مقالات مشابهة

فشل ذريع تُمنی به الطائرات الإسرائيلية المسيرة أمام صاروخ عمره 50 عاماً

المشهد اليمني الأول/

شهدنا في الأيام الأخيرة اشتباكات عنيفة بين البلدين المجاورين لإيران، وهما جمهورية أذربيجان وجمهورية أرمينيا، في إحدى المناطق الحدودية للبلدين، وهي القضية التي تشهدها هذه المنطقة من وقت لآخر منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، مع التوتر الشديد والصراع المسلح.

لكن توتر عام 2020 بين الجانبين كان ملحوظاً للغاية من ناحية واحدة، وهي الوجود القوي للطائرات المسيرة إسرائيلية الصنع في هذه المعركة، حضورٌ لن يكون بالطبع في مصلحة الإسرائيليين الذين يروّجون لمثل هذه الطائرات وبيعها في المستقبل!

في السنوات الأخيرة، كانت سوق عمليات الطائرات من دون طيار في أدوار مختلفة، وخاصةً الاستطلاع والقتال، وبالطبع مبيعاتها، ساخنةً جدًا، وتتطلع بعض البلدان التي لديها هذه التكنولوجيا إلى تحقيق المزيد من الأرباح في هذه السوق.

وتركيا هي واحدة من الدول التي حاولت مؤخرًا توسيع سوق تصديرها لهذا المنتج، من خلال تشغيل طائراتها بدون طيار المسلحة في سوريا وليبيا.

ولكن من ناحية أخرى، كانت جمهورية أذربيجان هي العميل الأول لمنتجات الطائرات بدون طيار الإسرائيلية الصنع لسنوات عديدة، وخاصةً في السنوات الأخيرة حيث أظهرت اهتمامًا خاصًا بالنماذج الانتحارية التي يصنعها هذا الکيان.

مع بداية الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، شاهدنا أولاً صورًا للهجمات والنجاح الأولي للطائرات بدون طيار الأذربيجانية، ولكن فجأةً تغير اتجاه الصراع في مجال الطائرات بدون طيار، وواجه عميل الإسرائيليين حاجزًا قويًا من شبكة الدفاع الجوي الأرميني، حيث نشرت العديد من الصور لطائرات مسيرة إسرائيلية تابعة لجمهورية أذربيجان.

ومن المثير للاهتمام، أن عددًا من هذه الطائرات بدون طيار سقطت في أيدي الأرمن بشكل شبه سليم، مما يدل على تدخل أنظمة الحرب الإلكترونية في هذا الصراع، والضعف الخطير للطائرات التي تصنعها الشركات الصهيونية في هذا المجال.

وفي الوقت نفسه، سجلت وحدات الدفاع الجوي الأرمني خطوةً غير مسبوقة في الصراع الحدودي، حيث أسقطت للمرة الأولى رسمياً طائرة استطلاع إسرائيلية من طراز “هرمس 900” تابعة لجمهورية أذربيجان، باستخدام نظام الدفاع الجوي “سام 8″، وهو ما لم يتم تسجيله في أي نزاع حتى الآن.

فيما يلي سنلقي نظرةً أولاً على الطائرات الصهيونية التي تم رصدها في هذه الاشتباكات، والنتائج التي تم الحصول عليها من هجماتها.

من هرمس إلى سكاي سترايكر..كل ذلك تحت تصرف باكو

أفضل خيار للبدء هو “هرمس 900″، ومعناها هو “إلهة اللصوص”. هذه الطائرة بدون طيار هي في الواقع الجيل القادم من طائرة بدون طيار “هرمس 450″، وقد تم الانتهاء منها بناءً على ذلك.

تتمثل إحدى المهام الرئيسية لـ “هرمس 900″، في تسجيل وإرسال صور ساحة المعركة وإرسالها في الوقت الفعلي وبشکل حي للقادة العسكريين. وتتمتع هذه الطائرة بدون طيار بالقدرة على الطيران والهبوط تلقائيًا، ويمكنها الطيران على ارتفاع 10 كم فوق سطح الأرض.

تحتوي هذه الطائرة بدون طيار على فتحة طويلة تبلغ حوالي 15 مترًا، ويمكن أن تحمل حمولة 300 كجم. وتم تجهيز هذه الطائرة بدون طيار بكاميرات كهربائية بصرية وأشعة تحت الحمراء، بالإضافة إلى أنظمة جمع البيانات الإلكترونية، وکذلك أنظمة لإرسال المعلومات بشکل حي إلى مراكز القيادة. کما يمكن أن تحلق هذه الطائرة بدون طيار بسرعة 220 كيلومترًا في الساعة، ومدة طيرانها في السماء هي حوالي 40 ساعة.

في الصور الأخرى التي التقطها الأرمن من الطائرات بدون طيار المغتنمة أو تلك التي اصطادوها من الجيش الأذربيجاني، هناك عضو آخر من عائلة هرمس أي نموذج “هرمس 180”.

