مقالات مشابهة

مصير جنوب اليمن الغامض في نار الحرب.. تجاذب وتنافر سعودي إماراتي “الأهداف والنتائج”

المشهد اليمني الأول/
شهدت المنطقة تصاعداً في وتيرة النزاعات بين مرتزقة الرياض ممثلين بقوات الاصلاح وهادي مع مرتزقة الإمارات ممثلاً بالمجلس الانتقالي الجنوبي منذ اتهام المجلس بدفع الفار هادي لانتهاك اتفاق الرياض في ميناء عدن والمحافظات الجنوبية لليمن، وإعلان الحكم الذاتي على تلك المناطق.

وفي حين تم انعقاد اتفاق الرياض بحضور بن سلمان وبن زايد، بين هادي والإصلاح من جهة والمجلس الانتقالي من جهة أخرى، كان هذان البلدان بمثابة ضامنين ووزنين للحفاظ على الاتفاقية، ولكن بعد انتهاك الاتفاقية، فاننا نشهد صراع لأهداف بدأت تظهر أو كانت واضحة وتم تأكيدها.

استراتيجية الإمارات

اتبعت الإمارات استراتيجية واضحة مع العديد من المكونات الهامة منذ بداية دخولها تحالف العدوان على اليمن، ومن هذه الاستراتيجيات ما يلي:

1 – محاولة السيطرة على المناطق الجنوبية، وخاصة جزيرة سقطرى، بسبب الموقع الاستراتيجي لهذه المناطق.

2 – استقطاب الدعم من مختلف الجماعات الجنوبية لإضفاء الشرعية على تواجدها في تلك المناطق، ثم تدريب وتسليح هذه الجماعات لتحقيق أهدافها.

3 – التخطيط لتواجد مباشر قصير المدى في اليمن بواسطة مرتزقتها.

4. السعي لمنع هجمات الجيش واللجان الشعبية على أراضي الإمارات، وحاولت صرف الأنظار عنها من خلال استخدام الطرق السياسية وعبر قناة طهران.

كما سعت إلى تعظيم الأرباح وخفض التكاليف من خلال تطوير هذه العناصر بما يتماشى مع استراتيجيتها الكلية في الحرب اليمنية؛ حيث كانت محاولات تفكيك جنوب اليمن واحتلال معظم جزيرة سقطرى والتحكم في الجماعات التي تسيطر على هذه المناطق، هي أحد الأهداف الرئيسية في هذه الاستراتيجية.

أهداف الرياض المتغيرة

على عكس الإمارات، سعت السعودية إلى إنهاء المهمة في أقل من شهر، محاولةً تحقيق عدة أهداف منذ بداية هذه الحرب منها:

1. التذمر من المنافسين الإقليميين للسعودية، وخاصة إيران، ومحاولة تشكيل نظام إقليمي جديد من خلال قمع المجموعات القريبة من محور المقاومة في المنطقة.

2. الاستقرار الفوري للفار هادي كرئيس لليمن في صنعاء.

3. قمع شديد لأنصار الله والحفاظ على وحدة اليمن بنفس الهيكل السياسي السابق.

وفي الوقت نفسه، بسبب سوء فهم حسابات الرياض، لم يفشل السعوديون في تحقيق أي من أهدافهم الأصلية في اليمن فحسب، بل لم يقتربوا منها نهائياً؛ لذلك، فإن حقيقة أن الرياض أعادت النظر في أهدافها الأولية لا تبدو بعيدة المنال ومنطقية نوعاً ما.

وفي ظل الوضع الحالي، وبالنظر إلى فشل اتفاق الرياض وتصعيد النزاع بين المرتزقة، والأخذ بعين الاعتبار انه وفقًا لبعض مصادر الرياض، فقد سأل مؤخرًا منصور هادي والوفد المرافق له مغادرة الرياض في نهاية مايو أو دفع ثمن إقامته في الفنادق الذي يقيم فيه، وثمة هناك عدة أسباب محتملة لعدم بذل السعودية جهودًا جادة للتوصل إلى حل وسط بين منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي:

1. فالسعودية، وبالنظر إلى الأحداث الميدانية ضدها جنوب اليمن وشماله، فقدت الامل بان بعودة الفار هادي لصنعاء، وباعتبار هذا الامر واقعاً فلن يتم الحفاظ على مصالح الرياض، وقررت بالتنسيق مع الإمارات، تفكيك اليمن. وفي هذا الصدد ، ينصب تركيز الرياض على السيطرة على محافظة المهرة، أن تلعب دور العبّارة في نقل النفط إلى بحر العرب وتقليل الاعتماد على مضيق هرمز.

2. وبسبب مضي وقت طويل منذ الحرب اليمنية، فإن السعودية ترى الفار هادي على هيئة كرت محروق وبدون شرعية في شمال وجنوب اليمن، وهو ما يشكل عقبة أمام المفاوضات مع صنعاء، ومع ذلك، ثمة هناك تيارات قريبة من السعودية، مثل حزب الإصلاح، والقوات التابعة لعلي عبد الله صالح، واللواء علي محسن الأحمر، والعديد من القبائل والعشائر اليمنية المتحالفة مع الرياض، تعارض تفكك اليمن، والرياض قلقة من تشكل دولة مستقلة ذات محور مقاومة على حدودها.

ونتيجة لذلك، يمكن القول انه من المحتمل أن الرياض لم تكن قادرة على هزيمة قوات حكومة عدن والسيطرة الكاملة على المنطقة مثل القوات الجنوبية، وأن الصراع المستمر يهدف إلى هزيمة القوات التابعة للإمارات.