مقالات مشابهة

“جيمس تاون”: الحوثيون أصبحوا قوة هائلة ولم يعد بالإمكان هزيمتهم

المشهد اليمني الأول/

قال تقرير لمؤسسة جيمس تاون للأبحاث والتحليل الأمريكية إن السعودية والإمارات خسرتا رهانهما في اليمن، وأصبح الحوثيون في موقع الهجوم بدلا عن الدفاع.

وأشار التقرير الذي أعده مايكل هرتون زميل الشؤون العربية في جيمس تاون وهي مؤسسة أمريكية شهيرة وذات صلة بمركز القرار في الولايات المتحدة، إلى أن التقليل من شأن العدو أو ازدرائه هو من بين الأخطاء الأكثر تكلفة التي يمكن أن يرتكبها القائد، قائلا: إن هذا وحده أدى إلى هزائم أكثر من أي خطأ في الحسابات بل “على العكس من ذلك، فإن التقليل من شأن العدو هو رصيد كبير لأولئك الذين يتم التقليل من شأنهم.

ولفت إلى أن علي صالح، والسعودية وأنصارها، وأمريكا قللوا من القدرات العسكرية والسياسية للحوثيين في اليمن منذ ما يقرب من عقدين.

ووصف التقرير تدخل السعودية والإمارات في اليمن بالمشؤوم قائلا إنهم راهنوا على انتصار سريع على الحوثيين لكنهم الان بعد أكثر من خمس سنوات فقدوا رهانهم، بشكل واضح وأثبت الحوثيون ومن تحالفهم معهم أنهم قادرون على الصمود والقدرة والإبداع الاستراتيجي والتكتيكي.

ويضيف التقرير: صمد الحوثيون وحلفاؤهم لخمس سنوات من القصف الجوي والحصار والهجمات على جبهات متعددة من قبل القوات المدعومة من السعودية والإمارات، بالإضافة إلى الأموال التي يصرفها تحالف العدوان، وخضوع الحوثيين للمراقبة الجوية والأقمار الصناعية، ومع ذلك تفوقوا على تحالف العدوان، ولم يضعفوا وإنما أصبحوا في حالة هجوم عبر جبهات متعددة.

وبين أن من العوامل التي اكسبت الحوثيين هذه القوة هو فهم قيادتهم، وتطبيقهم المستمر لجبر التمرد، وذلك عبر عوامل جبرية معينة تشمل، تنقل القوات، الأمن، احترام السكان.

وأشار إلى أن الحوثيين طبقوا هذه العوامل على نطاق واسع ويضاعفونها بذكاء بشري متفوق ومعرفة حميمة بالتضاريس الجبلية الرهيبة شمال غرب اليمن.

وقال إن الحوثيين بهذه العوامل وإضافتهم تكنولوجيا الطائرات بدون طيار والصواريخ، إلى المعادلة، أصبحوا قوة هائلة.

وأكد أن ذكاء الحوثيين في التكتيكات العسكرية كان مهما، بالإضافة إلى نشاطهم الاستخباراتي العسكري، والأمني، كان أيضا من أهم عوامل النجاح، كما لفت إلى أهمية اعتماد الحوثيين على الكفاءة في اختيار القيادات العسكرية، ويعطون قيمة كبيرة للتعلم من القاعدة إلى القمة وتركهم المجال الأوسع مفتوحا أماما الذين يمتلكون المهارات والمواهب التي تتطلبها الحركة وحلفاؤها.

ويقول هورتون: إن الجمع بين ما هو إلى حد كبير الجدارة مع اختيار ساحة المعركة يعني أن الحوثيين وأولئك المتحالفين معهم يستفيدون من الضباط المتحمسين والمبدعين وضباط الصف أو ما يعادلهما. هذا يتناقض مع القوى المتجمعة ضد الحوثيين وحلفائهم. تعاني جيوش المملكة العربية السعودية، وبدرجة أقل، الإمارات العربية المتحدة من نقص واضح في الضباط ذوي الخبرة والقدرات وضباط الصف.

تعوض الإمارات العربية المتحدة جزئياً عن أوجه القصور هذه من خلال توظيف المرتزقة، كما يواجه الجيش التابع لحكومة المرتزقة المعاد تشكيله والذي يقاتل الآن نيابة عن الحكومة في المنفى الضباط غير المؤهلين تدريباً وغير فعالين وضباط الصف، علاوة على ذلك فإن الضباط الميدانيون والقيادات العامة في جيش الفار هادي غالبا ما ينالون مناصبهم عبر اتصالات شخصية مع حكومة المنفى السعودية.

