مقالات مشابهة

شذاذ الآفاق

المشهد اليمني الأول/

اليمن كانت ولا تزال أرضاً بكراً بثرواتها المتنوعة ومعالمها التاريخية وآثارها المكتشفة وغير المكتشفة التي تدل على حضارتها وأصالتها وإنسانها المتميز ولذا فقد كانت وما زالت مطمعاً للجار القريب قبل الغريب، وما الحرب التي يخوضها اليمنيون دفاعاً عن الأرض والعرض إلا دليل متأصل في نفسية الإنسان اليمني ،فبعد انقشاع الغمة ودفن عاصفة الحزم في حزم الجوف وتطهير المحافظة من دنس المحتل الغازي والمرتزق تنفس اليمنيون الصعداء بالنصر المؤزر على المعتدي ومن يسانده ،ومن هنا يبدأ الطريق إلى مارب الحضارة والتاريخ والعراقة ..

وعلى مدى خمسة أعوام أطلقت المبادرة تلو الأخرى لإنها الحرب الظالمة على اليمن ولكن “ملوك” النفط ومرتزقتهم أخذتهم العزة بالاثم ولم يرض غرورهم سوى المزيد من غرس العداء في نفوس أبناء الشعب اليمني.

فالمجلس السياسي الأعلى وكل المكونات السياسية والثورية والبرلمان اطلقوا المبادرات تلو المبادرات والتي كان آخرها المبادرة الجديدة لإيقاف نزيف الدم وتجنيب مارب الحرب وعودتها إلى حضن الوطن والمبادرة ليست شروطاً تعجيزية بل تلامس هموم وآلام المواطن اليمني من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، ففتح الطريق من مارب إلى صنعاء وإعادة الكهرباء إلى جميع محافظات اليمن أمر ضروري وتوفير المشتقات النفطية امر حتمي ،وفي تغريدة وضع الأستاذ محمد علي الحوثي النقاط على الحروف لإيقاف الحرب المدمرة، ملامساً هموم ومعاناة الإنسان اليمني الصامد ،بصرف رواتب كافة الموظفين في الجمهورية من أجل إيقاف تجويع الشعب اليمني ،وفك الحصار والحظر الجوي ،

وكلها مطالب مشروعة لا غبار عليها، كما أن بناء الثقة من قبل التحالف لمثل هذه الخطوات ضرورة حتمية ،ولكن يبدو أن التحالف ومعه المبعوث الأممي غريفيث ومن خلال تلميحاته وتصريحاته ومعه المرتزقة بدا جلياً انهم لا يهمهم شعباً، كل ما يهمهم هو ما تقوله السعودية التي تحاول أن تتوسع أكثر في مساحتها على حساب اليمن واليمنيين وعلى حساب سلطنة عمان وشعبها الأبي،

وجهال زايد لصوص الأشجار النادرة والذهب والأحجار الكريمة يسعون في محاولة لتمزيق اليمن والاستيلاء على مياهه الإقليمية وتجميد الموانئ اليمنية ،فلعبة أبوظبي قد بدأت بالتحرير في حقائب التدريب وبناء المعتقلات وإنشاء مليشيات، فالدرهم الإماراتي ينافس الريال السعودي ووظِّف في تدمير اليمن بشراء الذمم ولكن اليمن عصي على كل محتل وغاصب ولا عزاء للمرتزقة واسيادهم.

فالولايات المتحدة حتى وإن استمرت في الدعم والتدمير، فحقد الشعب السعودي على محمد بن سلمان جراء الاعتقالات التعسفية والسياسة الرعناء ضد أبناء الأسرة الحاكمة “أبناء عمومته”، فهو يتلقى التوجيهات والقرارات من شذاذ الآفاق في واشنطن وتل أبيب.

فالكل ومنهم دول الخليج والجامعة العربية وأمريكا لا يهمهم سوى أمن ما تسمى “إسرائيل”، عدا سلطنة عمان الشقيقة المرنة والمتَّزنة في سياستها التي لا تتدخل في شؤون أحد، فالولايات المتحدة ارتكبت وما تزال جرائم حرب بأسلحة محرمة دولياً في أفغانستان وهيروشيما التي أمطرتها بقنابل نووية وسوريا والعراق وغيرها.

والعجيب في الأمر أن جهال زايد لا يتحدثون عن طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبوموسى، الجزر المحتلة التي تخلَّوا عنها، فالهلع يتزايد لديهم بقوة على الشريط اليمني الساحلي والموانئ اليمنية لئلا يتسنى لمينائه العمل بعد تعطيل الموانئ اليمنية.
فالدرهم الإماراتي والريال السعودي في سباق محموم على اليمن، فالمهرة صامدة تقول: لن ترى الدنيا على أرضي وصيا..

فشذاذ الآفاق يلتقون بالمصلحة السعودية، تنفذ ما تؤمر به من واشنطن وتغازل بلد الحرمين إسرائيل الشقيقة وبكل صفاقة.
آخر الكلام

يشاع أن محمد بن زايد مصاب بفيروس كورونا والخبر مازال في طي الكتمان والأيام القادمة ستكشف المصداقية ،والشريك السعودي تتناقل الأخبار عن وفاة الملك سلمان ولكن المصدر الرسمي مازال منتظراً التوجيه.

وبيت الله الحرام مغلق بحجة “كورونا” لا يفتح إلا وقت صلاة العشاء ووقت صلاة الفجر وفي “بيت اليهودي سية”.

وفي الأخير ليس أمام ما يسمى التحالف إلا الرضوخ ولن يقدم أو يؤخر “غريفيث” شيئاً ،فهو يحاول أن يخرج تحالف العدوان بماء الوجه، لكن هيهات فالشعب اليمني قد عزم أمره وحزمه بآخر مبادرة ولا عزاء للعباءتين السعودية –والإماراتية.
___________-
علي الأشموري