبادرة والدافع للمضي خطوة واحدة في مشوار الألف ميل، فنتج عن ذلك خطوات متتالية وسباق ايجابي تحفزها قيادات وإرادات صلبة تنظر للمستقبل بأفق واسع وللواقع بجهود تستشرف الأمل.

وأثمرت جهود مشتركة تبنی تشجيعها وتحفيزها محافظ حجة كمنطلق لترجمة توجهات القيادة السياسية واستشعارا للمسؤولية الدينية والوطنية في التخفيف من الصعوبات الماثلة، في تدشين مصفوفة مبادرات ذاتية تسهم في تلبية الخدمات للمجتمع بأيادي أبنائها.

تخطي المستحيل
تجارب ملهمة تعلِّم اليمنيين أن الأحلام ستصبح حقيقة لكي يشقوا دربهم نحو المستقبل بوعي وصمود لمواجهة التحديات التي يحيكها الأعداء ضد اليمن وشعبه، مع يقينهم الشديد أن هذه التحديات تمثل مصدرا حقيقيا للأمل والتطوير التنموي بمعاولهم وما تجود به أياديهم.
هذه المبادرات المجتمعية تشكل جزءاً مهماً من مبادرات كثيرة وتجارب ملهمة تنفذها قيادة محافظة حجة في إطار الخطة الاستراتيجية لإدارة الأزمة الراهنة التي يتعمد العدوان اللجوء إليها لاستهداف حياة اليمنيين جراء ما يلحق به من انتكاسات عسكرية في عدوانه على الشعب اليمني.

وفيما يحاول تحالف العدوان تغيير سياسته الممنهجة واستراتيجيته في استهداف مقومات الحياة بعد تدمير كافة مقدرات الشعب اليمني، استطاعت مناطق عديدة خلق فرص ايجابية لتحقيق متطلباتها الخدمية وسط صعوبات مادية لم تحل دون أمانيهم في تنسيق الجهود للإسهام في البناء قدر المستطاع.

مؤشرات
لا يوجد شكل واحد للعطاء مهما كانت طبيعة المشقات ومرارة ما يفرضه العدوان من صعوبات، وبرزت أنشطة فاعلة وخارطة مبادرات ومشاريع مجتمعية في المحافظة التي تضم 31 مديرية لتلبية متطلبات مناطقها الواسعة، وجسدت همم الرجال نافذة أمل للمساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم.

وبالصبر والهمم العالية أصبحت عدد من الطرق المنحوتة سالكة للوصول إلى أكثر المناطق وعورة وارتفاعاً في محافظة حجة، وبإرادة أهلها وسواعد رجالها واهتمام قيادتها أنجزت 14 مديرية أكثر من 68 مبادرة في تعزيز البنية التحتية أغلبها مشاريع طرق تسمح لآلاف المواطنين بالتنقل بسلاسة لقضاء حوائجهم اليومية.
وتجلت ثمار المبادرات الذاتية في تنفيذ 59 مشروعاً ويجري العمل حالياً في تسعة مشاريع أخری.

وبينت إحصائية صادرة عن إدارة المبادرات المجتمعية بديوان المحافظة انه تم تنفيذ 21 مبادرة في مديرية بني العوام و13 في مديرية كعيدنة وثمان في مفتاح وأربع في مبين وست في كحلان عفار وثلاث في كحلان الشرف وثلاث في أفلح اليمن وثلاث في وشحة وثلاث في المحابشة ومبادرتين في خيران المحرق وواحدة في نجرة وواحدة في أفلح الشام وعدد من المبادرات في مديريات الجميمة وقفل شمر.

وتوزعت المبادرات على 27 مشروعا ذاتيا لمسح طرق و10 في شق طرق و25 رصف طرق وبناء جدران ساندة ومبادرتين في توسعة طرق وأربع في بناء حواجز ومسح وترميم جدران ومصدرات زراعية وموصير مشروع مياه..

رؤية قيادية
وتجسيدا لمصفوفة الرؤية الوطنية لبناء الدولة وفي ضوء ما تتضمنه من أفكار لإيجاد مبادرات ملهمة تلامس احتياجات الناس لصنع تغيير إيجابي وسط ركام القصف تتعزز الجهود لأخذ زمام المبادرات والمساهمة الفاعلة لإحداث فارق حقيقي في الانتصار علی مجمل التحديات.

وفي هذا السياق يؤكد محافظ حجة هلال الصوفي أهمية إطلاق مبادرات وحملات مجتمعية متنوعة تسعی أولاً وأخيراً إلی جعل العطاء قيمة راسخة وممارسة متواصلة من خلال أعمال بسيطة تُحدث تأثيراً بالغ المدی لترسخ قيم التماسك والتكافل والتلاحم المجتمعي.

