مقالات مشابهة

لهذه الأسباب ستكون السعودية بعد الإمارات على خط التطبيع المتسارع

المشهد اليمني الأول/

بعد يوم واحد من تصريحات جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، وتأكده بأن تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والسعودية قادم، وأنه “أمر حتمي”، ألمح مستشار الأمن القومي الأمريكي “روبرت أوبراين” إلى أنه من الممكن أن تكون السعودية هي التالية على جدول التطبيع على وقع معلومات تفيد بوجود مساومة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والأمريكان.

وفي مقابلة نشرتها قناة “سي إن بي سي” الأمريكية، شدد كوشنير على أن اتفاق التطبيع بين “إسرائيل” والإمارات يمثل “خطوة تاريخية” على الرغم من عدم إبداء السعودية دعمها له، وجزم بأن “السعودية كانت بالتأكيد زعيماً عظيماً في جهود التحديث، لكنك لا تستطيع تغيير مسار سفينة حربية بين عشية وضحاها”.

صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الوقت نفسه اعرب عن قناعته بوجود دول عربية أخرى تهتم بالمضي قدماً في إقامة علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل”، مستدركا “وفي ذلك الحين، عندما ستتطور الأمور، أعتقد أنه من المحتوم أن تتوصل السعودية و”إسرائيل” إلى التطبيع الكامل للعلاقات، وتتمكنا من إحراز كثير من النجاحات العظيمة معا”.

يبدو ان الجيل الجديد في السعودية، خلافاً عن آبائهم بحسب ما قاله جاريد، معجب بـ”إسرائيل”ويرى فيها بمثابة “وادي السيليكون في الشرق الأوسط” ويريد أن تصبح “تل أبيب” شريكاً تقنياً وأمنياً وتجارياً للمملكة.

وفي الاطار ذاته قال مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، إن إدارة الرئيس ترامب واثقة من أن العديد من الدول الأخرى ستتوصل لاتفاق مع “إسرائيل” بعد إعلان تطبيع العلاقات مع الإمارات، ملمحا إلى أنه “من الممكن” أن تكون السعودية “هي التالية في تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.

وفي تصريح لشبكة “فوكس نيوز”، قال: “نحن متفائلون.. علينا أن نرى ما سيحدث.. نتحدث مع عدد من الدول بالإضافة إلى السعودية”.

سلسلة التصريحات الامريكية حول امكانية أن تكون السعودية الدولة الثانية بعد الامارات التي ستعلن التطبيع مع كيان الاحتلال، تبعها تغريدة للـمغرد الشهير “مجتهد”، تأكيده وجود مساومة بين ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، والأمريكان، بشأن تنصيبه ملكا، وإجبار الرافضين في العائلة على مبايعته ملكا، مقابل إعلان التطبيع مع “إسرائيل”، لافتا إلى أن الخلاف في الأمر، هو أن “الأمريكان يقولون التطبيع أولا، وابن سلمان يقول بيعتي أولا”.

وبالتالي الخطاب الصادر أخيرًا من بعض النخب السعودية، وعمق العلاقة والمصلحة اللتين تربطان المملكة بالإمارات يرجحان وجود ضوء أخضر سعودي دفع باتجاه اعلان الامارات تطبيعها الكامل مع الكيان الصهيوني، حيث ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه خلال الاجتماع الذي عقده رئيس الموساد يوسي كوهِن في الإمارات، الأسبوع الماضي، وأدّى إلى إعلان الطرفين عن “اتفاق سلام”، حضره أيضاً ممثلون من العائلة المالكة السعودية.

ونقل الملياردير اليهودي الأمريكي حاييم سابان الذي نقل عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قوله إنه يخشى من مهاجمة القطريين والإيرانيين في حال أقام علاقات علنية مع “إسرائيل”.

وكشف سابان -الذي توسط من أجل إبرام اتفاق التطبيع بين الإمارات و”إسرائيل”- في حديث لصحيفة يديعوت أحرونوت عن أنه التقى على مأدبة عشاء محمد بن سلمان وسأله: لماذا يبقي العلاقات مع “إسرائيل” تحت الرادار؟ لماذا لا يخرج ويقود الأمور؟ فأجابه أنه يستطيع أن ينفذ ذلك في لحظة، لكنه يخشى من مهاجمة القطريين والإيرانيين له، كما يخشى من حدوث فوضى داخل بلاده أيضا.

وأضاف سابان أن الإماراتيين كانوا شجعانا في إعلان الاتفاق مع “إسرائيل”؛ وتمنى أن يقود ذلك إلى إقناع دول أخرى بالمضي في هذا الطريق، بما فيها السعودية.

كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، عن مصدر قالت إنه رفيع المستوى قوله، إن “الخطة الإسرائيلية الأكبر، هي الوصول إلى إقامة علاقات مع السعودية، أهم الدول الخليجية”، بعد إقامة العلاقة مع الإمارات.

وأضافت الصحيفة: “لم يجف بعد الحبر على اتفاق السلام مع اتحاد الإمارات، وفي “إسرائيل” ينظرون منذ الآن نحو الهدف التالي، الذي هو أيضا الغاية المركزية”.

وقال المصدر الإسرائيلي: “نحن نأمل في أن يؤدي الاختراق مع اتحاد الإمارات لاحقا إلى اختراق مع السعودية أيضا. لقد كانت هذه دوما هي خطتنا الأكبر وتطلعنا المركزي. أما اليوم فيبدو هذا ممكنا أيضا”.

الجميع بلا شك ينتظر الموقف السعودي من هذه الاتفاقيّة، وليس فقط موقفها، بل حتى إقدامها من عدمه على الخطوة ذاتها، حيث يرى البعض أنّ إقبال الإمارات على التطبيع، كان صادماً بعض الشيء، نظرًا لأن دعوات التطبيع الإعلاميّة، كانت سعوديّةً بالمقام الأوّل، وبعضٌ آخر يرى أنّ السعوديّة، قرّرت خوض التجربة من خلال الإمارات، والبناء عليه، وردّات الفعل.

وقد تدفع سياسات “بن سلمان” المتهورة الى التوجه للتطبيع مع الكيان الصهيوني عبر ازاحة الملك وتنصيب نفسه ملكا وارغام الرافضين من العائلة الحاكمة على القبول به ولاننسا هنا ان محمد بن زايد، مقرب جدا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وان خطوة ابن زايد لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، كانت بلا شك منسقة مع بن سلمان.