مقالات مشابهة

ثورة ضد العنصرية.. تلاشي حرية التعبير وشماعة فيسبوك لملاطفة وحشية ترامب

المشهد اليمني الأول/

مع ارتفاع حدة الاحتجاجات الأمريكية ضد الادارة الامريكية وعنف وعنصرية الشرطة ضد الاقليات العرقية وخاصة السود في البلاد، بدأت تتكشف اكثر فاكثر عنصرية الرجل الابيض وزعيم البيت الابيض دونالد ترامب، و ازدادت حدة العنف اللفظي والسلوكي لترامب ضد المحتجين.

ضجت مؤخرا مواقع التواصل الاجتماعي بتغريداته ومنشوراته العنصرية والتي تدعو الى العنف وتمجد الوحشية بحق المتظاهرين الامريكيين، بل وبات يحرض قوى الامن والشرطة على استخدام معهم، ويهدد المجتمع الامريكي بالتقسيم والتفكك.

هذا التحريض والاشادة بوحشية الشرطة اعتبرته ادارة موقع تويتر تمجيدا بالعنف؛ الامر الذي دفعها الى حجب جزئي لتغريدات الرئيس الاميركي، واضافة فلترة للتغريدات المشجعة على العنف ضد المحتجين.

خصوصا بعد نشره منشورا قال فيه ان ” عمليات النهب ستقابل بالرصاص فورا”, ما يتضمن تحريضا واضحا وصريحا على القتل واستخدام العنف في قمع اي اعمال شغب او حتى احتجاجات ضد ادارته وعنصرية شرطته.

الا ان هذه الدعوة الصريحة من قبل ترامب لعناصر شرطته في اتخاذ القسوة في تعاملها مع المحتجين، لم يكن كافيا لادارة موقع “فيسبوك” والرئيس التنفيذي للشركة “مارك زوكربرغ” من اجل اتخاذ خطوة جريئة مماثلة التي اتخذها موقع “تويتر” بحق منشورات ترامب والتي تمجد وتشيد بالعنف والوحشية وتشجع على العنصرية.

زوكربرغ قال انه لا ينوي حذف منشورات الرئيس ترامب بذريعة حرية التعبير وحق الجمهور في الاطلاع على المعلومات. معتبرا ان عمله يقتضي تسهيل التعبير بأكبر قدر ممكن، ما لم ينطوِ ذلك على خطر وشيك بإلحاق ضرر بالآخرين.

الامر الذي دعا عدد كبير من العاملين في الشركة الى اتخاذ موقف مقابل لارادة الادارة، وقرر عدد من موظفي الشركة الإضراب عن العمل لمدة يوم وذلك احتجاجا على عدم اتخاذ المدير إجراءات تجاه ما ينشره ترامب.

الشركة التي حاولت تقديم نفسها على انها تراعي حرية الاشخاص والعاملين لديها في حرية التعبير عن رأيهم، من خلال احترام قرارهم في الاحتجاج – حسب الشركة – تناست على ما يبدو سياستها القمعية والتضييق الذي تقوم به ضد اي مستخدم يمكن ان يشارك منشورا عن محور المقاومة والتمجيد به.

كما يبدو ان المفاهيم باتت تختلط على صاحب اكبر موقع للتواصل الاجتماعي، فبات التشجيع والتحريض على القتل المباشر والفوري للمحتجين الذين يطالبون بحقهم في المواطنة الحرة والعيش بحرية دون تمييز عنصري بسبب اللون او العرق؛ امرا يتعلق بحرية التعبير ويندرج تحت حق المستخدم في ابداء آرائه.

ولكن، هل فكر “زوكربرغ” بأن دعوة ترامب لقتل المحتجين قد تنطوي على ضرر مباشر بالاخرين ام انه غفل عن هذا الامر او انه تغافل؟!

ما يعري السياسة العنصرية للادارة الاميركية وادواتها الاعلامية وعلى رأسها موقع فيسبوك؛ هو ان المنشور الذي اعتبره “زوكربرغ” تعبيرا عن الرأي وامتنع عن حذفه بهذه الذريعة، يمكن ان يتسبب باغلاق أي حساب او صفحة في حال نشرته بدلا من الرئيس ترامب. في وقت باتت ادارة فيسبوك تعمل سياسة المحاصرة والتضييق على كل المستخدمين الذين لا يدورون في فلك الارادة الاميركية. ومثال ذلك بات يتكرر كل يوم تقريبا من خلال اغلاق عشرات الصفحات التابعة لجمهور محور المقاومة والتضييق على المنشورات التي تشجع على الوقوف في وجه الامبريالية الاميركية والاستكبار الغربي العالمي. وتمجد انتصارات محور المقاومة على العنجهية والتغطرس الغربي او حتى ضد ادواتها الاقليمية من جماعات ارهابية او انظمة دكتاتورية قمعية.

هذا ديدن الاستكبار، اما الانبطاح والتبعية لارادته، وبالتالي حرية مطلقة في العنف والاجرام؛ او مقاومته والوقوف في وجهه، وبالتالي حصار وتضييق وخناق على جميع الاصعدة.