المشهد اليمني الأول/

كما تعودنا في الأنظمة الملكية يتم انتقال السلطة بسلاسة وبرعاية الغرب طبقاً لقاعدة “مات الملك عاش الملك”، ومنها النظام السعودي، وأيضا كما نعلم أن إقصاء الملك من العرش الملكي وتعيين ملك آخر يتم من واشنطن وبالسفير الأمريكي في الرياض الذي أعطى الملك سعود بن عبد العزيز مهلة 72 لمغادرة السعودية، وعلماء الوهابية يصدرون فتوى بخلع ولي الأمر سعود ويبايعون فيصل ملكاً، حدث ذلك في القرن العشرين، ثم حدث في القرن الواحد والعشرين بدعة ولي ولي العهد وبدعة أهل البيعة من العائلة كحيلة سياسية لنقل العرش من أبناء المؤسس إلى حفيد المؤسس محمد بن سلمان في ظل وجود أبناء المؤسس “مقرن وطلال وأحمد بن عبدالعزيز”، بالمخالفة للإتفاق الذي تم بين ضابط المخابرات البريطانية “برسي كوكس” الصهيوني والسلطان عبد العزيز بن سعود، والذي نص بأن الحكم يكون لعبد العزيز بن سعود وأولاده من بعده.

وكذلك كانت وصية عبدالعزيز لأولاده، فالحكم من بعده لأولاده حسب السن، ولا مكان لشيء أسمه هيئة البيعة وولي ولي العهد، فالحكم سلس بالمؤسس والأبناء من بعده حسب السن؛ ومن جهة أخرى وحسب الواقع والأحداث طبقاً لمصالح الصهيونية والغرب الرأسمالي الإمبريالي بحادثة خلع سعود وتثبيت فيصل، وكذلك حادثة طرد ماسُمى بالأمراء الأحرار الثلاثة من السعودية وحصولهم على اللجوء السياسي في مصر عبدالناصر وهم المطالبين بالمملكة الدستورية والإصلاحات السياسية في ستينات القرن الماضي، وطبقاً لديمقراطية الغرب.

وفي القرن الحالي، واقعة ولي ولي العهد وخلع مقرن وتجاوز أبناء المؤسس نحو الحفيد، وعلماء الوهابية بالفتوى والبيعة وهذه المرة بنسخة ونكهة جديدة، ملك شاب وترفيه وأصنام وخمور حلال وسياحة يهودية في الحجاز وقناة للتبشير المسيحي الصهيوني في بلاد الحرمين وإسرائيل توحيد وصديق، ما ينسف كل ما قيل على مدى ثلاثمائة عام وأكثر عن بدعة التوحيد الوهابي في بلاد الحجاز والمسلمين، وعن قاعدة الحكم عبد العزيز وأبنائه من بعده التي لم تعد تتناسب مع المشروع الصهيوني في هذا القرن وصفقة القرن.

لذلك نرى الغرب والصهيونية تفعل فعلها بالنظام السعودي ومن الداخل وبشخص متعطش للسلطة فأنكر وجحد الغرب والصهيونية لكل ما فعله عبدالعزيز ومحمد بن نايف والتكفير الوهابي للغرب واليهود بالوطن العربي والإسلام بنقض الحكم في السعودية، وكما يقولون الشرعية شرعية كوكس، ولمصلحة البديل بن سلمان، ومن الأبناء للحفيد وبإسلام سعودي وهابي جديد بالخمور الحلال وبشرعية ترامب، وربما الجغرافيا تتوسع نحو المهرة وحضرموت اليمن، وربما تتقلص بتوسع قطر في السعودية ولتدشين عهد جديد في المنطقة، وكما يقولون الشرق الأوسط الجديد.

ومن صباح يوم الجمعة أمس الأول والأخبار تتوالى من مملكة الرمال والنفط والتكفير والعدوان، مات الملك مات ولي العهد، وأخبار القناة الأولى الرسمية السعودية، وفي نشرتها الساعة الواحدة من يوم الأحد 8 مارس لم تبث أخبار عن العائلة الحاكمة بالنشاط السياسي، وكذلك الحكومة وسط أنباء متضاربة عن فاة ولي العهد من قناة البحرين وابن ولي ولي العهد من وكالة البحرين الرسمية ووفاة الملك سلمان من تل أبيب وبصفحة الإعلامي الصهيوني الشهير “أيدي كوهين” صاحب النبوءات المؤكدة بوفاة سلمان، والتهنئة لمحمد بن سلمان فهو الملك من قبل ومن بعد، ولذلك هو الخبر اليقين صهيونياً.

وهنا نتسائل هل ينقلب السحر على الساحر ويكون سلمان هو آخر ملك للكيان السعودي في ظل إنقسام غير مسبوق في العائلة الحاكمة سياسياً ووهابياً بانتفاضة لأبناء نجد والحجاز واستعادة هوية بلاد الحرمين الشريفين بالإيمان والإنسان والمقدسات، أَم لا سمح الله يتم إستنساخ كيان جديد واسلام صهيوني مسيحي بتوحيد القرن الواحد والعشرين، وما هو موقف اليمن والمحيط والعالم؟ كل ذلك برهن الأحداث القادمة، كوهين أو الإرادة الإيمانية تنتصر، لنتابع.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي