مقالات مشابهة

الخيانة وعواقبها، من وحي المعلم والقائد

المشهد اليمني الأول/

قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}الأنفال

نأتي الى الخيانة في المنظور الديني والأسلامي وعلى حسب ماتكلم به الله سبحانه في هذه الآيات المباركة آيات كثيرة قد ذكرها الله في كتابة ونبهنا بخطورة الموقف وعواقبه الوخيمة والنتائج السيئة.

آية مهمة جداً، الله يحذرنا ويخاطبنا بانتماء الإيماني، الذي مقتضاه الطاعة والاستجابة لله، والوفاء والصدق مع الله، الصدق مع الله، فالخيانة لها فروع وجواب كثيرة من أبرزها الخيانة في طريق الحق وفي سبيل الحق، فهذه هي خيانة لله سبحانه وتعالى، الشخص عندما يخون وهو في طريق الحق فمن المؤكد ان خيانةُ هي خيانة لله وللرسول وللقضية الدينية وللمبادئ الأسلامية .

الخيانة لله لها أشكال وفروع متعددة، فنجد الكثير من المرتزقة من خانو الدين والوطن والأرض والعرض بتعاملهم العدو والتعاون معة في شتى المجالات يتعاونون مع الأعداء في استقطاب الناس والتأثير على أفكار المجتمع الأسلامي وثقافتهم الصحيحة واختراقهم للبشر وتجنيدهم في صف الباطل، وهذ هو من أكبر ما يركز عليه العدو.

الشخص اذا فقد إيمانة وهويتة ومبادءة الدينية وأتجه اتجائهات سلبية خارجة عن الحق قد يكون معرض للاختراق من قبل اعداءة ومهيئاً للانحراف،

لو نتسآءل ما سبب الخيانة وما هي دوافعها؟ فنأتي الى واقعنا اليوم وواقع الخونة من أبناء الشعب اليمني من خانو شعبهم وأرضهم وقضيتهم الأساسية، وأتجهو في الانضمام لتحالف صهيوني إجرامي شيطاني ضد أبناء شعبهم وأبناء بلدهم، ما كان سبب خيانتهم وما الدواف التي جعلتهم يخونو شعبهم وأرضهم ودينهم، فالأجابة حتمياً هو أطماعهم الدنيوية ومكاسبهم المادية وأمورهم الشخصية، ومخاوفهم من الأذاء بيع وشراء يخون كل من حولة من أبناء شعبه لتبقى مصالحة الشخصية ولتستمر الحياة معهُ .

وكذلك خيانة الأمانات أي المسؤوليات المهمة قال تعالى {وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}،، فنجد الكثير والكثير من زعماء ورؤوساء وملوك واصحاب مسؤوليات كبيرة ومهمة، أنحرفو عن قضاياهم الأساسية وخانو أماناتهم ومسؤولياتهم الكبيرة وسربو الأسرار المهمة المؤتمنه لديه، فنرى الزعيم الفلاني ينظم الى الحلف الفلاني والرئيس الفلاني يتحالف مع الدولة الفلانية في مواجهة الدولة الفلانية، والمسؤول الفلاني يتحد مع الحزب الفلاني، وهكذا تاهو في خيالات باطلة ولهثو وراء الاطماع الشخصية والمادية، فأتجهو نحو أعمال تخريبية وقذرة وأعمال إجرامية وحرمة شرعاً وديناً وقانوناً .

والأهم من ذلك المفروض من هؤلاء في ضل الضروف الصعبة والمأساوية للأمة المعاناة الشديدة للناس، هو ان يفكرو كيف يدافعو عن شعبهم وأرضهم وعرضهم وكيف يحيو أقتصاد دولهم كيف يأمنو ويوفرو أحتياجات شعوبهم، ولكن للأسف أتجهو عكس ذلك، أتتجهو لمحاربة شعوبهم وتدمير أقتصاد دولهم، وتجويع الناس من أبناء شعبهم .

فالخيانة ذنبٌ عظيم، وجرمٌ كبير، حتى على مستوى الشخص وهو في طريق الحق وهو مسؤول على اي من المسؤوليات وهو مكلف على اي مهم من المهمات، عندما يحصل تقصير او تفريط في الأداء العملي، وعندما تتحول أتجاهاته العملية الى أتجاهات شخصية فهنا هي الخيانة للأمانات وخيانة للمسؤوليات والمهام.

بالمختصر المفيد ماهو حال من خان الله ورسوله وخان دينة وأرضة وشعبة وخان المسؤوليات التي تقع على عاتقهم، كيف أصبح واقعهم وحياتهم، أصبحو في حالة دناءة في واقعهم النفسي والمعيشي، أصبحو في حالة ذل ووخسارة أضطهاد وأساءة وخسة وجبن وأنحطاط، هذا هو واقعهم حالهم المعيشي . واقعهم هؤلاء عكس من يصون الأمانات ويوفي بسؤولياته ينال الخير والنصر والتأييد والعون والتوفيق، فيجزيه الله الجزاء العظيم والأجر الوافي في الآخرة، وهو عظيم، هذا ترغيب كبير من الله في أن الطريق إلى الخير، إلى الرعاية الإلهية، إلى الحصول على فضل الله هو بطاعة الله بالاستقامة بالوفاء والأمانة، الله سيعطية الأجر العظيم، فالخيانة تفوت علينا بها الجنة بكلها، بسببها يفوت علينا النعيم الأبدي، السعادة الدائمة، يفوت عليك كل ذلك النعيم الذي ذكره القرآن الكريم في الجنة، وبسبب الخيانة كل ذلك النعيم تخسره من أجل شيءٍ تافه، والبديل بسبب الخيانة هو النار.

لذلك فالخيانة خطيرة جدًّا، ويمكن أن يتعرض لها الإنسان، إن لم يحرص على الوفاء، إن لم يحرص على أن يكون مساره العملي مساراً صحيحاً.
___________
إبراهيم عطف الله