مقالات مشابهة

العراق.. في ذكرها الأولى للتظاهر الشعبي، الكاظمي يؤكد أن بلاده كانت مهددة بحرب إقليمية. كيف يُفهم كلامه؟ وفي أي سياق يأتي؟

المشهد اليمني الأول/

أحيا العراقيون اليوم الأحد، الذكرى السنوية الأولى لتظاهرات 25 تشرين الأول/أكتوبر، بالتظاهر في ساحة التحرير ومحيط المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة في بغداد، للمطالبة بمحاربة الفساد ومعالجة البطالة وتأمين الخدمات وتحسينها.

أمور عدّة تغيّرت منذ العام الماضي، بما فيها استقالة حكومة عادل عبد المهدي، واغتيال الشهيدين أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني، ثم التوتر الإيراني الأميركي في المنطقة، واختيار مصطفى الكاظمي رئيساً للوزراء، وليس انتهاءً بتعيين 6 حزيران/ يونيو المقبل، موعداً لإجراء الانتخابات البرلمانية.

لكن مع ذلك، لا يبدو ما أنجز حتى الآن كافياً للعديد من العراقيين، الذين يتأملون اتخاذ إجراءات أكثر جدية في تحسين الاقتصاد الذي يعاني من التهالك بسبب الفساد وتوتر الأوضاع الأمنية بالإضافة إلى ما تسببت به إجراءت فيروس كورونا التي زادت الطين بلّة.

وكان لافتاً تصريح رئيس الوزراء العراقي، أمس السبت في ذكرى الاحتجاجات الشعبية، الذي قال إن حرباً إقليمية كادت أن تحدث على أرض بلاده، مؤكداً أنه عمل على منع حدوث ذلك مجدداً.

وقال الكاظمي في كلمة بالمناسبة: “عملنا بهدوء ودبلوماسية على جمع الدعم لاستعادة وزن العراق وحجمه الدولي وعدم السماح مجددا بالانزلاق إلى الصراع نيابة عن غيره”.

ولم يحدد الكاظمي في كلمته هوية أطراف الحرب الإقليمية التي كادت أن تحدث، إلا أنه يشير على الأرجح إلى هجمات شنّت على مصفاتي النفط بقيق وخريص السعوديتين قبل نحو عام، وسط حديث سعودي وأميركي عن وقوف إيران وأطراف عراقية خلف الهجوم.

وحينذاك، أي في أيلول/ سبتمبر 2019، نقلت وسائل إعلامية غربية عن مسؤولين أميركيين وعراقيين تصريحات تفيد بأنه من المحتمل أن يكون العراق أو إيران مصدر الهجمات على السعودية، وهذا ما نفاه كلٌ من الإيرانيين والقوات المسلحة اليمينة التي أكدت أن سلاحه الجوي نفّذ العملية بـ10 طائرات مسيرة على معملي “أرامكو” في بقيق وهجرة خريص.

وذكر مسؤول مخابرات عراقي رفيع لموقع “ميدل إيست آي”، إثر العملية التي أوقفت إنتاج النفط السعودي بنسبة 50%، أنها تمت بواسطة طائرات مسيرة إيرانية أطلقت من معسكرات للحشد الشعبي في الجنوب العراقي.

وقد يكون كلام الكاظمي مرتبطاً كذلك بما حدث إثر اغتيال رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس والفريق قاسم سليماني، في 3 كانون الثاني/ يناير، حيث كادت أن تؤدي عملية الاغتيال التي نفذتها القوات الأميركية وأعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وما تبعها من عمليات لإطلاق صواريخ من العراق وإيران على قواعد للتحالف الدولي، إلى إشعال العراق بحرب تتسع رقعتها في المنطقة.