وأوضح أن متطلبات المرحلة وحجم المسؤولية استدعت إنشاء إدارة للمبادرات المجتمعية بديوان المحافظة تتولی التنسيق مع قيادات السلطة المحلية في المديريات ومتابعة حشد الجهود لتنفيذ خارطة مبادرات ذاتية تسهم في تحسين الخدمات بتعاون أبناء المجتمع.. مبينا أن تشجيع هذه المشاريع أولوية مهمة لما من شأنه تنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة.

ولفت إلى أن تلك المبادرات أسهمت في إصلاح معدات وتنفيذ مشاريع خدمية في مجال الأشغال والطرق والمياه وغيرها.. مؤكدا أن الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد تستدعي تضافر جميع الجهود لتنفيذ المشاريع والانجازات وضمان تقديم جميع الخدمات للمواطنين والاستمرار في رفد الجبهات لمواجهة العدوان .

وأشار المحافظ الصوفي إلى أن تنفيذ هذه المبادرات يأتي في إطار وعي أبناء المحافظة لحجم المؤامرة الخارجية في صورة تعكس صوابية التحرك لمواجهة التحديات والنهوض بالمسئوليات الملقاة على عاتق الجميع في ظل المواجهة المصيرية للوطن ضد قوى الاستكبار العالمي.

كما أكد حرص أبناء حجة على الاسهام في مواجهة تداعيات المرحلة وتعزيز الهوية الإيمانية بالتلاحم والالتفاف إلى جانب القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وتفويت الفرصة على العدوان للنيل من النسيج المجتمعي مستندين إلى هوية مكانية وحصيلة ثقافية جامعة لمفردات الهوية ووعي وإصرار لقهر التحديات وتحقيق تطلعاتهم في الإعمار والتنمية.

وشدد الصوفي علی ضرورة توجيه وتحفيز طاقات المجتمع لإبراز روح المبادرة الوطنية والتلاحم المجتمعي وإيصال رسائل للعالم باستمرار صمود اليمنيين في مواجهة تداعيات العدوان ومخططاته وتحصينهم من الانهزام والاستسلام والعمل على تحقيق رفعتهم ومكانتهم.
مسؤولية مجتمعية

لم تعد المسؤولية المجتمعية حكراً على فرد أو جهة بعينها، وإنما باتت اليوم جزءاً لا يتجزأ من حياة اليمنيين بمختلف مكوناتهم ومشاربهم تجسيدا للهوية اليمنية الأصيلة في تعزيز قيم العطاء لمبادرات تهدف إلى غرس ثقافة مجتمعية تساهم في النهوض وتعزز تمكين الهمم بنماذج وشواهد حية لأفراد المجتمع.

حيث أشار مدير عام مكتب التخطيط بالمحافظة عبد الرحمن الملحاني إلی تبني قيادة المحافظة خطة استراتيجية يجري تنفيذها لمتابعة متطلبات تحسين التنمية المحلية عبر إطلاق مشاريع المبادرات الذاتية لتحفيز المجتمع علی تنفيذ مبادرات نوعية تشكل النواة لمواجهة صعوبات المرحلة.

وأوضح أن الوحدة التنفيذية المكلفة بمهام متابعة تنفيذ مشاريع الرؤية الوطنية ستسهم في تعزيز انجاح هذه المبادرات والتوسع في خارطة تحفيزها في مديريات المحافظة.. لافتاً إلى نجاح عشرات المشاريع الطوعية التعاونية خلال الفترة الماضية .

من جانبه أشار مدير عام مديرية كعيدنة أحمد جناح إلی دلالات المبادرات الذاتية وتبني تشجيعها سيما واليمن يقترب من تدشين العام السادس في مواجهة العدوان واستمرار القيود المفروضة على التنمية وتحسين الخدمات.. منوها بوعي المجتمع ومعنوياته وقناعاته في العمل والكفاح والمشاركة في تحقيق المصلحة العامة.

فيما أكد مدير عام مديرية بني العوام رصاص النمر أن المبادرات التي تحققت خلال العام الماضي مثلت حافزا لمناطق أخری على الانطلاق في استثمار الجهود والطاقات لردم فجوة الاحتياجات الخدمية.

وأوضح أنه يجري التنسيق لتنفيذ مشاريع ذاتية تعزز التجربة والنجاح في كسر حاجز الاتكال على دعم المنظمات أو انتظار بوادر الفرج لتتمكن الحكومة من تبني مشاريع بمقدور أبنائها الاسهام الفاعل في تحقيقها ولو بسواعدهم وأكتافهم.

وبدخول العام السادس من الصمود تمثل هذه المشاريع الذاتية مطلباً أساسياً ضمن خيارات المواجهة التي يخوضها أبناء الشعب اليمني لصد المخططات التي تتربص باليمن والمؤامرات التي تستهدف تعطيل شؤون حياة أبنائه وتدمير البنية التحتية والخدمات.