المشهد اليمني الأول/

تحت عنوان “ولي العهد السعودي يستهدف خصومه لتشديد قبضته على السلطة”، كتب “سايمون كير” وأندرو إنغلاند تقريراً في صحيفة “الفاينانشال تايمز” اعتبروا فيه أن الهدف من الحملة التش شنها ولي العهد السعودي ضد أمراء من آل سعود هو تذكير بأنه لن يتم التغاضي عن أي بادرة على عدم الولاء.

وقال الكاتبان أن محمد بن سلمان شنّ حملة واسعة على أفراد بارزين في آل سعود وضباط الأمن بهدف تطهير يبدو أنه جزء من حملة لتشديد قبضته على السلطة. الصحيفة ذكرت أنه جرى احتجاز ثلاثة أمراء على الأقل، من بينهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، (77 عاماً)، شقيق الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الذي يشاع عنه رفضه لوصول محمد بن سلمان إلى العرش مضيفةً أن “الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السابق ووزير الداخلية السابق، احتجز الجمعة السابق، ويعتقد أنه كان رهن الإقامة الجبرية منذ أن تم استبداله كولي للعهد بولي العهد الحالي”.

ونقلاً عن مصدر مقرب من آل سعود تورد الصحيفة في تقريرها أن الحملة الموسعة طالت “جميع أفراد الدائرة المقربة” من الأمير محمد بن نايف، فيما قال مصدر مطلع آخر للصحيفة إن “عدد الأمراء الذين تم احتجازهم قد يصل إلى 20 أميرا، مضيفا أن عددا من الضباط والمسؤولين تم احتجازهم أيضا” لتعلق بالقول: “يبدو أن الهدف من الحملة هو تذكير العائلة المالكة بأنه لن يتم التغاضي عن أي بادرة على عدم الولاء”.

ويشير التقرير إلى أنه بالرغم من الإصلاحات الإجتماعية والإقتصادية جاء بها محمد بن سلمان لكنه لم يبد أي تسامح مع المعارضة والنقد، الأمر الذي أدخل البلاد في أكبر أزمة دبلوماسية تواجهها منذ أعوام، إثر قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مقر القنصلية السعودية في اسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

يذكر أن السلطات السعودية شنت حملة اعتقالات استهدفت ثلاثة من كبار الأمراء في عائلة آل سعود ارتفعت في أوقات لاحقة إلى أربعة وهم: الأمير نايف بن أحمد نجل شقيق العاهل السعودي، والأمير نواف بن نايف إلى جانب الأميرين أحمد بن عبدالعزيز ومحمد بن نايف، اللذان كانا قد تسلما في مراحل مختلفة منصب وزير الداخلية.

وقالت “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن السلطات السعودية أفرجت عن عدد من المعتقلين من أمراء العائلة الحاكمة ومسؤولين آخرين بعد التحقيق معهم. في حين نقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن مصادر سعودية مطلعة أن اعتقال السلطات الجمعة الماضية لثلاثة من كبار الأمراء، إنذار لباقي أفراد العائلة.

موقع “ميدل إيست آي” البريطاني نقل عن مصادر قولها إن ولي العهد السعودي قام بهذه الحملة لأنه يعتزم تنصيب نفسه ملكاً قبل قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها بالرياض في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ووفقاً لتقرير كتبه رئيس تحرير الموقع “ديفد هيرست” نقلاً عن مصادر مطلعة على ذلك المخطط، فإن “محمد بن سلمان لن ينتظر وفاة والده الملك سلمان بن عبد العزيز لأنه يرى أن وجود والده يضفي عليه الشرعية، ويسعى لاستخدام قمة العشرين كمنصة لإعلان صعوده إلى العرش”.