مقالات مشابهة

أمريكا وحرب الكورونا

المشهد اليمني الأول/

عادة ما تجري عمليات إنتاج وتطوير الأسلحة البيولوجية لاسيما ما يخص الفيروسات بمراحل متعددة عبر معامل ومختبرات سرية ومتطورة، تبدأ من دراسة الجينات الوراثية للفيروسات سواء البشرية منها أو الحيوانية أو النباتية مرورا بفك شفرة الجينوم الوراثي وصولا إلى إنتاج وتطوير سلالات جديدة، وعادة ما تنتج نوعين من السلالات، إما سلالة قاتلة تقضي على البشر بشكل كامل، أو سلالة سريعة الانتشار وتستطيع أن تشل حركة البلاد، وفيما يتعلق بسلالة الكورونا (كوفيد-19) فإنها استطاعت وفي مراحلها الأولى أن تشل اقتصاد الصين، حيث بلغ تقدير خسائر الصين اكثر من 3 ترليون دولار، أي أن الاقتصاد الصيني كان المستهدف والمتضرر الرئيس جراء هذه الحرب البيولوجية.

كما أن ظهور كورونا لأول مرة في الصين ليس مصادفة لا سيما مع ما شهدته المرحلة السابقة من اشتداد الصراع الاقتصادي بين أمريكا والصين، حيث أن الحرب البيولوجية تعتبر أحد الأسلحة التي تستخدمها الرأسمالية الغربية في صراعها اليوم مع الصين.

وتعتبر هذه الجائحة نتاجاً وانعكاساً لما يشهده العالم من صراع بين محور الشر العالمي بمشروعه الاستكباري الذي تتزعمه أمريكا في مواجهة الدول والشعوب المتحررة من الهيمنة الأمريكية والتي لا تخضع للسياسات والتوجهات الأمريكية.

وتفنيدا للمزاعم الأمريكية فإن من المستبعد جدا أن تكون الصين هي من انتجت هذا الفيروس لأن ما جرت عليه العادة أن الدول الاستعمارية هي من تنتج وتستخدم هذا السلاح الفتاك والخطير، كما أن الصين تاريخيا لم تكن يوما دولة استعمارية حتى تلجأ إلى إنتاج واستخدام هذا النوع من السلاح، على عكس أمريكا التي كانت لها تجارب بيولوجية علمية وعسكرية حيث قامت بتجارب في الخمسينات من القرن المنصرم بنشر غيمة من البكتيريا فوق احدى مدنها، لدراسة انتشار المرض، ووضعت مجسات لتتبع الانتشار الذي يمكن أن يسير نحوه، كما استخدم هذا السلاح من قبل معظم المستعمرين الغربيين ضد الشعوب المحتلة إما لإبادة البشر واحتلال أراضيهم كما جرى مع الهنود الحمر في القرن السابع عشر الميلادي أو لإنهاك الشعوب المستهدفة وإضعافها ليسهل إخضاعها وسلب قرارها ونهب خيراتها ومقدراتها أو لاستجلاب المال مقابل الدواء.

كما أن تبني الإدارة الأمريكية واستماتة ترامب بعنصرية مفضوحة في إلصاق الفيروس بالصين وبالعادات الغذائية والمأكولات لدى الصينيين في الوقت الذي تضامن فيه العالم وانشغل واستنفر لمواجهة هذا الوباء، دليل اثبات أن الأمريكيين هم وراء هذه الجائحة، وللعلم فإن المأكولات الصينية متداولة لديهم منذ آلاف السنين، والفيروس جديد ومخلق في معامل متخصصة.

كما تعد الحرب البيولوجية أخطر أنواع الحروب وأقذرها وفي المقابل فهي أسهل انواع الحروب من حيث القدرة السهلة على الفتك بالأعداد الكبيرة من البشر، إذ من الصعب جدا اكتشاف فيروس لا يرى حتى بالمجهر الضوئي، كما أنها سهلة النقل والانتشار، وقليلة الكلفة ولا تحتاج إلى تكنولوجيا معقدة ومصانع وآلات ضخمة وجيوش من العمال كما هو الحال في مصانع الأسلحة التقليدية.

قبل أقل من عشرة أعوام أقدمت الولايات المتحدة على نقل معاملها وتجاربها البيولوجية إلى بعض الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي سابقا لخطورتها، حيث أكدت التقارير وجود 24 معملاً بيولوجياً علمياً وعسكرياً تابع للولايات المتحدة في الدول المحيطة بالصين وروسيا، ولا تخضع لأي قيود أو رقابة دولية أو تفتيش، كما أن التجارب العسكرية العلمية على تلك الميكروبات تجرى في أماكن عسكرية سرية، وتشرف عليها مباشرة قيادة القوات الأمريكية، ومن البديهي أن تكون تلك المعامل والتجارب من أجل أعمال عسكرية بحتة بل وتوجهات عدائية وإجرامية.

قد يعتقد البعض أن وصول هذه الجائحة إلى الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية وإصابة المئآت من الامريكيين يتناقض مع اثبات مسؤولية أمريكا ووقوف الشركات الصهيونية المعنية بالاقتصاد العالمي والمتخصصة بالجوانب العسكرية والإنتاج الدوائي والمرتبطة أساسا بالمسار السياسي والديني، ومن الطبيعي أن تكون الجهة التي أنتجت هذا الفيروس هي نفسها قد انتجت اللقاحات والادوية الخاصة بمواجهة هذا الفيروس والحد من خطره، غير أن انزال ذلك في هذا الظرف وبهذه السرعة قد يفقده القيمة التي تطمح تلك الشركات ومن يقف خلفها أن تكسبه ماديا وعسكريا وسياسيا حيث تقتضي سياسة الولايات المتحدة بأن تظهر بمظهر المخلِّص والمنقذ للبشرية من وباء وجائحة قاتلة ومدمرة للبشرية.
__________
حزام محمد الاسد