مقالات مشابهة

لأول مرة.. لقاء عاصف بين الشهيد أبو حرب المُلصي وبين على صالح (عفاش)

المشهد اليمني الأول/

نشرت اليوم صحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم القوات المسلحة اليمنية مادار من حوار بين قائد القوات الخاصة في الحرس الجمهوري الشهيد / حسن المُلصي “ابو حرب” وبين علي عبدالله صالح.

صالح: قد بردقوك..؟! المُلصي : أيوه بردقوني بهذا!! ورفع بيده المصحف.

يعتبر الشهيد حسن المُلصي من أبرز الضباط المشهود لهم بالخبرة والكفاءة والانضباط في صفوف القوات المسلحة.

ومنذ بداية العدوان والملصي يتابع أخبار القصف والدمار وضحايا العدوان من اخوانه اليمنيين فيتألم ويتوجع لذلك قبل أن يقرر الالتحاق بالجبهات فأختار جبهة نجران هو وعدد من رفاقه الوطنيين من منتسبي القوات المسلحة.

وفي جبهة نجران تعرف الملصي على اخوانه المجاهدين فتأثر بسلوكهم واخلاقهم وتضحياتهم وقرر الاستمرار في الدفاع عن بلده وشعبه وفجأة تأتيه الرسائل من الرئيس الأسبق علي صالح تطلب منه العودة إلا أنه لم يستجب وكان يرد بكل أدب على من يطلب منه العودة بما في ذلك الخائن طارق صالح.

وعندما قام الشهيد المُلصي بزيارة أهله في سنحان والبقاء في العاصمة صنعاء عدة أيام قبل العودة الى الجبهة استدعاه الرئيس الأسبق علي صالح وحدد الموعد في مقر اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام.

كان أمام المقر عدد من زملاء الملصي من ضباط القوات المسلحة (الموالين للرئيس الأسبق) وما إن وصل اليهم الملصي وهو يحمل جعبته وسلاحه الشخصي وقد أطلق لحيته تندروا منه وسخروا فإذا بهم ينهرهم ويوبخهم على عدم استجابتهم لنداء الجهاد في سبيل الله دفاعاً عن الوطن والشعب وقال لهم بصوته القوي أذهبوا الى العزة الى الكرامة.

دخل الشهيد الملصي يرحمه الله الى مبنى اللجنة الدائمة وعند الحادية عشر والنصف التقى صالح وكان اللقاء عاصفاً فقد بدأ صالح يسخر من الملصي ومن أسباب بقائه في الجبهة واستمراره في قتال العدوان وفي البداية لم يتصافح الملصي مع صالح بالأيدي فقد اكتفى الملصي بإلقاء السلام ثم جلس أمام صالح الذي بدوره بدأ في السخرية قائلاً مالك ما تجاوب وليش عادك في الجبهة فسارع الملصي بحزم الى الرد بالقول : قد اليهودي خرج من داخلي!!

ثم قال صالح : قد بردقوك (في إشارة الى أنه تعرض للخداع من أنصار الله) وهذه العبارة كان صالح يطلقها على كل الضباط الذين التحقوا بالجبهات واصبحوا مرتبطين بالله والوطن، وليس به حيث كان يقول لهم خدعوكم انصار الله “بردقوكم” خدعوكم بالملازم.

ماذا كان رد الملصي على صالح حين قال له بردقوك؟ سارع المُلصي الى الرد فأخرج مصحف من جيبه وقال بلهجته أيوه بردقوني بهذا وكان المصحف في يده ورفعه الى أعلى.

هنا صمت صالح أمام قوة الرد فاستمر المُلصي في كلامه وبدلاً من أن يتعرض للأسئلة والتوبيخ من صالح اصبح هو من يوبخ صالح ويوجه له الأسئلة، فقد سأل الملصي بكل عزة وشموخ صالح لماذا تمنع الناس من الذهاب الى الجبهات أنا أقسمت على الدفاع عن البلد والشعب ضد أي عدوان، وهذا هو العدوان، لماذا لا يتوجه الكل للجبهة للدفاع عن الشعب عن الوطن وهكذا استمر الملصي في توجيه الأسئلة لصالح محاولاً أن يوقظ ضميره أو يحرك أية مشاعر لديه علّه يكون صادقاً مع نفسه ومع شعبه ومع وطنه ومع من تحالف معهم امام الجميع.

كان الملصي قوياً في ذلك اللقاء ولعله اللقاء الأول الذي يجمعه بالرئيس الأسبق صالح ويواجهه بذلك المنطق وبتلك الحجة لدرجة ان صالح لم يستطع الرد لينتهي اللقاء، فيخرج الملصي مستعداً للعودة الى حيث اختاره الله في جبهات العزة والكرامة.

صحيفة 26سبتمبر حصلت على معلومات من مصدر موثق ومقرب من الرئيس الأسبق علي صالح حيث تؤكد تلك المعلومات أن صالح عند استشهاد المُلصي رفض أن يبعث ببرقية عزاء لأهل الشهيد كما كان يعمل صالح مع كل من يتوفاه الله من قيادات أو ضباط أو غيره وتقوم قناة اليمن اليوم ببث ذلك، إلا أن صالح مع حالة الملصي رفض قبل أن يتراجع عن ذلك بعد نصائح تلقاها من المقربين منه وتتضمن هذه النصائح ضرورة استغلال شهادة الملصي وتحويله الى بطل باسم المؤتمر وذلك سيكون نقطة قوة أمام أنصار الله.

وبالفعل ارسل صالح نجله ليعزي في المُلصي وتبدأ الفرق الإعلامية بتوزيع صور الملصي على انه من ابطال المؤتمر ومن الموالين للرئيس الأسبق علي صالح رغم أن أحاديث الشهيد الملصي يرحمه الله قبل استشهاده تؤكد أن كان يدافع عن البلد والشعب مجاهداً في سبيل الله ومعتزاً كل الاعتزاز برفاقه المجاهدين وبقيادتهم وكان يقول دائماً أنا مع الله.

وللشهيد حسن المُلصي بطولات وقصص ستخلدها الذاكرة اليمنية في أنصع صفحاتها بإعتبار ذلك البطل المجاهد أحد أبرز قادة معركة التحرر والاستقلال والذي تعتز به ليس سنحان القبيلة والمنطقة، بل كل اليمن وتفخر المؤسسة العسكرية اليمنية بأن هذا المجاهد أحد منتسبيها الذين سجلوا موقفاً تاريخياً في لحظة فارقة.