مقالات مشابهة

في الذكرى الـ 57 لثورة 14 أكتوبر 1963م: سرق الثورة يحتفلون بالفنادق ومع الأعداء والتاريخ سيتكرر باجتثاث سلطنات ومشيخات الأعداء!

المشهد اليمني الأول/

التاريخ يقول: “لا استقرار ولا أمن للشمال والجنوب مُحتل ولا تحرير للجنوب بدون الشمال”، في 19 أغسطس 1963م وفي صنعاء تم إعلان تأسيس الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المُحتل من الاستعمار البريطاني وبحضور قيادات من حركة القوميين العرب واعتماد الكفاح المسلح للتحرير ثورة 14 أكتوبر من الشمال.

راجح بن غالب لبوزة
راجح بن غالب لبوزة

وبعد مشاركتهم بثورة 26سبتمبر 1962م عاد للجنوب مقاتلين وثوار وبأسلحة خفيفة وقنابل يدوية وسلطات الاحتلال البريطاني تطالب القائد  بتسليم نفسه ومن معه وأسلحتهم والرد كان ظرف وبداخله رصاصة للضابط البريطاني الذي جن جنونه وجهز حملة من الجيش البريطاني يتقدمهم الخونة والمرتزقة بما سمى بجيش الاتحاد العربي الفيدرالي والمواجهة تندلع في جبال الحبيلين في ردفان في معركة غير متكافئة بالعدة والعتاد وتستمر من الصباح  إلى الظهر فيصاب الثائر راجح بن غالب لبوزة “بشظية مدفع في جانبه الأيمن ومع غروب شمس 14 أكتوبر 1963م اعلن عن استشهاده، ومن تعز الشمال الجبهة القومية لتحرير الجنوب  تعتبر راجح بن غالب لبوزة هو اول شهيد للثورة وتعلن الكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية لتحرير الجنوب اليمني واهداف الثورة تتلخص في:

“التحرير والاستقلال والسيادة والقرار الوطني المستقل وطرد السلاطين الرجعيين وتوحيد الكيانات الجنوبية وبناء دولة النظام والقانون” وبالبندقية اليمنية والمقاتل اليمني ولاوجود لمفردات التفرقة شمالي وجنوبي وزيدي وشافع، بالرغم ان الاستعمار كان يعتبر الشمالي أجنبي في وطنه عدن، ومن جهة اخرى يعتبر الأجنبي الهندي والبنغالي والكيني الأفريقي مواطن في مستعمرة عدن العضو في رابطة دول الكومنولث البريطاني الواقعة تحت الاحتلال البريطاني.

الجبهات تشتعل وطرد أبناء الشمال من عدن

جبهات الريف في ردفان والضالع ويافع تشتعل بالقادة علي عنتر وشائع وقاسم الزومحي وصالح مصلح ومن جبهة ابين بقيادة سالم ربيع علي وقحطان الشعبي وجبهة فدائي عدن بقيادة عبد الفتاح اسماعيل الجوفي بينما كانت كل الاحزاب والقوى حينها تنادي في الجنوب بالمفاوضات السلمية لنيل الاستقلال ومنح بريطانيا قواعد عسكرية ولاجود لشيئ اسمه جبهة التحرير ولا حزب القوى الثورية التي تاسست بعدد اتفاقي اغسطس بين الزعيم ناصر والملك السعودي فيصل.

تعز مقرا للتدريب والقرار يمني

الجبهة القومية تدرب المقاتلين في تعز وترسلهم الى الجبهات وترفض الانضواء تحت القيادة المصرية وتنفرد بسرية العمليات العسكرية فتمكن فدائي عدن من تفجير قنبلة في مطار عدن واصابة المندوب السامي البريطاني “تريفاكس ” ومصرع نائبه “جورج هندرسن” في 10 ديسمبر 1963م والعمليات العسكرية في الريف وعدن تتوالى وتتمكن من تدمير ثلاث طائرات للاحتلال.

واذاعة صوت العرب من القاهرة وبصوت الاعلامي “أحمد سعيد” يبث انتصارات مقاتلي الجبهة القومية وسلطات الاحتلال تعلن الطوارئ وتطرد مواطني الشمال من عدن وتعلن الجبهة القومية منظمة ارهابية.

