مقالات مشابهة

بعد تقارير عن سحب واشنطن لقوات ومنظومات دفاعية.. هل تتجه السعودية لتدويل حمايتها؟

المشهد اليمني الأول/

لم يمثل الإقرار الضمني لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بصحة تقارير تحدثت عن نية واشنطن سحب بطاريات باتريوت ومقاتلات وجنود من السعودية، مفاجأة للكثير من الخبراء الذين تحدثت إليهم الجزيرة نت داخل العاصمة الأميركية.

وكان مسؤولون عسكريون أميركيون قد ذكروا لصحيفة وول ستريت جورنال أن واشنطن تدرس “خفض القدرات العسكرية الأخرى بما يمثل إنهاء لحشد عسكري واسع النطاق قامت به لمواجهة إيران”، وأشاروا كذلك إلى أن إدارة ترامب تبحث تخفيضا في الوجود البحري الأميركي في منطقة الخليج.

وقال الخبير العسكري ديفيد دي روش، المحارب السابق والأستاذ المساعد في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا بجامعة الدفاع الوطني الأميركية -للجزيرة نت- إنه لا يعتبر أن “هذا الإجراء مهم في حد ذاته، لقد أرسلنا تلك القوات لفترة مؤقتة ولظرف معين مؤقت، وكل مرة ترسل واشنطن قوات ومعدات للخارج في مهام محددة مؤقتة، يتصور البعض أنها يجب أن تبقى للأبد، وعلينا أن لا نتجاهل أن للولايات المتحدة تواجدا عسكريا في كل بقاع العالم”.

ويرى المسؤول الأميركي السابق تشارلز دان الباحث حاليا في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، أن “البنتاغون والبيت الأبيض قررا أن هناك تراجعا في التهديد الذي تمثله إيران، وهو ما يبرر تفكيك وسحب منظومة الصواريخ”.

ورد تشارلز دان في حديث للجزيرة على سؤال حول علاقة الخطوة الأميركية بعلاقات واشنطن بطهران، قائلا إنه “لا توجد علامات مؤكدة على تغيرات كبيرة في طبيعة علاقات واشنطن وطهران، لكن على ما يبدو أنها تتحسن بصورة عامة في الفترة الأخيرة”.
وكان إرسال قوات أميركية للسعودية عقب هجمات أرامكو يهدف إلى بعث رسالة إلى إيران مفادها أنه لا يمكن قبول المزيد من الهجمات على أهداف داخل السعودية، وفقا للباحث في مركز الأمن الأميركي الجديد بواشنطن نيكولاس هيراس.

من جانبه رد الرئيس ترامب على سؤال بشأن سحب منظومة الدفاع الصاروخي الأميركية باتريوت من السعودية، بالقول “لا أريد التحدث عن ذلك”، لكنه أضاف “هناك تحركات لقواتنا في الشرق الأوسط والعالم”.
وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة تقوم بالدفاع عن العديد من الدول والكثير منها لا يُقدر ذلك، لكنه أكد أن هذا الأمر لا ينطبق على السعودية، مشيرا إلى أنها وافقت على تحمل بعض النفقات.

تدويل حماية السعودية

وكانت قوات أميركية قُدر عددها بآلاف من الجنود قد انتشرت في السعودية عقب وقوع هجمات الصيف الماضي، أصابت أهدافا داخل العمق السعودي تابعة لشركة أرامكو.

وعملت القوات الأميركية مع نظيرتها السعودية التي تمتلك أيضا منظومات صواريخ باتريوت للدفاع الجوي. وأكد الخبير العسكري دي روش للجزيرة نت أن “لدى لسعودية نظام باتريوت للدفاع الصاروخي يعمل بكفاءة، وقد أسقطوا أعدادا كبيرة من الصواريخ المهاجمة من اليمن”.

إلا أن دي روش أشار إلى أن ما يستدعي الاهتمام ليس انسحاب القوات الأميركية، بل ما تسعى إليه المملكة السعودية من تدويل حمايتها.
وقال دي روش للجزيرة نت “إن علينا الانتباه ربما لإرسال اليونان أنظمة صواريخ باتريوت الدفاعية وعناصر عسكرية لتشغيلها في المملكة السعودية قريبا، وهو ما سيعد خطوة مهمة نحو تدويل حماية المملكة العربية السعودية”.

وكانت حكومة اليونان أعلنت قبل نهاية العام الماضي أنها سترسل بعض صواريخ باتريوت إلى السعودية لحماية البنى التحية الحيوية في مجال الطاقة، على أن يتوجه نحو 130 عسكريا يونانيا إلى المملكة لتشغيل وصيانة المنظومة الدفاعية.

وأشارت تقارير إخبارية إلى أن الرياض ستتحمل التكاليف المادية لهذه التحركات، في حين أشارت تقارير أخرى إلى احتمال مشاركة إيطاليا أيضا في هذا البرنامج.