مقالات مشابهة

صمود على أبواب العام السادس

المشهد اليمني الأول/

في الـ 26 من مارس 2015م اهتزت العاصمة صنعاء ليلاً بضربات جوية.. استيقظ الناس مذعورين.. هرج ومرج وصراخ في كل منزل، طائرات العدوان السعودي الأمريكي تقصف بهستيريا المنتقم، لا تفرق بين مدني وطفل، ولا شيخ مسن، ولا امرأة حامل، سقطت المنازل على ساكنيها، واختلطت الدماء بالتراب، وتفحمت الجثث، وبحقد العدوان صارت أوصالاً..
أصحاب الصدور «العارية» تعروا وفرت قياداتهم كالجرذان نحو أسيادهم في الخليج وتركيا ومصر، وهي في مجملها قيادات الارتزاق، وبدأت الماكنة الإعلامية للعدوان تبث الأخبار المضللة، واشتد الخناق بالحصار، وقصف المساجد بحجج وذرائع واهية..

وكل هذا من أجل اليمن وتحريرها ممن سموهم «بالمجوس والروافض» بعد أن سبق قتل الأطباء والمرضى في مستشفى 48، وهادي الخائن يتفرج على مسرحية الموت، وقصف صالات الأفراح والأتراح لم تسلم، بينما كانت المنظومة لطائراتنا الحربية اليمنية وفي بداية استراتيجية العدوان تتساقط كالبط على المنزل والمكتبات ودور العبادة بشكل ملفت للنظر.. فر «هادي» بعد تنفيذ سيناريو العدوان المعد سلفاً لهيكلة الجيش، وهروب الجنرال العجوز الذي كشف السفير السعودي طريقة هروبه؟؟ّ

ولملم رجال الله وأنصاره من الشعب اليمني صفوفهم، وتصدوا لأسلحة العدوان التي حصدت أرواح اليمنيين وممتلكاتهم العامة والخاصة بحقد السنين، وحسب وصية المؤسس.

الحرب العدوانية على الشعب اليمني كان لها مقدمات منذ أن تسلم الإصلاح وهادي الحكم بسيناريو رسمته أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، ووضعت له الموازنة من خزائن السعودية والإمارات أمراء النفط.. وبمباركة من مرتزقة الرياض من قادة الإصلاح وشخصيات لم يكن أحد يتوقعها في التورط في جرائم العدوان والحرب على الشعب اليمني، ودمرت المنظومة الدفاعية الجوية، والصواريخ، والطائرات الحربية من قبل أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وبمباركة أصحاب المصالح «اللجنة الخاصة».

وبدأت الضربات بأسلحة متعددة الصناعات ومحرمة دولياً، وكان التركيز على مطار صنعاء، وعطان، وفي جريمة حرب ألقيت القنبلة التدميرية التي لا تختلف عما تعرضت له اليابان في ناجا زاكي وهيروشيما، مع الفارق في تطوير الأسلحة كماً وكيفاً، وصمت العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن وباركها «الدبنوع» الوضيع ومن لف لفه.. وبعد أيام من 2015م أصبحت السماء تمطر الشعب اليمني قنابل وصواريخ على البنية التحتية، وقنابل عنقودية محرمة دولياً،

وطائرات أواكس وغيرها من الأسلحة التي اختطفت الآلاف من أبناء الشعب اليمني الصامد، وظهرت أمراض وتفشت في أوساط المجتمع من نساء وأطفال ومسنين في ظل بنية تحتية صحية دُمِّرت، ومصانع احترقت، وطرقات وجسور تقطعت..

وبدأ أنصار الله من جيش ولجان شعبية يقاومون المحتل بأسلحة تقليدية مثل: «الكلاشينكوف»، و»سلم نفسك يا سعودي أنت محاصر».
وبمباركة من الجامعة العربية، ومجلس الأمن والقرارات الجائرة في حق الشعب اليمني الصامد المقاوم المظلوم.. شنت الحرب..

وبدأ رجال الرجال المؤمنون بعدالة قضيتهم، بالدفاع عن الأرض والعرض يعملون دون كلل أو ممل بشعار طُبقّ على أرض الواقع «يد تبني ويد تحمي»، ورحم الله الشهيد الرئيس صالح الصماد ورفاقه الذين كانوا يفاجئون العالم بتواجدهم في الجبهات دون خوف..