مؤتمر الخيانة لتصفية الكفاح المسلح

بعد انشقاق المشايخ عن جمهورية 26سبتمبر 1965م في صنعاء ووصولهم الى السعودية واعلان تأييدهم لإقامة ما سمي بالدولة الاسلامية كبديل للنظام الجمهوري الثوري والنظام الملكي الوطني عقد مؤتمر جدة بين الزعيم جمال عبد الناصر والملك السعودي فيصل بن سعود، ونهاية المؤتمر يعلن عن اتفاق 25 اغسطس 1965م بين الملك فيصل وناصر والبنود السرية نصت على الغاء الكفاح المسلح في الجنوب اليمني واعتماد المفاوضات السلمية لنيل الاستقلال من بريطانيا، “المرجع كتاب مؤتمر خمر ومحاولات السلام في اليمن للشعيبي”.

والجبهة القومية تعتبر المؤتمر الذي عقد بين ناصر وفيصل هو مؤتمر الخيانة وفي ديسمبر 1965م المخابرات المصرية تأسس جبهة التحرير في الجنوب التي تضم احزاب عشال والاصنج والسلاطين ووزراء حكومة ما يسمى بالاتحاد الفيدرالي العربي والذين كانوا بالسابق يرفضون الكفاح المسلح  والزعيم ناصر يعلن عن دعم جبهة التحرير الجديدة وتحت تأثير شخصية الزعيم ناصر على الساحة العربية واليمنية ينشق اعضاء من الجبهة القومية وينظموا الى جبهة التحرير التي تضم ايضا في قوامها قوى وطنية ناصرية ثورية قامت بعمليات فدائية ضد الاحتلال البريطاني.

واليد الطولى للجبهة القومية بالكفاح المسلح  حتى أجل مسمى بعملية الدمج القسري بضابط المخابرات المصرية في 13 يناير 1966م للدمج بين الجبهة القومية وجبهة التحرير لميلاد مخلوق مشوه يسمى منظمة التحرير واتباع النضال السلمي لنيل الاستقلال ومنح بريطانيا قواعد بعد انسحابها وهذا مخالف لأهداف ثورة 14 أكتوبر ومطابق للبنود السرية لاتفاق الخيانة الموقع بين ناصر وفيصل لإلغاء الكفاح المسلح بالجنوب ولمصلحة السلاطين والخونة وفي الشمال الغاء النظام الجمهوري والملكي ولمصلحة المشايخ بالوصاية السعودية.

عنتر ينتفض ويفشل مؤامرة 13 يناير1966م

اثناء الاجتماع الذي ضم جبهة التحرير والجبهة القومية وبحضور ضابط المخابرات المصرية للدمج القسري انتفض المناضل على أحمد ناصر عنتر قائد جبهة ردفان وفي وجهه الضابط المصري قائلا له: “لايمكن اطلاقاً ان نتحد مع السلاطين ووزراء حكومة الاتحاد العربي الخونة والعملاء الذين نقاتلهم من سنوات” – “المرجع كتيب الاثنين الدامي في عدن.. منشورات الحزب الاشتراكي”.

ومع ذلك تم اختراق الجبهة القومية من الداخل حيث وقع عدد من قيادات الجبهة اتفاقية الدمج القسري مع جبهة التحرير ولاحقا وببيان رسمي اعلنت  الجبهة القومية خروجها من الاتفاق  وواصلت الكفاح المسلح وفي أكتوبر 1966م خرج من  عباءة جبهة التحرير التنظيم الشعبي الثوري المدعوم من القاهرة  ينافس الجبهة القومية بالكفاح المسلح ونُسب اليه بعض العمليات العسكرية مع استمرار الجبهة القومية بالكفاح المسلح بالريف وعدن وعلى عدة جبهات وبالإمكانيات اليمنية المتاحة بعد تحول دعم عبد الناصر لجبهة التحرير والتنظيم الشعبي الثوري.

فخاضت الجبهة القومية كفاح ضد الاستعمار والسلاطين والخونة ومن جهة اخرى قامت الحرب الاهلية بين جبهة التحرير والجبهة القومية التي تمكنت من هزيمة جبهة التحرير والتنظيم الثوري الشعبي الموالي للقاهرة  التي كانت تعيش اجواء  هزيمة  7حزيران يونيو 1967م من العدو الاسرائيلي وبينما كان العرب يعيشون النكسة كما اسموها كان ثوار الجبهة القومية يحققون الانتصارات العسكرية الحاسمة.