هذه الطائرة بدون طيار هي أيضًا واحدة من الطائرات بدون طيار التكتيكية التي تستخدمها الوحدات العسكرية الصغيرة، للقيام بمهام مثل الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية. يبلغ طول هذه الطائرة بدون طيار 4.4 متر وطول جناحيها 6 أمتار ووزنها 195 كجم.

کما يبلغ مدى الطائرة بدون طيار هذه 150 كم، ولديها القدرة على الطيران المستمر لمدة 10 ساعات. وتبلغ سرعة هذه الطائرة بدون طيار حوالي 194 كيلومترًا في الساعة، وارتفاع الطائرة 4500 متر.

يمكن استخدام هذه الطائرة بدون طيار للاستطلاع وتصحيح نيران المدفعية، وتوفير صور عالية الجودة من الأرض وإرسالها في الوقت الفعلي. وتستطيع “هرمس 180” حمل حمولة تزن 32 كجم. وقد تم عرض الطائرة بدون طيار في المعرض الأخير للغنائم الذي أقامه الجيش الأرمني، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت قد اغتنمت خلال الصراع الأخير.

النظام الآخر الذي تم بناؤه بواسطة شرکة “ألبيت سيستمز” في الکيان الإسرائيلي، والذي تصدّر عناوين الصحف أثناء هذا النزاع، كان طائرة “سكاي سترايكر” الانتحارية. يبلغ مدى هذه الطائرة بدون طيار الانتحارية الإسرائيلية حوالي 20 كم، ويمكن تجهيزها برؤوس حربية تزن 5 و 10 كجم.

وإذا كانت مجهزةً برأس حربي 5 كجم، فستكون هذه الطائرة بدون طيار قادرةً على البقاء في المكان والدوران والانتظار لمدة ساعتين بعد الوصول إلى المنطقة المستهدفة، وإذا استخدمت رأسًا حربيًا يبلغ وزنه 10 كجم، فستكون قادرةً على البقاء في المنطقة لمدة ساعة واحدة. وفي مرحلة الغوص النهائي، يمكن لهذا النظام أن يصل إلى سرعة 555 كم في ساعة.

في قسم الاستطلاع، شوهد نظامان بدون طيار صنعهما الکيان الصهيوني في هذه الاشتباكات، أحدهما هو نموذج “ThunderB” الذي صنعته BlueBird Aero Systems. تزن هذه الطائرة بدون طيار خفيفة الوزن 32 كجم، ويبلغ مداها 120 كم ولها الموثوقية على مدار 24 ساعة في السماء. ويمكن أن ترتفع هذه الطائرة بدون طيار إلى أكثر من 4 كم، وتطير بسرعة نهائية تبلغ 134 كم في الساعة. کما يمكن تجهيز هذه الطائرة بدون طيار بمجموعة متنوعة من أنظمة التصوير وفقًا لطلبات العملاء.

الطائرة بدون طيار الإسرائيلية الخفيفة الأخرى التي تستخدمها أذربيجان في هذا النزاع، هي نموذج “أربيت 3” التي تنتجها شرکة “الملاحة الجوية المحدودة الإسرائيلية”، وتزن هذه الطائرة الاستطلاعية الصغيرة 5 كيلوجرام، ويمكن أن يصل مداها إلى 150 كم ومدة بقائها حوالي 7 ساعات، مع مساعدة الرابط المساعد لنقل البيانات.

هل دخلت “سام 8″ و”كراسوخا الروسية” في حرب مع الطائرات الإسرائيلية المسيرة؟

على الجانب الآخر من الميدان، بدراسة القدرة العسكرية للدولة المقابلة، يبدو أن الأرمن واجهوا الطائرات بدون طيار الأذربيجانية بأنظمة الدفاع الجوي مثل “سام 8” وأنظمة الحرب الإلكترونية.

ووفقًا للصور التي نشرتها أرمينيا، كانت معظم الطائرات بدون طيار التي تم الاستيلاء عليها سليمةً تقريبًا، ويبدو أن معظم أنظمة “كراسوخا” كان موجوداً لدی هذا البلد، والذي تمكن من إسقاط الطائرات بدون طيار المهاجمة، والحصول عليها سليمةً تقريبًا. بالطبع، تم استهداف طائرة “هرمس 900” بدون طيار الأذرية على وجه التحديد من قبل نظام الدفاع الجوي الأرمني “سام 8″، وذلك بناءً على الصور المتاحة.

يبدو أن هذه هي المرة الأولى في العالم التي يتم فيها إسقاط هذا النموذج من الطائرات بدون طيار بنيران متبادلة. وقد أعلن الأرمن أنهم قاموا بتحديث نظامهم للدفاع الجوي “سام 8” بشکل محلي.

