مقالات مشابهة

الصراع الأمريكي الإيراني.. عندما تتحول حاملة الطائرات “نيميتز” الى كتلة من الحديد العائم!!

المشهد اليمني الأول/

المبالغة والادعاء ليسا من شيم الايرانيين، لذلك اذا قالوا فعلوا، فعندما يقول القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي، انه في حال وقوع حرب شاملة مع القوات الامريكية في منطقتنا فنحن قادرون على السيطرة على جميع القواعد والمصالح الامريكية وكنس القوات الامريكية الارهابية منها بما فيها حاملة الطائرات.

فهذا يعني ان ايران اعدت العدة لمثل هذا السيناريو، وهو سيناريو لا يضع امام الامريكيين سوى خيارين فقط؛ إما البقاء وتحمل الهزيمة، وإما الرحيل وتحمل الهزيمة.

في المقابل تعتبر المبالغة والادعاء صفة غالبة على الخطاب الامريكي خاصة في شقه العسكري، وهذه المبالغة، والحق يقال، كانت تصب في صالح امريكا، عندما كانت حاملات طائراتها العملاقة كحاملة الطائرات نيميتز وصواريخها التي تعبر القارات، تزرع الخوف في قلوب من يتجرأ على الوقوف في وجه هيمنتها واطماعها.

ولكن ظهر استثناء في هذه القاعدة الامريكية التي كانت تأتي اكلها لعقود طويلة، وهذا الاستثناء كانت ايران، التي لا يرى رجالها في رموز القوة الامريكية من حاملات طائرات وسفن حربية وقواعد عسكرية وتواجد عشرات الالاف من الجنود الامريكيين فيها، تهديدا فحسب بل نقاط ضعف، توفر لهم فرص ثمينة لتكبيد امريكا خسائر قد تتصاغر امامها خسائر أمريكا في بيرل هاربر في بداية الحرب العالمية الثانية.

قبل أيام حاولت امريكا ان تمارس قاعدتها العسكرية البالية القائمة على استعراض عضلاتها العسكرية ولكن هذه المرة مع ايران، فارسلت حاملة طائراتها “نيميتز” الى الخليج الفارسي، والذي تزامن مع تهديدات اطلقها البلطجيان ترامب وبومبيو، ضد كل دولة تلتزم بالقانون الدولي وتتعامل مع ايران وفقا للقرار الاممي 2231 !!.

وقبل ان تدخل “نيميتز” مضيق هرمز والخليج الفارسي، كانت الطائرات المسيرة الايرانية تحوم فوقها وترصدها وترسل صورا لادق تفاصيل هذا الصيد الثمين الى القيادة العسكرية الايرانية.

خبر رصد واعتراض حاملة الطائرات الامريكية “نيميتز” والسفن المرافقة لها بطائرات ايرانية مسيرة من صنع محلي، اعلن عنه قائد القوة البحرية لحرس الثورة الاسلامية الادميرال علي رضا تنكسيري، والذي كان مصحوبا بصور عديدة لعملية الرصد الدقيقة التي قامت بها الطائرات المسيرة.

الادميرال تنكسيري اوضح ان عملية الرصد والاعتراض كشفت عن تحديد حاملة الطائرات “نيميتز” بمعية السفن الحربية المرافقة لها والتي تشمل المدمرتين 114 و 115 والبارجتين 58 و 59 والفرقاطتين الدوريتين 9 و 12 وسفينة خفر سواحل 1333 تابعة للجيش الارهابي الامريكي، قبل دخولها مضيق هرمز والخليج الفارسي.

الخبراء العسكريون يعرفون اكثر من غيرهم ماذا يعني بالمنطق العسكري ان تقوم طائرات بالتحليق فوق حاملة الطائرات الامريكية والسفن المرافقة لها وترصد تحركاتها دون ان يتم كشفها، رغم كل الرادارات الموجودة فوقها وحولها في البحر والجو، فهي بذلك تحولت الى كتلة من الحديد العائم.

عندما خاطب اللواء سلامي الرئيس الامريكي ترمب بالقول: “سيد ترامب، لا تشك في ثأرنا للشهيد سليماني، لانه مؤكد وجدي”، فهو يعي ما يقول، فالثأر للقائد سليماني لا يتحقق بقتل أمراة كما يروج الارعن ترامب والمعتوه بومبيو.

بل الانتقام سيكون بتحطيم هيبة أمريكا، وهو أمر لا رجعة فيه، فايران، كما اكد اللواء سلامي، وفرت كل ما يلزم، وعلى اساس أسوأ الاحتمالات، لمواجهة امريكا وحلفائها، في البحر والبر والجو، لتحقيق هدف واحد فقط، هو الانتصار على امريكا في اي حرب شاملة.

المصدرالعالم