تحرير أول إمارة وفرار السلاطين والخونة

في 21 يونيو 1967م تم تحرير امارة الضالع ثم تحرير مشيخة المفلحي وتلاها تحرير كل المشيخات والسلطنات وحسب وصف الفقيد البردوني في مؤلفة الثورة والثقافة في اليمن “تم اقتلاع المشيخات والسلطنات بسهولة كما يقلع المزارع البصل من الحقل بصلة بصلة”.

والخونة والسلاطين والعملاء والمرتزقة  بالفرار للخارج قبل طرد المُحتل البريطاني  ومع الانتصارات الساحقة للجبهة القومية  انضم “جيش الليوي” المسمىٰ جيش الاتحاد العربي الفيدرالي الى ثوار الجبهة القومية ومنهم عبد ربه منصور هادي ويا ليت الزعيم  ناصر ومن يتبعه في عدن اتفقوا مع بندقية الجبهة القومية كان افضل من انضمام جيش الليوي وهادي الخائن فهم تربية المُحتل الإنجليزي من اصل يهودي  ومسميات التسامح واعادة الصياغة والبناء مع القوازي الموالين للخارج لاتفيد مع هَؤلاء فهم مغسولين بزيوت بريطانيا و مدهونين بشحوم الخنازير وجلدهم كامل الدسم  ولم ولا ولن ينفع معهم الاغتسال سبع مرات احداهن بالتراب.

فكانت مفردة ” الأنا والأنا” هي السائدة فتدمر المشروع القومي العربي من الداخل قبل الخارج فبعد هزيمة 7 حزيران يونيو 1967م تمت محاكمة رئيس المخابرات المصرية صلاح نصر والمشير عبد الحكيم عامر بتهمة الخيانة العظمي ولاحقاً السادات ينبطح بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي وهم قبل ذلك كانوا البطانة الحكيمة للزعيم ناصر وهم المسئولين عن الملف اليمني بالشمال والجنوب.

بريطانيا تخسر في ثلاث سنوات ما بنته في 129 عاماً

ما فعله الاحتلال البريطاني خلال 129 عاما لاغتيال الهوية اليمنية جنوباً تارة بشرعنة تقسيم اليمن إلى شطرين بالتعاون مع الاحتلال العثماني وتارة بتمزيق الجنوب الى مشيخات وسلطنات وبسياسة ” فرق تسد ” بين السلاطين والمشايخ الخونة بالحروب الأهلية والبريطاني الاجنبي المُحتل هو المُصلح والحاكم والقاضي والحامي بين خونة الأمس وتارة بمسمى المحميات الشرقية والمحميات الغربية وتارة بمسمى عدن مستعمرة وتارة عدن بحكم ذاتي وآخر المطاف بمسمى اتحاد الجنوب العربي الفيدرالي واختراع ديمقراطية الأحزاب الموالية للاستعمار ومعزوفة شرعية الانتخابات والتصويت لشرعنة ما سمى باتحاد الجنوب العربي.

وكل تلك المحاولات تهاوت خلال ثلاث سنوات ببندقية الثوار الذين داسوا على اتفاقية تقسيم اليمن الموقعة بين الاحتلال العثماني والبريطاني ومزقوا معاهدات الحماية الانجليزية مع 21 سلطنة و مشيخة ومستعمرة فتم تحرير: (مستعمرة عدن -مشيخة القطيبي – مشيخة العقربي – سلطنة العوذلي – امارة بيحان – مشيخة دثينة – امارة الضالع – سلطنة الفضلي – سلطنة الحواشب – سلطنة العبدلي – سلطنة العوالق العليا – سلطنة العوالق السفلى – مشيخة العوالق العليا – سلطنة يافع السفلى – سلطنة يافع العليا – سلطنة الصبيحي – مشيخة العلوي – مشيخة الشعيب – السلطنة الكثيرية  – سلطنة المهرة – السلطنة القعيطية – ولاية الواحدي في بير علي).