فشل أعداء الحوثيين

يؤكد التقرير أن القوات التي تعادي الحوثيين تعاني من سلاسل قيادة بطيئة وغير فعالة، ومخابرات عتيقة ومتأثرة سياسياً، وضباط ضعفاء، كما أن عملية اتخاذ القرار في صفوف هذه القوات بطيء، وثقيل، وكثيرًا ما يتعرض للخطر بسبب القتال بين السياسيين المتنافسين والقادة العسكريين.

ويضيف:عندما يتم إصدار الأوامر، غالبًا ما يتم استلامها من قبل القادة في مناطق الخطوط الأمامية مثل مأرب كاقتراحات بدلاً من أوامر، قد يكون هذا لأن القادة لديهم فهم أفضل للوضع أو قد يكون الأمر هو أن ضابطًا معينًا ومؤيديه يعتقدون أنه من المفيد الحفاظ على رجالهم وإمداداتهم.

وبين أن تكديس الإمدادات واستقطاع نسبة مئوية من الرواتب من قبل الضباط في جيش الفار هادي كان له تأثير على رغبة العديد من الجنود الذين انضموا للقتال من أجل حكومة المرتزقة..

معظم هؤلاء الرجال، الذين هم في الأساس من الجنوب، انضموا فقط إلى القوات المتحالفة مع الفار هادي للحصول على راتب، كثير منهم لديهم عائلات تعتمد على الدخل الموعود، عندما لا يتم دفع هذه المرتبات أو يتم تخفيضها يفر الجنود.

وبالإضافة إلى انخفاض الروح المعنوية، فإن نسبة كبيرة من الجنود المدرجين في القوائم هم “جنود وهميين”.

ويمضي التقرير بالقول: أدى نهج السعودية “الشيكات الفارغة” تجاه العدوان في اليمن إلى تفاقم هذه المشاكل، في حين ظهرت مؤشرات على أن السعودية تخفض نفقاتها في اليمن، فإن ثقافة الفساد ستستمر.

في الواقع، قد يعني انخفاض المساعدة من المملكة العربية السعودية أن كبار الضباط والشخصيات السياسية يميلون أكثر للحفاظ على مواردهم لضمان مكان لهم في أي نظام سياسي قادم.

بينما تقلل المملكة العربية السعودية دعمها المالي والعسكري لحكومة الفار هادي، ستنخفض الفعالية المحدودة بالفعل لقواتها العسكرية.

وهذا واضح في محافظة مأرب اليمنية، حيث تكافح حكومة الفار هادي للسيطرة على العاصمة، مدينة مأرب، على الرغم من الدعم الجوي من المملكة العربية السعودية لقوات الفار هادي العسكرية، إلا أن الحوثيين يواصلون كسب الأرض.

ويخلص التقرير إلى أن قدرة الحوثيين على تحدي وهزيمة القوات المتفوقة تكنولوجيا تذكير بأنه، كما جادل الخبير الاستراتيجي العسكري والطيار المقاتل العقيد جون بويد ، “الآلات لا تخوض الحروب، التضاريس لا تخوض الحروب، البشر يخوضون الحروب، يجب أن تدخل في عقول البشر، هذا هو المكان الذي يتم فيه كسب المعارك.

ويضيف: الحوثيون يتفوقون في ساحة المعركة، ومن غير المحتمل أن يتغير هذا، بغض النظر عن المبلغ الذي تنفقه السعودية والإمارات ومؤيديها على الحرب في اليمن.

العديد من أولئك الذين يدعمون الحوثيين يفعلون ذلك فقط لأسباب براغماتية!! على سبيل المثال، يرغب العديد من اليمنيين في وقف ما يرونه غزوًا خارجيًا من قبل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

يحسب اليمنيون من مختلف المذاهب السياسية أن الحوثيين فقط هم القادرون على منع القوى الخارجية من تمزيق اليمن، آخرون يدعمون الحوثيين لأنهم يوفرون قدرا من الأمن والقدرة على التنبؤ، خاصة عند مقارنتهم بجنوب اليمن.