مقالات مشابهة

في حضرة المعلم والمربي يحفظه الله

المشهد اليمني الأول/

مع كل محاضرة للس.يد الق.ائد اتعرف أنهُ مهما عملنا ومهما سعينا فإننا لم نصل لمرتبة مجاهدين في سبيل الله، هذه المرتبة التي يتغنى بها الكثير، ويتفاخرون بها امام الناس لمجرد أنهم ذهبوا للجبهات، أو قاموا ببعض الأعمال الجهادية على كافه المستويات سوى كانت عسكرية، تربوية، توعوية، أمنية، إعلامية، إجتماعية، ولكن القرآن الكريم جعل للجهاد مدخل مهم، ونحن كمسلمين بأمس الحاجة إلى العودة إلى القرآن الكريم لنتذكر ونستلهم فريضه الجهاد في سبيل كونها فريضة مقدسة.

عندما نسعى بأن نجاهد في سبيل الله وان نصل لمرتبه مجاهدين، يجب علينا أن نعي بأن هناك شروط ومعايير إيمانية مهمه، لكي نكون مجاهدين أو نعرف كمجاهدين، قد يرى البعض أن بعض الأفعال الذي يقوم بها تعتبر بسيطه وهامشية وليست بالأمر المهم الذي قد تأثر على الواقع العملي في الميدان الجهادي، والتربوي، والاجتماعي،….، وقد يطغى في بعض الأوقات المزاج الشخصي ويكون هو المسيطر على الحالة العملية والإيمانية، على وجه الخصوص، قضية إفساد ذات البين بالنزاعات، والخلافات، او بث الفرقة في أوساط المؤمنين وتعرف بالمصطلح المحلي “الحش” وهيه ظاهرة خطيرة جداً جداً تعمل على التفرقة وإفساد ذات البين، وتعتبر من أنواع الظلم وتدرج ضمن “الظلم بالكلام”، وقد نبه علينا الله سبحانه وتعالى ورسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” بالاجتناب عنها، واصلاح ذات البين، ومن لا يتجنب ويعمل على إفساد ذات البين فهو ناقص إيمان.

قضية إصلاح ذات البين قضية مهمه ومحوريه، وتحتاج إلى واقع عملي وإيماني لتطبيقها على واقعنا الجهادي بشكل خاص أو حياتنا المعيشية بشكل عام، إصلاح ذات البين ارتبطت ارتباط كبير بالإيمان وتصنف من المعايير الإيمانية للفرد المؤمن الملتزم بتوجيهات لله سبحانه وتعالى كونها توجيه صريح منه.

الواقع العملي في الميدان يحتاج إلى صبر وتذكير دائم بالله، بنعمه الجهاد، والعمل الذي نقوم به هو في سبيل الله، وليس في سبيل أنفسنا وإتباع الأطماع، والمقاصد الشخصية، التي تلهث وتبحث عنه النفس سوى كانت غنائم او رتب او مكانه أو مسمى يعطيه سلطة أو حتى صلاحيات، فهناك من يبحث عن السلطة ولا يريد المال كما أوضح الشه.يد القا.ئد في ملزمة “من وحي عاشوراء”، لكي يسخرها لنفسه ولمن هم حوله من حاشيته واتباعة، كمثل من يلهث بعد الغنائم لنفسه.

لذلك يجب علينا مراجعه أنفسنا والرجوع إلى سبحانه وتعالى وأن نتوب عن أخطائنا وزلاتنا، فنحن مهما قلنا وعملنا مازلنا نقع بتلك الأخطاء والزلات، التي قد نراها بسيطه وعاديه أو تافهه او حقوق بنظرنا وهي عند الله إثماً كبير، ويجب علينا أن نسعى إلى التوبه منها والابتعاد عنها.

أستغفر الله لي ولكم بأن يبصرنا وينير قلوبنا لما يحب ويرضى وأن يحفظ لنا علم الهدى المرشد والمنير لنا.

__________-

علي عبدالكافي الذاري