وتم إعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية دولة مستقلة وبست محافظات فقط بدلاً من الاستقلال الشكلي الموعود من بريطانيا في 1968م وبفيدرالية 44 حرامي وكيان وقحطان الشعبي رئيسا في 30 نوفمبر 1967م وتم قطع العلاقات مع امريكا والصهيونية عدو والسعودية عدو في زمن نكسة العرب ودخول صنعاء في بيت الطاعة السعودي بالمشايخ وبانقلاب 5نوفمبر 1967م.

أهداف الثورة تتحقق

تحققت اهداف ثورة 14 أكتوبر بالتحرر والاستقلال والسيادة والقرار المستقل والعدو هو امريكا والرجعية والصهيونية والرفاق يختلفون على التوجه السياسي والاقتصادي للدولة المستقلة فتمت ازاحة قحطان الشعبي في يونيو 1969م.

وسالم ربيع علي رئيساً والتوجه نحو الشرق الاشتراكي واعلان قوانين التأميم الاشتراكية والاصلاح الزراعي وتحرير المرأة واجب وتخفيض الراتب واجب ودولة النظام والقانون وخدمات التعليم والصحة مجاناً وخدمات المياه والكهرباء شبه مجانية ودعم المواد الغذائية والوظيفة العامة متاحة للجميع ولاتفرقة بين ابناء اليمن الواحد.

وفي مارس 1972م حصل الصدام بين الاخوة الاعداء والاشقاء العرب بالتدخل ووقف اطلاق النار وتشكيل لجان للوحدة وبالرغم من التباعد بين نظامي صنعاء وعدن  بالسياسة والاقتصاد تمكن الرؤساء إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي “وسالمين ” وبالإرادة اليمنية الذاتية من اذابة الجليد وكادت ان تتحقق الوحدة اليمنية في 14 أكتوبر 1977م وليسقط الرؤساء شهداء بمؤامرة من الشرق والغرب وبأدوات الوصاية السعودية من الداخل.

وليتولى احمد حسين الغشمي الحكم في صنعاء الذي اغتيل بحقيبة مفخخة مرسلة من عدن وعلى اشلاء الحقيبة المفخخة يتم اعدام سالمين من الرفاق في عدن وبطلب روسي تلافيا لطرد جمهورية اليمن الديمقراطية من الامم المتحدة بجريمة اغتيال الغشمي وليتولى المقدم على عبد الله صالح السلطة في صنعاء والرفيق عبدالفتاح اسماعيل الحكم في عدن حيث يتم توحيد فصائل اليسار من الشمال والجنوب وتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني في أكتوبر 1978م كأداة سياسية لليسار في اليمن الواحد.

أهداف أكتوبر تتجدد

بعد تحقيق الاستقلال والسيادة وحسم التوجه الاشتراكي وتوحيد الاداة السياسية لفصائل اليسار على مستوى اليمن بالحزب الاشتراكي اليمني اصبحت اهداف ثورة 14 من أكتوبر هي:

” لنناضل من اجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية ” فتم تعزيز القدرات العسكرية الجنوبية التي توغلت حتى البيضاء في الصدام العسكري بين الشطرين مارس 1979م والذي افتعله شيخ الجبهة الاسلامية التكفيرية عبد الله الأحمر في ظل رفض القوات المسلحة اليمنية في الشمال. “المرجع كتاب الوحدة اليمنية لخالد القاسمي”.

والكويت تحتضن الاخوة الاعداء في قمة الكويت والرئيس عبد الفتاح اسماعيل يعلن عن استعداده لتقديم الاستقالة لإتاحة المجال للمقدم علي عبدالله صالح  رئيس الشطر الشمالي من الوطن ليقود جمهورية اليمن العربية خلال ثمانية اشهر وتتشكل اللجان الوحدوية لذألك والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من صنعاء يرفض الوحدة مع الجنوب الكافر وعلي ناصر محمد من عدن يشهر الورقة العنصرية الشطرية بوجه فتاح وقوله ابن الشمال باع الجنوب للشمال  والصراع بين الرفاق ينذر بحمام دم ووزير الدفاع علي عنتر يهدد بتنفيذ انقلاب عسكري اذا لم يقدم عبد الفتاح الاستقالة والأصبع على الزناد و الصراع بلون تشطيري  شمالي – جنوبي ولم يعد لمفردات الأممية مجال يذكر  بين الرفاق الماركسيين.

