مقالات مشابهة

أزمة كورونا تعيد تشكيل نظام دولي جديد.. إيطاليون ينزعون علم الإتحاد الأوروبي ويرفعون مكانه علم الصين عرفاناً لوقوفها بجانبهم

المشهد اليمني الأول/

أقدم مواطنون إيطاليون على نزع علم الاتحاد الأوربي من بعض الواجهات بعدد من المواقع بالمدن الايطالية، ورفعوا مكان العلم الذي يرمز للوحدة الأوربية، عِلم الصين الشعبية عرفاناً لوقوفها بجانبهم في أزمة فيروس كورونا، بعدما تنكرت لهم بقية بلدان الاتحاد الأوربي وبعثت الصين خبراء ومساعدات لروما.

وأظهرت أزمة فيروس كورونا المستجد، التي انتشرت بشكل كبير في دول القارة الأوروبية، ضعفاً في مبدأ “التضامن” الذي يشكل أساس الاتحاد الأوروبي، كما أظهرت مؤسسات الاتحاد عدم فعالية، في حل هذه الأزمة الخطيرة، مرجحة المنافع القومية على مصالح الاتحاد.

كما أظهرت الأزمة الولايات المتحدة بمظهر غير مسبوق بالتخلي عن حلفائها في مختلف القارات، فضلاً عن التعامل الأمريكي مع الوباء في الداخل الأمريكي بالتعتيم والإبتزاز، في الوقت الذي سجلت فيه أمريكا اليوم الثلاثاء ثالث أكبر دولة ترتفع فيها الإصابات، مع ترشيحها لأن تكون بؤرة جديدة للوباء عقب الصين وإيطاليا.

ووصل عداد الإصابات بالفيروس القاتل إلى أكثر من 400 ألف مصاب حول العالم، فيما بلغت عدد الوفيات أكثر من 18 ألف حالة وفاة.

وكانت إيطاليا التي تعد أكثر دولة تضررت من وباء كورونا، إحدى أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين عبروا عن انزعاجهم وعدم رضاهم بسبب عدم التضامن معها.

ومع تدهور الوضع في البلاد طلبت الحكومة الإيطالية المساعدة من الدول الأعضاء في الاتحاد، كما دعت المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء لمساعدة إيطاليا.

وأعلنت فرنسا وألمانيا في البداية فرض قيود على صادرات المستلزمات الطبية كما لم تستجب الدول الأخرى لطلب المساعدة.

وكانت أول استجابة لطلبات السلطات الإيطالية، قادمة من الصين التي تبعد عنها آلاف الكيلومترات، حيث أرسلت أكثر من مساعدة إلى إيطاليا شاملة على طواقم من الخبراء المتطوعين إضافة إلى أطنان من المستلزمات الطبية.

وتلتها كوبا بإرسال وفد خبراء طبي مع المساعدات الصحية، كوبا الدولة الصغيرة التي تبعد هي الأخرى آلاف الكيلومترات عن إيطاليا، فضلاً عن روسيا التي أرسلت 9 طائرات محملة بالمساعدات و100 أخصائي في علم الأوبئة لمكافحة فيروس “كورونا” في إيطاليا.

مراقبون رأو أن أزمة فيروس كورونا ستعيد تكوين نظام دولي جديد، بعد أن كان أحادي القطب ممثلاً بأمريكا، سيما بعد إظهار روسيا والصين المحور المقابل لأمريكا والمعادي للإتحاد الأوروبي ومنها إيطاليا إنسانية ستظل راسخة في وجدان كل إيطالي وأوروبي موالي لأمريكا.