مقالات مشابهة

ما سبب توجه رئيس الموساد الى الإمارات؟

المشهد اليمني الأول/

بعد أن أشعلت قضية تطبيع العلاقات بين الإمارات والعدو الصهيونيّ الشارع العربيّ والإسلاميّ، فجّرت أنباء زيارة رئيس مخابرات الاحتلال، “يوسي كوهين”، اليوم الفائت إلى أبو ظبي، مواقع التواصل الاجتماعيّ، حيث وصف الجمهور العربيّ ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، بالخائن للعروبة والإسلام، خاصة وأنّ غرض الزيارة هو بلورة تفاصيل “اتفاقية الاستسلام” الإماراتيّ التي سيتم توقيعها مع الاحتلال الغاصب.
تطبيع شامل

مما لا شك فيه أنّ إعلان التطبيع الإماراتي الصهيوني، جاء تتويجاً لسلسلة طويلة من الخيانة الإماراتيّة، فالتعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بينهما، لم يكن وليد اللحظة، لتصبح دولة الإمارات التي تسمي نفسها بالعربيّة، ثالث دولة عربيّة توقع اتفاق سلام مع العدو، بعد مصر عام 1979، والأردن عام 1994.

وفي هذا السياق، سيتم تطوير العلاقات بين الكيان ودولة الإمارات في عدة مجالات من بينها الاقتصاديّ والعلميّ والتكنولوجيّ والطبيّ والثقافيّ في بداية الأمر، وسيؤدي ذلك بشكل قطعيّ إلى إقامة علاقات دبلوماسيّة بينهما،

وهذا ما أكّدته هيئة البث العبريّة، التي نقلت عن مصدر رسميّ إماراتيّ أنّ النية تتجه إلى فتح سفارتين الأولى تابعة للإمارات في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، والأخرى تابعة للعدو في العاصمة الإماراتيّة، فور توقيع الاتفاقية بينهما، كما أشار المصدر إلى أنّه من البديهيّ بالنسبة للطرفين ألا تفتح سفارة دولة الإمارات في القدس.

وفي هذا الصدد، أعلنت شركة “أبيكس” الإماراتيّة للاستثمار عن توقيع ما وصفته بالاتفاق التجاريّ الاستراتيجيّ، في العاصمة أبو ظبي، مع مجموعة “تيرا” الصهيونيّة، للتعاون في تطوير وتعزيز الأبحاث والدراسات الخاصة بفيروس كورونا المستجد.

بناء على كلّ ذلك، لا بدّ أن يرافق هذا الاتفاق الغادر لعبة سياسيّة بين الحكومتين الإسرائيليّة والإماراتيّة، حيث إنّ زيارة رئيس الموساد تظهر حجم المخاوف بين الصهاينة والإماراتيين، الذين يشعرون بأنّ شيئاً لم يتغيّر بعد إعلان الاتفاق، ورحلة رئيس الموساد جاءت لمعالجة القضايا الأمنيّة ولتهيئة الأجواء والظروف بينهما، بعد القلق الكبير الذي أثاره الإعلان لدى الشعب الإماراتيّ.

ومن الجدير بالذكر، أنّه بعد اتصال هاتفيّ جمع كلاً من الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الصهيونيّ، بنيامين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، تم إعلان الاتفاق مباشرة على تطبيع العلاقات الكاملة بين العدو الصهيونيّ والإمارات،

وذكرت وكالة “وام” الإمارتيّة في ذلك الوقت، أنّ وفوداً من دولة الإمارات وكيان الاحتلال الغاشم ستجتمع خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع ما أسمتها “اتفاقيات ثنائية” تتعلق بقطاعات شاملة، بينها الأمن والاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة إضافة إلى قطاعات الاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة، ناهيك عن إنشاء سفارات متبادلة بينهما.

وما ينبغي ذكره، أنّ “اتفاق العار” الموقّع مع العدو، قوبل بتنديد فلسطينيّ واسع من القيادات والفصائل الفلسطينيّة، كفتح وحماس والجهاد الإسلاميّ، حيث عدته القيادة الفلسطينيّة،

خيانة إماراتيّة للقدس والمسجد الأقصى وقضية فلسطين، فيما اعتبر الشارع العربيّ والمثقفون العرب أنّ التطبيع خيانة وليس وجهة نظر، وأنّ الاعتراف بالكيان الصهيونيّ هو جريمة بحق فلسطين وشعبها والأمة العربيّة والإسلاميّة، مطالبين بقطع العلاقات بشكل كامل مع النظام الإماراتيّ الخائن.

من سيتبع الإمارات في خيانتها؟

لا تكفّ واشنطن وتل أبيب عن إجراء المحادثات مع بعض الدول الخليجيّة الأخرى، كالبحرين وسلطنة عمان، لتعبيد طريق الخيانة الذي سلكته الإمارات، واتخاذ خطوات دبلوماسيّة بينها وبين العدو الصهيونيّ، خاصة وأنّ الدولتين الخليجيتين المذكورتين رحبتا باتفاق العار الذي سيوقع بين الإمارات وكيان الاحتلال.

إضافة إلى ذلك، قام رئيس مخابرات الاحتلال، “يوسي كوهين”، بزيارة خاصة للمنامة مؤخراً، والتقى رئيس الوزراء البحرينيّ، خليفة آل خليفة، وناقش الطرفان إقامة علاقات بين البلدین،

بالإضافة إلى مسألة توقيع اتفاقية مماثلة للاتفاقية الموقعة مع الإمارات، وبحسب الإعلام العبريّ فإنّ المنامة أشارت إلى أنّها تسعى جاهدة لتكون الدولة التالية لتوقيع اتفاقية مع الكيان الصهيونيّ، بعد أبو ظبي، فيما لم تذكر وسائل الإعلام العبريّة والعربيّة أيّ تفاصيل عن تاريخ الزيارة.

أكثر من ذلك؛ رجح إيلي كوهين، أن توقع الخرطوم اتفاقية مماثلة للاتفاقية الإماراتيّة مع الكيان قريباً، موضحاً أنّ هذا العام سيحقق الكيان اختراقاً آخر مع إحدى الدول الإفريقيّة، وقد أشار بشكل مباشر في حديثه إلى السودان، بحسب ما ذكرته القناة الـ 13 العبريّة.

وبحسب هيئة البث العبريّ، فإنّ كوهين قد كشف النقاب عن أنّ العدو الصهيونيّ والسودان على وشك توقيع ما وصفها بـ “اتفاقية سلام” بينهما، مبيّناً أنَها ربما توقع قبل نهاية العام الحالي، موضحاً أنّ الاتصالات مع الخرطوم مستمرة، وأشار إلى أنّ بعثات من كلا الطرفين تواصل الاستعدادات للتوصل إلى هذا الاتفاق.