فتاح ينزع الصاعق ويغادر للمنفىٰ

عبد الفتاح اسماعيل ينزع صاعق التفجير ويقدم الاستقالة ويغادر الى المنفى الاختياري موسكو وفي مطار عدن قال عبد الفتاح إسماعيل لأنصاره والحرس “لا تطلقوا رصاصة واحدة حتى ولو أنهال علي الرصاص”، وهو زعيم ومؤسس الحزب الاشتراكي اليمني وله قيادات وألوية عسكرية حزبية عقائدية بالولاء ومليشيا حزبية شعبية مدربة على حرب المدن، اضافة الى مقاتلي الجبهة الوطنية الديمقراطية الشمالية التي كانت تخوض صراع عسكري مسلح في المناطق الوسطي مع نظام صنعاء ومليشيات الجبهة الاسلامية التكفيرية بزعامة الشيخ عبد الله الأحمر.

ولكنه فضل الاستقالة دون الاحتكام للسلاح وسفك الدم اليمني وكان أمله في الحزب ووعي الشعب وبالوقائع اللاحقة كانت تلك نقطة هبوط الخط البياني لكل اهداف ثورة 14 أكتوبر، حيث تولى السلطة في عدن علي ناصر محمد في إبريل 1980م  والذي سجن وهمش واقصى الكوادر الشمالية من  الحزب والدولة والمؤسسات وعلى مستوى السياسة والاقتصاد اتجه نحو الغرب والانفتاح على القروض والفوائد واغراق الدولة بالديون لليابان والاتحاد الأوروبي وبقروض في مجال الخدمات والاستهلاك وليست للانتاج وانفتح بالعلاقات مع الرجعية السعودية والغرب واطلق عليه الغرب ومثقفي السفارات وتجار الكلمة لقب الرئيس المعتدل لتعتل ثورة 14 أكتوبر بعد اعتلال ثورة 26سبتمبر.

وعلى صعيد العلاقات بين الشطرين وافق ” شن طبقة ” فتمت تصفية الجبهة الوطنية  الديمقراطية الشمالية مقابل النضال السلمي بصدور صحيفة الأمل من صنعاء لسان حال فصائل اليسار في الشمال وفي الشطر الجنوبي عزز علي ناصر قبضته على الدولة والحزب والمؤسسات والمعسكرات بإبعاد الشرفاء وتقريب وبلون مناطقي وكذلك اقام معسكرات خاصة له  واحد فتنبه لذلك وزير الدفاع علي عنتر واصبح يردد في محاضراته  المتنقلة من المعسكرات الى الجامعة  الى المؤسسات مقوله: “السرق يريدون سرقة ثورة 14 أكتوبر”.

ويسافر عنتر الى موسكو ويتصالح مع عبد الفتاح اسماعيل ويصر ويلح على عودته لإنقاذ ثورة 14 أكتوبر بالواحدية اليمنية ويعود فتاح الى المكتب السياسي للحزب ولتندلع ازمة سياسية مع الديكتاتور على ناصر محمد الرافض عن التخلي من احد مناصبه الثلاثة فهو رئيس الدولة والأمين العام للحزب ورئيس مجلس الوزراء دفعة واحدة وحمام الدم يلوح في الأفق بين علي ناصر محمد وجماعته وبين علي عنتر وفتاح وخبرتهم.

والمكتب السياسي للحزب يتخذ قرار بتجريم من يلجأ الى السلاح وعلي ناصر محمد يدعوا الى عقد اجتماعات حزبية في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية  والمكتب السياسي  حيث سيعلن عن مقترح لحل الازمة في اجتماع يوم الاثنين الموافق ل 13من يناير 1986م  فحضر علي عنتر وفتاح وصالح مصلح والزومحي وشايع هادي وعلي سالم البيض الى قاعة المكتب السياسي بينما لم يحضر المحسوبين على علي ناصر الى قاعة الاجتماعات وبالمثل حضر ت الكوادر الحزبية والعسكرية الى اماكن الاجتماعات في المعسكرات ومؤسسات الدولة  بينما العناصر المحسوبة على الرئيس علي عناصر لم تحضر.. فمجزرة المماليك هذة المرة بدون وليمة غداء ولا وليمة عشاء فهم رفاق وربما يكتفون بالشاي والبسكويت.

