مقالات مشابهة

رغم الضغوط حزب الله في أوج قوته ورابض على قلوب الصهيانة..

المشهد اليمني الأول/

مُخطئٌ الكيان الإسرائيلي إذ يعتقد أنّ تفجير بيروت الرهيب سيشغل المُقاومة اللبنانية والمُتمثلة بحزب الله عن مقاومته، وعلى هذا الأساس جاء إسقاط طائرة الكيان المُسيّرة قبل أيامٍ قليلة، لتكشف هذه الحالة مدى جاهزيّة عناصر الحزب، واستعداده للوجود في أيِّ زمانٍ ومكان، وبعد أن اتضحت الصّورة للكيان وانجلى غبار إسقاط تلك الطائرة؛

بدأ يضرب يُمنةً وشمالاً علّه يستطيع حفظ ما بقي من ماء وجهه، ليُطلق ليلة أوّل من أمس أكثر من 30 قنبلة ضوئية لاعتقاده أن مجموعات حزب الله تقوم بالتسلسل إلى الأراضي المحتلة، خصوصاً بعد أن توعّد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الكيان الإسرائيلي بالرد على مقتل أحد عناصر الحزب في سوريا “علي كامل محسن”، مشددا أنّ ذلك الرّد “لا يزال قائماً والموضوع مسألة وقت”.

ومنذ استشهاد أحد عناصر الحزب بغارة جويّة للكيان؛ بدأ جيش الكيان بالاستعداد ليقينه أنّ جريمته هذه لن تمرَّ دون عقاب، حيث قام بنشر قوات إضافية على طول الحدود، لكن وبعد انفجار بيروت ظنّ أنهّ بات في مأمن وأنّ المقاومة ستكون مشغولة بتفجير بيروت وإزالة الأنقاض وإعادة الإعمار ليبدأ جيش الكيان بتقليص لأعداد جنوده وتعزيزاته، لكن تأكيد السيّد نصر الله على أن ردّ حزب الله لم يأت بعد، ليُشكل هذا التصريح حالة من الهرج والمرج ويبدأ الكيان من جديد بإرسال التعزيزات إلى الجليل تحسّباً لمواجهة مقبلة مع المقاومة.

دروس الماضي

حياة الرّعب التي يعيشها الكيان أوصلته لحالة الفصام والانفصال عن الواقع إذ بات يتهيّأ أحداثاً لم تقع إلّا بمُخيِّلته، فلمجرد امتلاك حزب الله لترسانة كبيرة من الصواريخ الموجّهة بدقة والقادرة على الوصول إلى كل نقاط الدولة العبرية والتي خبرها طول المواجهات السابقة؛ بات يتصرف وكأنه على حافة الهاوية، وبات كفيلٍ مسجون بغرفةٍ زجاجيّة، ويُريد الخروج منها.

أكثر من ذلك؛ تؤكد الوثائق الاستخباراتية للموساد أنّ صواريخ حزب الله، باتت تُشكِّل تهديداً وجودياً للكيان الإسرائيلي، حيث تقول تلك الوثائق إنّه وإذا كان مشروع الصواريخ الموجهة بدقة يسير بالسرعة التي يقولها قادة الكيان العسكريون، فسيبدأ حزب الله بإنهاء الكيان وتدمير مستوطناته، إذ يعتقد مسؤولو الكيان العسكريون أنّ لدى حزب الله ترسانة من أكثر من 130000 صاروخ يمكنها الوصول إلى جميع أنحاء الكيان.

ليس ذلك فقط؛ بل تؤكد الوثائق أنّ نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي لن يكون قادرًا على إسقاط وابل كبير من الصواريخ التي يتم إطلاقها في وقت واحد، ويعتمد دفاع الكيان ولو جزئياً على أن الصواريخ ليست دقيقة للغاية، غير أنّ الكم الكبير منها سيُدر مناطق واسعة في الكيان، واليوم يؤكد مسؤولو الكيان أنّ حزب الله يحاول بناء صواريخ موجهة يمكن أن تستهدف منشآت رئيسة مثل القواعد العسكرية أو المباني الحكومية أو محطات الطاقة، وسيكون من المستحيل تقريباً إيقافها.

توازن الرّعب

خلال حرب تموز في العام 2006، كان حزب الله يمتلك وكما تقول بعض الوثائق ما يقرب من 15000 صاروخ، لكن هذا العدد ومنذ ذلك الحين ارتفع إلى أكثر من 130.000، وهو الأمر الذي وضع ضغوطاً إضافيّة على سلاح الجو التابع للكيان الإسرائيلي، حيث إنّ الصواريخ تجبر الطائرات الإسرائيلية على التحليق على ارتفاعات أعلى، ما يقلّل من قدرة الكيان على ضرب الأهداف الأرضية بدقة.

بالأمس خرج المحلل السياسي ديفيد داود بصحيفة هآرتس ليؤكد أن “الخوف هو أقوى سلاح لحزب الله”، إذن وعلى هذا الأساس وفي ضوء ديناميكية القوة المتغيّرة، بات الكيان يُعدّل من استراتيجيته بشكلٍ دائم ليتناغم مع المواقف الجديدة على الأرض، ومع الرعب المُستمر الذي يعيشه الكيان ومواطنوه؛ أمر جيش الكيان المدنيين في المجتمعات المجاورة للحدود اللبنانيّة بالاحتماء في أماكنهم وأغلق الطرق بالقرب من الحدود.

وفي النهاية؛ فإنّ التصعيد في الجنوب اللبناني ممكن تماماً وقد يحدث في أيّ وقت، ويعتقد قادة جيش الكيان أنّهم بحاجة لتوسيع قدراتهم الهجومية والدفاعية، فهم يعلمون أنّ أيّ حربٍ مفتوحة مع المقاومة اللبنانية لن تُبقي ولن تذر، لكنهم يأملون بألّا تؤدي الحرب المُقبلة إلى حرب شاملة، أمّا ساسة الكيان فيواجهون مخاطر من نوعٍ مختلف حيث إنّ الحرب تُدقّ طبولها الآن لن تكون في مصلحتهم، خاصة وأنّ إدارة ترامب منشغلة حالياً بالانتخابات الرئاسية وليست في وضع يمكنها من توريط نفسها في أي توترات إقليمية أخرى – حتى لو تورط فيها الكيان الإسرائيلي.