مقالات مشابهة

عمق المملكة السعودية مجدداً في دائرة الاستهداف اليمني.. هل يفتح الطريق أمام التسوية؟

المشهد اليمني الأول/

اتجهت بؤر الصراع في المنطقة خلال العامين الماضيين إلى استخدام أوسع للطائرات المسيّرة، وكانت أكثرها تأثيراً هي استهدافات القوات المسلحة اليمنية إلى عمق المملكة السعودية.

حيث لا يحتاج استخدام الطائرات دون طيار إلى كلفة مالية عالية مقابل ما تشكله من تهديد على الطرف الآخر في الحرب، بما في ذلك ما يتعلق بالجوانب السياسية والدعائية.

كما أن الأضرار التي تلحقها الطائرات المسيرة لا تبدو كبيرة مقارنة بالأضرار التي يمكن أن تتسبب به المقاتلات التي يمتلكها التحالف العربي والتي يفتقر إليها الحوثيون، لكن استخدامها ضد السعودية والتحالف سيما في عمق المملكة يكتسب رمزية معنوية لدى القوات المسلحة اليمنية.

الاستخدام المكثف للطائرات المسيرة والقدرات التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية في اختراق العمق السعودي، فرض على التحالف تغيير العديد من استراتيجياته الدفاعية مع إنفاق متزايد على منظومات الصواريخ الدفاعية ودوريات المقاتلات للتصدي لتلك الطائرات ومنع وصولها إلى أهدافها.

رصد بالغ الصعوبة

وتحلق الطائرات المسيرة معظم الأحيان على ارتفاعات منخفضة جدا دون مدى الكشف الراداري؛ ما يجعل عملية رصدها وتحطيمها أمرا بالغ الصعوبة على الدفاعات الجوية لقوات التحالف ومنظومة الدفاع “باتريوت” ذات الكلفة العالية التي تبلغ عدة ملايين من الدولارات للصاروخ الواحد، قياسا إلى تكلفة الطائرة دون طيار والتي لا تتعدى عشرات أو مئات آلاف الدولارات.

ونقلت وسائل إعلام في مارس/آذار 2017، عن الجنرال الأمريكي ديفيد بركينز قوله إن صاروخ “باتريوت” الذي تقدر قيمته بحوالي 3 ملايين دولار يستخدم لإسقاط طائرة مسيرة “درون” قيمتها 200 دولار فقط.

ولا يوجد أرقام محددة لعدد الغارات التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية بطائرات مسيرة ضد السعودية أو قوات التحالف، إلا أن مؤخراً تم تنفيذ عمليتين ناجحتين ما يكشف تركيز القوات اليمنية على استهداف العمق السعودي بشكل أكبر من استخدامها ضد قوات التحالف.

هجمات مركزة ناجحة

ومعظم الغارات بالطائرات المسيرة ركزت على البنية التحتية والمنشآت العسكرية والمدنية في أبها ونجران وجازان، و”قاعدة الملك خالد الجوية” في مدينة خميس مشيط في عمق المملكة، وبدرجة أقل على أهداف عسكرية للتحالف العربي داخل اليمن.

استخدمت القوات المسلحة اليمنية بنجاح طائرات مسيرة في استهداف تجمعات لجنود قوات التحالف أكثر من مرة، معتمدةً – وفق ما يبدو – على معلومات استخباراتية دقيقة، فمنذ العام 2017، تحدثت “أنصار الله” عن امتلاكها مجموعة من الطائرات المسيرة لأغراض الاستطلاع والمراقبة وشن الهجمات، قالت إنها تقوم بتصنيعها بقدراتها الذاتية، وهذه بحد ذاتها نقط قوة لصالحها في حين تعتمد السعودية على الأفكار الأمريكية للتصدي لهذه الطائرات.

وبعيدا عن التكلفة المالية الكبيرة في التصدي للطائرات المسيرة، فإن استهداف المواقع المدنية والعسكرية داخل أراضي دول التحالف يشكل تهديدا جديا للأمن والاستقرار في هذه الدول، إضافة إلى ما يتعلق بنجاح خطة القوات المسلحة اليمنية في مفاوضات التسوية لتحييد بلادهم عن هذه الحرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير – رائد الماجد