مقالات مشابهة

هل تُسقط الاحتجاجات ترامب من على عرش البيت الأبيض؟

المشهد اليمني الأول/

تتواصل الاحتجاجات بالولايات المتحدة الأمريكية على مقتل جورج فلويد، وسط تصاعد للعنف بين الشرطة والمتظاهرين.

وتوسعت رقعتها لتشمل جميع الولايات الأمريكية تقريبا، حيث أخلت الشرطة المئات من المحتجين بالقوة من محيط البيت الأبيض.

وساند عدد من المشاهير الأمريكيين سواء من السياسيين أو من قطاعات أخرى، هذه الاحتجاجات وكان آخرهم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، حيث طالب المتظاهرين في البلاد بتوجيه غضبهم انتخابيا، عبر اختيار مسؤولين “يستجيبون لمطالبنا”.

تأثير ضبابي

وأثارت دعوة أوباما المتظاهرين لتوجيه غضبهم انتخابيا تساؤلات حول تأثير حادثة مقتل الأمريكي جورج فلويد والاحتجاجات التي أعقبتها، على نتائج الانتخابات الرئاسية القادمة، فهل تُسقط هذه المظاهرات ترامب؟

ويرى المحلل السياسي والمختص بالشأن الأمريكي الدكتور جو معكرون، أنه من الصعب معرفة تأثير هذه الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية، مستدركا بالقول: “ولكن من الواضح أن ترامب يستغلها لتحشيد قاعدته الانتخابية وصرف الأنظار عن التحديات التي تواجه إدارته في ظل تراجع شعبيته بين الجمهوريين المعتدلين والمستقلين”.

وأوضح أن “تنامي التيار المتشدد على اليسار واليمين يخدم مصالح ترامب ضمن محاولته لإضعاف التيار الوسطي في الحزب الديمقراطي”.
وأضاف معكرون: “لكن ترامب قد يكون ذهب بعيدا هذه المرة في اللعب على وتر الانقسامات العرقية بحيث اصبح من اكثر الرؤساء اشكالية في التاريخ الاميركي الحديث”.

من جهته يرى أستاذ الإدارة والسياسات العامة الدكتور صلاح الحنيني، أن “رد فعل ترامب على الاحتجاجات إضافة لفشله في إدارة الملفات المتشابكة والتي تتضمن كورونا حيث يوجد 100 ألف ضحية لها، والملف الاقتصادي حيث يوجد الان 40 مليون أمريكي عاطل عن العمل، كل هذه الأمور مجتمعة ستضعف فرصه بالفوز”.

وحول ما إذا كانت انجازات ترامب الاقتصادية في بداية فترته الأولى ستجعل الناس تغض الطرف عن حادثة مقتل فلويد والاحتجاجات التي أعقبتها قال الحنيني: “ما أنجزته إدارة ترامب في المجال الاقتصادي من إعادة بعض الصناعات الأمريكية إلى الداخل ورفع الناتج القومي خسرته في آخر ستة أشهر نتيجة الركود وتفشي كورونا، بالتالي فإن الملف الاقتصادي لن يدعم حظوظه الانتخابية كثيرا”.

هل يقتنص الديمقراطيون الفرصة؟

ولكن مع اتساع رقعة هذه الاحتجاجات يبرز تساؤل حول امكانية استخدام الحزب الديمقراطي لها واستغلالها في حصد أصوات انتخابية خاصة المتشككة والتي لم تحسم أمرها بعد.

يؤكد المحلل السياسي جو معكرون أن: ” التحدي الكبير بين الديمقراطيين هو غياب مرشح يواكب هذه التطورات المتسارعة من فيروس كورونا الى الاحتجاجات الشعبية بعد مقتل فلويد، لا سيما أن السلطات المحلية في مدينة مينيابوليس وفي ولاية مينيسوتا هي من الحزب الديمقراطي وهي أيضا فشلت في التعامل مع قتل فلويد وتداعياتها، ما ترك الساحة لترامب كي يستغل هذا الفراغ في القيادة، وأداء الحزب الديمقراطي في المرحلة الاخيرة لم يرق الى مستوى التحديات”.

بدوره علق أستاذ السياسات العامة صلاح الحنيني على رأي معكرون بأن الديمقراطيين فشلوا أيضا في إدارة قضية فلويد، بالقول: “توقعي أن خسارة ترامب ليست نابعة فقط من ادارته الفاشلة لملف الاحتجاجات الأخيرة، بل أيضا بسبب خطابه المتعالي والموجه للجمهور الأمريكي، حيث دائما ما يستخدم لغة استعلائية”.