دخل هذا النظام في الخدمة منذ أوائل السبعينيات، ويمكن استخدامه لأهداف على بعد 15 كم وارتفاع 12 كم. وعلى ما يبدو، في نيسان/أبريل من هذا العام، وأثناء تسلل طائرة أذرية من طراز “أربيت 3” إلى أراضي أرمينيا، نجح هذا النظام في إسقاطها.

أحد الأنظمة الأرمنية القديمة نسبيًا في قسم الحرب الإلكترونية يسمى R-۳۳۰P Piramida-I، والذي يتم تركيبه على هيكل MT-LB المدرع. يعمل نظام الحرب الإلكترونية هذا على عرض النطاق الترددي VHF وتم تحديثه داخل البلاد، وفقًا لأرمينيا.

والنظام الآخر للحرب الإلكترونية لدی الجيش الأرمني، والذي يعتبر الأحدث والمصنوع في روسيا، هو K۱Sh۱ UNSh-۱۲ والذي يوضع على هيكل “بي تي آر ۸۰” المدرع بجانب الشاحنات الداعمة. تم تصميم نظام التشويش الإلكتروني هذا لتعطيل اتصالات العدو، ولديه القدرة أيضًا على تدمير الاتصالات اللاسلكية مثل القنابل المزروعة على جانب الطريق.

تقول وحدات الدفاع الجوي الأرمني إنه في النزاع الأخير، بلغت القيمة الإجمالية للطائرات بدون طيار الإسرائيلية التي أسقطوها حوالي 150 مليون دولار، وفي الوقت نفسه تمكنوا من إسقاط 40 طائرة بدون طيار أذربيجانية منذ عام 2016.

النظام المهم الآخر لدی أرمينيا والذي ربما لعب دورًا مهمًا أمام الطائرات بدون طيار الأذربيجانية، هو Avtobaza-M. هذا النظام هو في الواقع نظام اكتشاف الهدف بشکل غير نشط، جنباً إلى جنب مع قدرات ELINT للتنصت على الإشارات، والذي يمكنه اكتشاف أهداف مختلفة عن طريق استقبال موجات مختلفة، مثل إشارات الأقمار الصناعية، أجهزة التشويش، إشارات الرادار من الأهداف الجوية أو البحرية أو البرية، وموجات أنظمة الكشف عن الأصدقاء من العدو “IFF”، ومشارکة المعلومات مع وحدات الدفاع الجوي إذا لزم الأمر.

يعمل هذا النظام بترددات تتراوح من 0.2 إلى 18 جيجا هرتز، ويمكنه اكتشاف واعتراض ما يصل إلى 150 هدفًا على مسافة تصل إلى 400 كم. وفي هذه الترددات، يمكن لنظام Avtobaza M اكتشاف جميع ترددات الرادار المطلوبة تقريبًا.

يتم إعداد هذا النظام في 45 دقيقة، ويمكنه تخزين المعلومات في ما يصل إلى 2000 هدف مختلف في الذاكرة. کما يتضمن هذا النظام عادةً 5 مركبات مختلفة، تقع على مسافة 20 إلى 30 كم من بعضها البعض وتقوم بالعمليات. وبالنظر إلى أنه لم يتم نشر سوى القليل من المعلومات حول تشغيل ومكونات هذا النظام حتى الآن، فهو أحد أكثر الأنظمة الغامضة والخاصة لتحديد أنواع مختلفة من الطائرات المسيرة والمقاتلات الأمريكية.

ما أصبح واضحًا في هذا الصراع، هو أن الطائرات الإسرائيلية المسيرة، وعلى الرغم من جميع الادعاءات والدعايات التي قدمتها الشركات الصهيونية ومسؤولو هذا الکيان، تظهر عيوبها وتكشف عن مشاكلها بسرعة إذا واجهت نظام دفاع جوي مناسب. وعلى الرغم من الإنفاق الباهظ لدول مثل جمهورية أذربيجان لشراء منتجات إسرائيلية، فإن النتائج بالتأكيد تشكل انتكاسةً كبيرةً لتقنيتها وصناعتها، ومن الآن فصاعدًا سيواجه الکيان الإسرائيلي أيامًا صعبةً لبيع طائراته المسيرة ومنتجات أخرى في السوق!

من ناحية أخرى، ووفقًا للدعايات والشائعات التي رددتها وسائل الإعلام الصهيونية حول هجوم طائرة بدون طيار على “نطنز” وإلحاق الضرر بمنشآتها – والتي للأسف، انخدع البعض في الداخل بهذه الشائعات – فإن أفضل إجابة على هذا الأمر، يمكن البحث عنها في الأداء الضعيف والخسائر العالية لهذه الطائرات في الأيام القليلة الماضية، ومن المؤكد أن أنظمة الرادار والدفاع في إيران أفضل وأعلی جودةً من أرمينيا بكثير.