علي عناصر يفجر الوضع عسكرياً ويكون اول المُفحطين من عدن حتى اليوم أكتوبر 2020م

ساعة الصفر للانقضاض على المماليك ستكون من المكتب السياسي وعلي ناصر محمد يصدر أوامره بتفجير الوضع عسكريا في الساعة التاسعة صباحا ويكون اول المغادرين والمفحطين من عدن حتى اليوم وبينما كان الطرف الاخر في المعسكرات ومؤسسات الدولة و قاعة المكتب السياسي بالانتظار لمفاجئة الاخ/ الرئيس دخل الحارس الشخصي للرئيس علي ناصر وبيده حقيبة علي ناصر وبكل بروده دم واعصاب إنجليزية يخرج الكلاشنكوف ويباشر بإطلاق النار على قادة جبهات التحرير واولهم علي عنتر و مصلح وشايع والزومحي ويتمكن صالح مصلح من اخراج مسدسة الشخصي ويقتل القاتل الحارس الشخصي.

ولتكون تلك ساعة الصفر لينقض جماعة علي ناصر على المجتمعين في مؤسسات الدولة والمعسكرات وبدون سابق انذار والقتل على الهوية انت من الضالع او من الشمال تقتل فورا وبتوحش اكثر من التوحش الوهابي واستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء / حمود العودي وصف وحشية ماجرى حيث كانت قطعان علي عناصر محمد تلقي القبض وبالهوية ويتم شق افخاذ الخصم وملئ الجرح بمادة ملح الطعام والقتل في مجازر جماعية. “حوار شخصي مع الاستاذ حمود العودي سوريا حلب 1988م”.

الاقدار تحبط مؤامرة دول الخليج والغرب

شاءت الاقدار ان تتعطل سيارة قائد المدرعات هيثم قاسم طاهر (لمرتزق مع العدوان حالياً) ولم يتمكن من حضور اجتماع  ا مجزرة محمد علي باشا والمماليك في الموعد المحدد وساعة الصفر انطلقت من كلاشنكوف المكتب السياسي وعلى وقع ازيز الرصاص والقصف من الجو والبحر اتصل هيثم بالمكتب السياسي للتواصل مع وزير الدفاع صالح مصلح ولم يجده فتحدث مع علي سالم البيض واطلع على الوضع.

وعلى الفور حرك هيثم المدرعات واول عمل قام به هو قصف ابراج الاتصالات والاذاعة والتلفزيون ولتصبح عدن مدينة معزولة عن العالم وخلال ثلاثة ايام فقط يحسم رفاق فتاح وعلي عنتر المعركة والثمن باهض للحفاظ على ثورة أكتوبر … وليسجل التاريخ أن رئيس الدولة الغادر يقوم بانقلاب ويفشل رغم الخطة الداعشية الصهيونية التي لم تخطر على بال ابليس الرجيم.

علي ناصر وهادي بالفرار وصالح بالاحتضان

ولاحقاً يظهر علي ناصر وهادي في محافظة البيضاء الشمالية بعد تمثيلية ربط الايدي بالشاش وبيان افك المحاولة الانقلابية التي بها الاعلام الموالي لعلي ناصر عن قيام موتى المكتب السياسي بمحاولة انقلاب على الرئيس المُفحط باكراً.

وبعد فشل محاولة نظام صنعاء لإنقاذ علي ناصر بخطة دخول قوات مسلحة من منظمة التحرير الفلسطينية للفصل بين المتحاربين والقادمة من صنعاء بمبادرة من الرئيس علي عبدالله صالح والتي رفضها الاتحاد السوفيتي والرئيس السوري حافظ الاسد والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، فهي شئون داخلية ولامكان للتدخل الخارجي من الشقيق الفلسطيني الذي خطف ناصر السعيد او الشقيقة الكوبرى.

