مقالات مشابهة

أهمية إحياء يوم القدس العالمي في ظل جائحة كورونا

المشهد اليمني الأول/

يحل يوم القدس العالمي “الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك”، هذا العام في ظل جائحة كورونا وما فرضته من قيود على الحركة ومنع التجمعات بشتى أشكالها ناهيك عن المظاهرات الكبرى التي اعتاد الشعب اليمني أن يطلقها إحياء لهذا اليوم في كل عام وفي مختلف المحافظات.

عدم تمكن اليمنيين هذا العام من إحياء يوم القدس العالمي في مسيرات مليونية كما في السابق بسبب وباء كورونا، لا يعني تخليهم عن إحياء هذا اليوم وعدم إقامة الفعاليات والأنشطة لما لها من رسالة قوية في وجه أعداء الأمة والمحتلين الغاصبين بتمسكنا في حقنا وأرضنا ومقدساتنا وأنه مهما كانت الظروف ستبقى القدس وفلسطين البوصلة والقضية التي بها وفيها عزة وكرامة الأمة.

ومع عدم الإخلال بالإجراءات الاحترازية التي تسببت بها جائحة كورونا وفي المناطق التي لم يتنشر فيها الوباء هناك بدائل كثيرة ومتعددة لإيصال أصواتنا الصداحة بالحق في وجه المستكبرين.

ففي يوم الجمعة المقبلة وإن كنا غير قادرين على التجمع في مسيرات مليونية، فبالإمكان إقامة آلاف التجمعات الصغيرة مع عدم الاخلال بإجراءات الحجر في الأحياء والحارات والقرى وخصوصا عقب صلاة الجمعة، ورفع شعارات القدس على المنازل والسيارات والمحال التجارية وفي الطرق، وكذلك إقامة فعاليات ومسيرات رمزية بالسيارات ونحوها، إحياء لهذا اليوم.

كما أن إحياء فعاليات يوم القدس العالمي يجب أن لا يغيب في وسائل الإعلام وعبر إقامة برامج مشتركة محلية وعربية ودولية، ويجب أن يكون أيضا في الفضاء الافتراضي، عبر حملات تغريد واسعة وأن يصل وسم #يوم_القدس_العالمي ووسم #القدس_درب_الشهداء إلى العالم.

مشاركة اليمنيين في إحياء يوم القدس العالمي خلال السنوات الماضي كانت مميزة وكانت الأكبر في الوطن العربي، ويجب أن تكون هذا العام أيضا مميزة واستثنائية وخصوصا في ظل محاولات العدو الصهيوني قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وضم أجزاء إضافية من الضفة الغربية المحتلة والأغوار، وفي ظل استمرار مساعي واشنطن تنفيذ ما يسمى “صفقة القرن” الرامية الى تصفية القضية.

مظلومية اليمنيين وسنوات العدوان الأمريكي السعودي والحصار وما أنتجته من ظروف قاسية جدا وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ما زادتهم إلا صلابة وتمسكا بمقدساتهم في فلسطين، وسيستمرون على نهجهم في زمن جائحة كورونا بإحياء يوم القدس على طريق تحرير الأقصى والمقدسات واستعادة الأمة مكانتها وكرامتها وعزتها.

________
محمد الحاضري