مقالات مشابهة

أمريكا تعلن رسمياً انسحابها من معاهدة “الأجواء المفتوحة” وأخرون يعتبرون أنه “قد عفا عليها الزمن”

المشهد اليمني الأول/

قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في تغريدة نشرها اليوم الأحد: “اليوم، وفقاً لإشعار سابق تم تقديمه، أصبح انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الأجواء المفتوحة سارياً. أميركا أكثر أماناً بسببها، حيث تظل روسيا في حالة عدم امتثال لالتزاماتها”.

وفي السياق، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض روبرت أوبراين، إن “الولايات المتحدة لم تعد طرفاً في معاهدة الأجواء المفتوحة، التي تعتقد أنها قد عفا عليها الزمن”.

ونشر حساب “الأمن القومي” الأمريكي على “تويتر”، قال فيها “اليوم 6 أشهر منذ أن أرسلت الولايات المتحدة إشعاراً بالانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة. لم نعد طرفاً في هذه المعاهدة، التي انتهكتها روسيا بشكل صارخ لسنوات”.

وأضاف أوبراين أن “الرئيس دونالد ترامب، وضع أمريكا دائماً في المرتبة الأولى عندما يتعلق الأمر بالانسحاب من المعاهدات والاتفاقيات التي عفا عليها الزمن والتي استفاد منها خصومنا على حساب أمننا القومي”.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن “موسكو ستسعى للحصول على ضمانات مؤكدة بأن الدول المتبقية في المعاهدة ستفي بالتزاماتها”.

وفي شهر أيار/مايو انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية “الأجواء المفتوحة” المبرمة مع روسيا و32 دولة أغلبها منضوية في حلف الأطلسي. وهذه المعاهدة الدفاعية التي مضى على توقيعها 18 عاماً، هي الثالثة لضبط التسلح، والتي ألغتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، منذ وصوله إلى سدة الحكم.

وعلق ترامب في حينها على قرار الانسحاب معتبراً أن روسيا “تنتهكها”، قائلاً “أعتقد أن لدينا علاقات جيدة مع روسيا، لكن روسيا لم تلتزم بالاتفاقية، لذلك، سننسحب منها إلى أن يلتزموا بها، وهناك فرصة جيدة جداً لأن نتمكن من التوصل إلى اتفاقية جديدة أو القيام بشيء لإعادة هذه الاتفاقية الحالية معاً مرة أخرى”.

رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي اعتبرت أن “الانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة من دون بديل يقوض مصداقية أميركا في المجتمع العالمي ويجعل الأميركيين أقل أمانًاً”.

وأضافت أن “هذا القرار يرسل إشارة واضحة للروس بأنهم يمكنهم مواصلة سلوكهم السيئ من دون مراقبة”.

ما هي اتفاقية الأجواء المفتوحة؟

تسمح اتفاقية “الأجواء المفتوحة” بين روسيا والولايات المتحدة و32 دولة أخرى، معظمها منضوية في حلف الأطلسي، لجيش بلد عضو فيها بتنفيذ عدد محدد من الرحلات الاستطلاعية فوق بلد عضو آخر بعد وقت قصير من إبلاغه بالأمر.

ويمكن للطائرة مسح الأراضي تحتها، وجمع المعلومات والصور للمنشآت والأنشطة العسكرية. وتكمن الفكرة في أنه كلما عرف الجيشان المتنافسان معلومات أكثر عن بعضهما البعض، قل احتمال الصراع بينهما.

وتشعر الولايات المتحدة بالامتعاض لأن روسيا “لن تسمح برحلات جوية أميركية”، فوق المناطق التي تعتقد واشنطن أن موسكو تنشر فيها أسلحة متوسطة المدى، وقد “تشكل تهديداً لدول الاتحاد الأوروبي”.

وستصبح اتفاقية “الأجواء المفتوحة” ثالث اتفاقية دولية في مجال الرقابة على الأسلحة تنسحب منها إدارة ترامب التي سبق أن تركت عام 2018 الاتفاق النووي مع إيران، ثم خرجت العام الماضي من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى المبرمة مع موسكو عام 1987.

ويأتي ذلك وسط مخاوف من أن واشنطن ستقرر عدم تمديد “معاهدة ستارت” التي تقضي بتخفيض الحدود القصوى للرؤوس الحربية الهجومية الاستراتيجية للولايات المتحدة وروسيا، وتنتهي فترة سريانها العام القادم.