فقد أصبح الموت لهم عادة، وظهرت بطولات المقاتل اليمني، والرحمة والغفران للشهيد «أبو حرب» الملصي الذي أقض مضاجع العدوان السعودي في عقر دياره.

خمسة أعوام، ونحن ندخل العام السادس، وقد تحولت الحرب العسكرية الإعلامية من الدفاع إلى الهجوم، بعد تطوير المنظومة الدفاعية، والكشف عن صواريخ يمنية الصنع بدءاً من «النجم» و»الظافر» و»القاهر» و»صماد 1 و»2 وغيرها، والطيران المسير.. نعم صمدت نهم، وكل الجبهات، وكشفت عورة العدوان بالهزائم النكراء في كل الجبهات، وفي هذه الملحمة البطولية التي قادها المجلس السياسي الأعلى، وقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وأنصاره من أبناء الشعب الذين تدافعوا إلى الجبهات، والدعم السخي المادي، ورفد الجبهات بالرجال من كافة المحافظات اليمنية، وما زالت، فالحرب السعودية الإماراتية على وطن الإيمان والحكمة سقطت استراتيجياتها رغم خسائر الخزائن الممولة للتحالف، الآن يتساقط المرتزقة والعملاء الذين كانوا يرفعون بالإحداثيات نادمين، ولكنّ الندم جاء متأخراً.

فمرتزقة العدوان أمريكا وإنجلترا وإسرائيل وأذيالهم وجيش المرتزقة من الدول التي اتخذت موقفاً من الصمود الأسطوري لرجال الرجال، ودفنت في المستنقع اليمني لـ 17 دولة ومرتزقة من شذاذ الآفاق..

العقل اليمني يحارب ويخترع أسلحة وصواريخ وطائرات ومنظومات دفاعية، والسعودية وفي خضم الانتصارات عقدت مؤتمرات وندوات لتكشف اختراعها الذي دخل في «موسوعة جينيس» سروال مدبل..؟!
وهذا يدل على عقلية العقال وسروال المؤسس هذا أقصى ما وصل إليه العقل السعودي البقرة الحلوب لترامب ونتيناهو.

وللتأمل والمقارنة تنظر الأمة صمود الجبارين من الشعب اليمني الحرب المقاوم وما وصلت إليه المحافظات الجنوبية التي ترزح تحت الاحتلال السعودي الإماراتي من إخفاءات قسرية، واغتيالات، وفوضى تسير بيد الإمارات والسعودية.

لنتذكر ما قاله الراحل محمد حسنين هيكل عن اليمن ومراهنته على أنها برميل بارود..
وبعد أن فشلت كل الاستراتيجيات العدوانية للبنتاجون، ولليكود الصهيوني، ولخزائن أمراء النفط المفتوحة، وللمصانع التي تمرغت أسلحته تحت التراب اليمني، وعلى كافة الجبهات، وانكشفت أكاذيب الإعلام المضلل الذي أنفقت دول العدوان ملايين الدولارات سقطت في الزيف والخداع الذي اتضحت حقائقه رغم الحصار الجوي والبري والبحري على اليمن..

وتوارى تجار الحروب من أصحاب مصانع الأسلحة التي راجت تجارتها منذ بداية الحرب الكونية على اليمن تراجعت، ولعنت اليوم الذي شاركت فيه وفقدت سمعتها بفضل المرتزقة الذين تلقوا الضربات تلو الأخرى، وانتقلت الأسلحة بفضل ما تسمى بشرعية الفنادق إلى أيدي رجال الرجال، فشرعية الفنادق أصبحوا فاقدي الشرعية لأنفسهم، واكتشف متأخراً العدوان الممول والمشارك أن من وثق بهم كمرتزقة أصبحوا مليونيرات وأصحاب مشاريع خارج الحدود في تركيا ومصر والسعودية والإمارات.

ولا عزاء للمرتزقة المنبطحين تحت الإقامة الجبرية خارج الوطن.. يولون على أنفسهم تمييزات واهية في الصمود الأسطوري، وتحرير محافظة الجوف، والقادم أعظم.
____________
علي الأشموري