مقالات مشابهة

الجوف.. رمال تشتعل ومحافظة تتحرَّر

المشهد اليمني الأول/

ونحن على أعتاب العام السادس من الصمود الأسطوري الذي نحتفل بالذكرى الخامسة له بعد أيام قلائل من المعاناة والحصار المطبق والحرب التي استخدمت فيها 17 دولة أسلحتها بالمال السعودي – الإماراتي، هاهي الانتصارات تتحقق في أكثر من أربعين جبهة على أيدي أبطالنا من القوات المسلحة واللجان الشعبية.. سنحتفل بالصمود والانتصارات التي تحققت للإنسان اليمني الصابر المثابر الواثق بالله وقضيته الإنسانية وارتباطه بالأرض والمدافع عن العرض.

تحمَّل اليمني الأصيل ظلم العالم بجبروته وعدته وعتاده في الحرب الكونية التي تحالفت ضده فيها قوى الشر والطغيان والاستكبار العالمي وانتصر الشعب المقاوم رغم ترسانة الأسلحة المرعبة والقنابل العنقودية المحرمة دولياً والرشاشات والمجنزرات الحديثة والطائرات وأحدث البارجات الحربية وانكسرت شوكة المحتل – السعودي – الإماراتي- الأمريكي- البريطاني تحت أقدام الجيش واللجان الشعبية.

فالعملية القتالية الواثقة بالله وبنصره جاءت من فوهات البنادق والطيران المسيَّر والصواريخ المجنحة وغير المجنحة وغيرها من الأسلحة التي خرجت من رحم معاناة العقل اليمني المتميز والمبدع الذي أذهل العالم ..

اليمنيون الشرفاء حرروا الجوف بالكامل لأنهم أصحاب قضية هي الأرض والإنسان الصامد بمظلومية المتوكل على الله سبحانه وتعالى القريب منه بإيمانه وعدالة قضيته.. نعم عقيدة قتالية سطرها المقاتل اليمني كملحمة كبرى ستدخل في التاريخ من أوسع أبوابه، لأنها أذهلت العالم وستدرَّس في أعرق الكليات..

سقطت عاصفة الجوف في الرمال الملتهبة في مديرياتها التي تحررت وسجد المجاهدون لله شكراً وتنفس اليمنيون الصعداء بتحرير المحافظة والانتصارات التي تحققت على أعتى وأحدث ترسانة أسلحة خفيفة – معتدلة- وثقيلة وأسلحة لم يسبق لها أن استخدمت إلا على الشعب اليمني المظلوم..

أسلحة متعددة الجنسيات وأحدث ما أنتجته مصانع الغرب بفلوس ونفط “العربان” من السعودية – والإمارات.. كلها سقطت بفضل الصمود الأسطوري للمقاتل اليمني وقبائل ومشائخ الجوف الشرفاء الذين شاركوا في تطهير الجوف المترامية الأطراف الغنية بمخزونها النفطي، فلقد حاول المحتلون وأذنابهم من المرتزقة طمس معالمها لغرض الاستيلاء على أغنى مخزون نفطي، ليس هذا فحسب بل لقد حاولوا الاستيلاء على الربع الخالي، ولم تشفع للأيادي المرتعشة والقلوب المرتجفة رهانات ومخططات أسياد المرتزقة ومموليهم، وفي رمال الجوف المشتعلة أهينت ترسانة الأسلحة الفتاكة وارتعب الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني من صمود المقاتل اليمني، ذكَّرني ذلك الجندي البطل المقاتل وهو مبتور اليد، والآخر حافي القدمين، بالشجاعة والاقدام ورباطة الجأش لأبطال في الجبهات، أحدهم حمل رفيق سلاحه الجريح لإسعافه وهو بين النيران الملتهبة من أفواه المدافع والرشاشات ونجا من الموت المحقق بكبرياء وشموخ وبطولة أذهلت العالم، هذا هو الإنسان اليمني المقاتل المتأصل شجاعة في مواجهته الأعداء..

“وأبو حرب” الذي أرعب المحتل باختراقه للجبهات ، أما الهاربون من صمود المقاتل اليمني ، فقد تركوا أعتى الأسلحة، وفروا مذعورين من نيران الجيش واللجان الشعبية والمقاتل اليمني صامد في الجبهة فلم تنقذ المرتزقة مائتان وخمسون غارة جوية..

طلعات تدل على الهزيمة الكبرى للغزاة الأمريكي- الصهيوني – السعودي ومن معهم من المرتزقة متعددي الجنسيات.. الجوف تحررت بقوة وصلابة الأبطال الميامين.
فتحية للمجاهدين والأبطال الذين نقلوا الملحمة الأسطورية الحربية من الميدان دون خوف من الموت.

آخر الكلام
ما بين صمود الجيش اليمني وهزيمة المعتدي الطامع في الريال السعودي والدرهم الإماراتي، ففي قواعد الحرب المنتصر هو الذي يفرض المعادلة وهناك قوانين وقواعد سلوكية في الحروب، لكن حقد المهزوم جعله لا يفرِّق بين المدني من العسكري،

وألغى التعامل الإنساني مع المدني ، ففيروس كورونا مرض أو جائحة يمكن أن تفتك بالبشر، فقطعت وزارة صحة المناطق المحتلة كل تفاهم وبقيت المنافذ مفتوحة لكل من هب ودب، والغرض من ذلك قتل الشعب اليمني، وقد توقفت عند سماعي للأستاذ/ محمد علي الحوثي عبر رسالة مسجلة بأن العدوان يسعى لنشر هذا الفيروس للقضاء على الشعب اليمني، ولا غرابة في ذلك، فقد كانت الطائرات تحلّق في سماء اليمن وتنثر دخاناً أبيض.. فعلاً هم يفكرون بطريقة همجية،

المهم قلة التكاليف والمزيد من حصد أرواح البشر، لكن المجلس السياسي الأعلى وحكومة الانقاذ وكل المكونات الصحية اتخذوا القرار الأنسب بإعلاق المنافذ التي تحت السيطرة واتخذوا خطوات احترازية صارمة لكل قادم حفاظاً على أرواح البشر والحمد لله أن اليمن خالية من هذا الوباء وخاصة المحافظات الشمالية.
_____________
علي الأشموري