وصالح يحتضن المطرودين والمحكومين بالإعدام لاحقاً ويقيم لهم معسكرات تدريب للرئيس الشرعي علي ناصر محمد وهادي وعدن تلملم الجراح فقيادات التحرير شهداء وعبد الفتاح مصيره مجهول حتى اليوم والناجي الوحيد من مذبحة المكتب السياسي هو علي سالم البيض والمعسكر الاشتراكي ينهار ودولة الجنوب ترزح تحت ديون الرئيس المعتدل حتى شركة تكنو اكسبورت الروسية التي اكتشفت النفط في شبوة وحضرموت من عام 1968م وفي عام 1986م لم تستخرجه وتستثمره، ونظام عدن كان تابع لروسيا.. وبعد الوحدة 22 مايو 1990م تم منح حق الاستثمار لشركات أمريكية وفرنسية.

ضمير اليمن أحداث يناير مؤامرة خليجية

الفقيد البردوني قال في مؤلفه الثورة والثقافة في اليمن، “ان احداث 13 يناير هي مؤامرة خليجية للقضاء على النظام الوطني في الجنوب”.

ونظام عدن مثخن بالجراح ومثقل بالديون وتجار الكلمة والثقافة يفتحون النار على الضحية ويمجدون الجلادين ونظام صنعاء يحاصر عدن بالوحدة الكونفدرالية الزعيم /علي سالم البيض يصر على الوحدة الاندماجية التي تنحر من الوريد الى الوريد في 7 يوليو 1994م بجحافل القوات الموالية لشرعية الموت او الوحدة التي تضم قوات علي ناصر وهادي وبن لادن وشيخ الاخوان وجنرال الحروب الاهلية وبشرعية علي صالح وفتاوى التكفير لعبد الوهاب الديلمي.

فشركاء الوحدة كفار وقوى الردة والانفصال وفنادق الرجعية السعودية والاماراتية بالأحضان ليعودوا في عدوان مارس 2015م رجعيين أكثر من الرجعية إلّا من رحم ربي بتصحيح دينه قبل دنياه وثورة 14 أكتوبر لم تعد ثورة 14 أكتوبر بعلي ناصر وهادي والتكفير وعفاش و عيدروس وبن بريك والزنداني والجنرال عل محسن وبن سعود وبني قينقاع وامريكا ورماد اليسار القومي العتواني والنعماني والمخلافي لاوحدوي ولاناصري ولاشعبي ولا يمني بل بالعقال والبعرة والبعير خدام للمشروع الصهيوني المتجدد كل مائة عام.

في الذكرى 57 لثورة 14 أكتوبر

يحتفل سرق الثورة بثورة 14 أكتوبر وهم في احضان اعداء الثورة في عواصم العدوان الرياض وابوظبي ولندن وواشنطن واسطنبول عاصمة الخلافة العثمانية التي قسمت اليمن إلى يمنيين.

وغدا سيحتفل لصوص الثورة بثورة أكتوبر وسيرفعون صور ملوك الفساد والترفيه وخليفة اللواط والسحاق بدلاً عن صور ثوار أكتوبر الشهداء فتاح وعنتر والزومحي ولبوزة  وعبود ومدرم وباصهيب، اليوم وغدا يتغنىٰ اللصوص بمفردات الارادة وهم مسلوبي الإرادة من السفير السعودي وسيرقصون على انغام استغلال بالإماراتي وسيمسون على حرية حمراء في علب الليل وشوارع الهرم ومواخير اردوغان ونوادي واشنطن ولندن الاستحمار وحتى تل ابيب الانبطاح.

التاريخ سيتكرر

ما لا يدركه السرق واللصوص، هو ما يتذكرونه جيدا في زمن نكسة العرب في حزيران 67م في زمن نكبة صنعاء 5نوفمبر 67م ببيت الطاعة السعودي في زمن محاكمة ضباط الوصاية المصرية بالخيانة العظمى، حينها كان ثوار الجنوب وبالإرادة اليمنية الواحدة يقتلعون 21 سلطنة وخائن بصلة بصلة، ويمزقون معاهدات الحماية بالإنجليزي والتقسيم بالعثماني في ثورة أكتوبر المجيدة.

وكما قال  البصير المُبصر البردوني العملاق: “ناهد هواها غُلام” غلام وفتى حيدري من فتية اهل الكهف المؤمنين قادم يعيد زمن اقتلاع المشيخات والسلاطين الجدد وبسرعة اكثر مما كان، وعلى اللصوص تذكر هذا جيدا، والأيام بيننا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المحرر السياسي
المشهد اليمني الأول
13 أكتوبر 2020م